31/10/2010 - 11:02

عراة مثل شجر الخريف../ روز شوملي مصلح

-

عراة مثل شجر الخريف../ روز شوملي مصلح
فضاؤنا منقّطٌ بالأباتشي
مخططٌ بالأف 16
هل التاريخُ بريءٌ
وقد كتَبَتْه يدٌ تُتقنُ اللعِبَ بالكلمات؟
هل المستقبلُ بريءٌ؟
وقد تعمّد الحاضرُ بدمِ الأبرياء؟!

الموت يُصرَفُ
في الطرقاتِ
في المدارسِ
في الحدائقِ
في ملاعبِ الأطفالِ،
في الجوامع
في الكنائسِ
في حقولِ الرعاةِ،

كلُّ شبر يحمل احتمالَ الموتِ
ولا وقتَ آمن.

مجّانيةٌ روشيتةُ الموتِ
وصفةٌ لا تستثني أحداً
معيارُ "عدالتِها"
الموتُ للجميع!

كيف لنا أن نصافحَهم
والأيدي شباك؟
كيف لنا أن نسامحَهم
وقد اغرورقتْ عيونُ النساء بدمٍ أبيض!؟

لا منطقَ فيما يحدث هنا
لا منطق فيما يحدث هناك
كأننا دمىً في عالمِ الشرّير.

وحيدون مثلُ عيسى بنِ مريمَ
لصٌ عن يمينهِ
وآخرَ عن يسارهِ،
من آمنوا بِهِ
تركوه وحيداً للعاصفة.

فضفاضةٌ معاييرُ هذا الزمنِ
ضيقةٌ مثلَ نوافذِ الصبرِ
طافيةٌ بانتظار من يستأجرُها
تكيّفُ نفسَها لكلِّ المقاماتِ
لكلِّ القياساتِ والأزمنة.

دمُ "الصدّيق" يُسفَكُ من أجلكم
وتغسلون الأيدي براءةً من دمِهِ!
لله كيف تُحترَفُ البراءةُ
والبراعةُ
ويُسدَل الستارُ
كأنما الدّمُ حبرٌ
والجزّارُ راعٍ
والسكّينُ في يدِهِ ناي.

ها قد وصلوا إلى المذبحِ
مبكّرينَ
مندهشينَ
كأنّهم شخوصٌ في مسرحيةٍ
وصلتْ خطَّ النهاية!

مَنْ ينظرْ في العمقِ يُبصرْ.
نخشى حقيقةَ صمتِنا الأولِّ
لكنّنا نخشى جنونَ ما نرى.

ما بين المحرقةِ والسنديانِ
لا نريدُ أن نرى ما اقترفتْهُ أيدينا
ولا نريدُ أن نتذكرَ ماضياً
كالسكّينِ ماضياً إن استيقظ.

سهلٌ أن تكونَ بيلاطُسَ
وتغسلَ يديك براءةً من دم هذا الصدّيقِ
لكنّ يديكَ لن تكونا أبداً بريئتينِ
فقد صمَتَّ عندما حوصِرَ
وصمَتَّ حينما اعتُقِلَ
وصمَتَّ حينما اقتادوه في طرقِ القدسِ
منذُ الزمنِ الأوَّلِ
حاملاً صليبَهُ
مطأطىء الرأسِ تحت ثقلِ الصليبِ،
وصمتَّ حينما تناوبوا على ضَرْبِهِ
وشتمِهِ،
وعندما بصقوا في وجهِهِ ألفَ مرةٍ
وعُذِّبَ
وصُلِب،
وصمَتًّ حين جفّتْ شفاهُهُ
وهو معلَّقٌ على خشبة
ويوم قَدّموا له بدلَ الماءِ خلاّ.
حتى إخوتُهُ
تحوّلوا أشباحاً من الخوفِ
ومَنْ تَحَرّكَ منهم قايَضَهُ بفضةٍ
أو مِنْ غير فضة.

لله كم بريءٌ
بيلاطُس البنطيّ !!!

التعليقات