31/10/2010 - 11:02

لها ... ولآذار/ هبة الشمالي

-

لها ... ولآذار/ هبة الشمالي
صباحا "استثنائيا" وقبل:
امي الحبيبة :

لا اريد ان استطرد بكلاما رومنطقيا يجلد شرايين الورق ولكني احتاج اليوم، بالذات اليوم ان اقول لك كلاما ..

هذا اليوم، صباحي استيقظ فيً انتهازي على غير عادته بمزاج سيْء، رافضا كل المناورات الا مع ثرثرة منبهي الذي لا يهدأ ولا أهدأ، ترددت ما بين النهوض واللانهوض حتى اخذتني همهمة امتلأ بها المكان، تخترق الهدوء النسبي لفوضى يوم على اهبة الولادة. وكنت انت وكانت همهمة جائت بي اليك! كنت تصلين الفجر وتتلين ما تتلين قبل ان تسلمي يمينا الى يسارا ! حملقت فيك واتسعت بؤرة عيني وسط دوائر العتمة المتراصة في ولوج سفر النور من ازقة النافذة، وكأني اكتشفك !!

تسمرت اراقبك ويرتجف كلي في بعض انبهاري .. ويسحقني شعور الولاء الى عينيك ومدن حنانك ....
"انها لنعمة كبرى ان افتح عيني صباحا، فاجد الى جانبي من اناديها امي – على غرار الشاعرة سعاد الصباح "

كم انك جميلة هذا الصباح ..
وكم اني اشتاق ان ارمي بثقل روحي بين ربيع راحتيك وتمزجيني بفيض دعواتك وهديل بركاتك .. وتربتين فوق كتفي المنهار وتهمسين "ان كل شيْ سيكون على ما يرام يا ابنتي "
"لاني فقدت الوقوف بدون صلاة نهارك"..
لشد ما احتاج الى بركتك ..
لشد ما خذلنتي البراجماتية والموضوعية هذه الايام ..
اريد ان اكون انا فخذيني اليك حيث لا انا ...
بعيدا عن الملامح المفهومة ضمنا واطباق الوجوه الشهية او المرة..
بعيدا عن اجنداتنا المسحوقة بتفاصيل دقيقة لانصاف مواعيد ورذاذ مهام لا تنتهي ..
بعيدا عن العواطف المشبوهة في كف افتراض وعلاقاتها العابرة من فوق ضريح ونصف ابتسامة خاوية من امل .
بعيدا عن ظل ابعادي..

من اين لك هذا السحر فتلصقين الاشياء العادية المنكوبة من حولي ووابل احلامنا الملسوعة، فتهدأين من روع دوائر اللادوائر المدججة حتى في وردة او سماء ا ونشرات اخبار و"انفلونزا" تهرم على مهل .

اشواقي اليك تحاصرني ..

فانت ، جميلة مشرقة هذا الصباح، تثيرين في رغبة في ان اكون "ابنة مطيعة " تتخلى عن عنجهية افكارها "الرعناء"، وتساعدك في اعمالك المنزلية التي لا تتقن...
لطالما اردتني ان اكون متفوقة في الاعمال المنزلية بادعائك انها اهم من الشهادة الجامعية ومن ثقافة الكتب التي تقيم البيت ولا تقعده من كثرتها .. قلت لي دوما " يا حبيبتي العلم مش رح يفيدك اكتر لانو البيت الو حق عليكي " وكنت ابتسم ولا اعلق ...
امي ، لو انك تدرين كم اشتهي ان اكون هذا اليوم عادية... ويكون مشروعي الصادق الاتي مشروع "اتقان اعمال منزلية " لارضيك اكثر، لا مشروع مهنة وتميز وركوة تحضر و قراءات في النسوية يرضيني أنا!!..

اشتهي ان اكون كما تريدين!! ..

وختاما استحلف اذار ان يعايدك ويعايد كل ما ارى فيك من امهات ...لامي ولهن، للتي لم تنجب، للتي تفقد، للتي تثكل، للتي تقرأ، للتي لا تقرأ، للتي تعمل، للتي تعجز، للتي تجوع ، للاجئة، للمشردة للتي تمتد من فلسطين حتى بغداد .. كل اذار وانتن بسلام ..
قبلاتي ..
ابنتك المطيعة
21 اذار 2006

التعليقات