31/10/2010 - 11:02

نِرْفانا المَذْبَحَة..الطنطوري الأخير..عرس فلسطيني/ رجاء زعبي عمري

-

نِرْفانا المَذْبَحَة..الطنطوري الأخير..عرس فلسطيني/ رجاء زعبي عمري
يا أهْوَنَ الشَّرَّيْن
يا أيُّها السَّــيِّءْ
إذْبَحْني أَقَلّ.. فَسَيْفُكَ أجْمَلُ
دَمي عَلَيْهِ يَتَشَكَّلُ
زَخارِفَ عَرَبِيَّةً وَيَقْطُرُ..
نوتاتْ "إنْتِرْناسْيونالْ".

تَـمَهَّلْ سَيِّدي.. وَاذْبَحْني أقَلّ
... آ ...
ما أهْوَنَكْ..
وَأمّا أنْتَ... يا سَوْأَةَ الأَشْرارْ.

يا الأَسْوَأْ ..
فَلا تُـمْهِلْ... وَلا تُهْمِلْ
تَرَجَّلْ في دَمي وَهاتْ
لُهاثَكَ الكَريهْ
وَسَيْفَكَ القَبيحَ... وَاذْبَحْ.

إذْبَحْ أكْثَرْ... أكْثَرَ وَأكْثَرْ ..
وَاقْبَلْ مِنْ دَمي... عُذْرًا
وَبِاسْمِ سَيِّدي... شُكْرًا
لأنَّكَ... يا سَيِّدي الـمَهُول
تُبْقي سَيْفَهُ الجَميلَ
دائِمًا أجْمَلْ..

سَيِّدي الـمَدَنِي، مِنْ حِينٍ لِحين
يَـتَـنَـحَّـى عَنْ دَمي
وَيُغْمِدُ، بِغايَةِ الرَّشاقَة
سَيْفَهُ الرَّهيف
كَأنَّهُ.. مُواطِنٌ عَريق
في غَيْبَةِ الصُّنْدوقِ يودِعُ البِطاقَة.

وَأمّا أنْتِ.. أيا أنا..!
ألأنَّكِ نَهْرٌ مِنَ الرِّمالِ بِرافِدَيْن
وَلأنَّ لي.. قَلْبٌ بِقِبْلَتَيْن
جَسَدي سَرَّحَ روحَهُ
وَلا يُؤْوي دَمَهْ!؟
"نِرْفانا المَذْبَحَة": لَوْحَةٌ لَيْسَتْ سِرْيالِيَّة
عَدُوٌّ وَدودْ.. حَليفٌ لَدودْ
يَتَعانَقان
سَيْفٌ عَطوفْ.. سَيْفٌ خَطوفْ
يَتَقاطَعان
قَتيلٌ مُنْتَصِرْ.. عَلى قاتِلَيْن
وَدَمٌ مَذْبوحْ.. دَمٌ مَذْهولْ



غادِرْ فِناءَكْ!
أنْتَ مِنْ هذا التُّرابِ
لكِنْ....
لَيْسَ إلى هذا التُّرابِ تَعود.
إزْحَفْ عَلى عِظامِكَ... نَحْوَ البَحْرْ.
وَاقْنَطْ مِنْ رَحْمَةِ اللّه
يَنْحَني الآنَ فَوْقَ شاهِدِك
يَمْحو اسْمَكَ.. وَساعَةَ الميلاد
يَرْفَعُ زُغْرودَةً
لِنُزولِ سُكّانِ البَواخِر
يَلْعَنُ صَخَبَ روحِكَ في الماء
وَيَدوسُ هَلَعَ اليابِسَة
فَازْحَفْ... يَسَعُكَ البَحْر
وَاخْرُجْ... فَالرَّحْمَةُ ضاقَ وُسْعُها
وَاقْنَطْ... لأنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقّ.








عَلى مَشارِفِ الزَّفَّة
إنْتَظَرَ طَويلاً... ثُمَّ ألْقى بِعِطْرِهِ
وَانْكَفَأ عَلى ظِلِّهِ، سِرْبُ السَّرِّيس.

في ساحَةِ الزَّفَّة
عادَتْ أدْراجَها وَمْضات
اشْتَعَلَتْ في جَوْفِ العُلْبَة
عُرْسًا مُخْتَصَرًا:
"عَروسًا تَحْتَضِنُ إطارًا، فيهِ عَريس".

في عِزِّ الزَّفَّة
جُنَّتْ زَغاريدُ النِّساءِ
تَسابَقَتْ فَوْقَ صَهْوَةِ العَويلْ

في نَزْفِ الدَّبْكَةِ
شَهْقاتُ رِجالٍ
نَفَحَتْ جُرْحَها مَواويلْ.

مِنْ بَعْدِ الزَّفَّة
طَلَبَ شابٌّ يَدَ فَتاتِهْ:
كَمْ طَويلاً سَنَخْتَبي
في حِضْنِ الوِشايَةِ، دَمْعَتي وَدَمْعَتِكْ؟

أقْبِلي...
ما زالَتْ فُسْحَةٌ لِلرَّقْصِ
بَيْنَ دَمي وَلَيْلَتِكْ.

التعليقات