01/06/2011 - 23:16

أُغنيَةُ للعائدين / علي نصوح مواسي*

عائِدٌ للشّمسِ تُشرِقُ مِنْ حَصادي لمواكِبِ الرّيحانِ في مرجٍ ووادي لقصائِدِ الزّيتونِ واللّوزِ الّتي سالتْ عطورًا من شفاهاتِ بلادي

أُغنيَةُ للعائدين / علي نصوح مواسي*

 

للزّاحفينَ العائدينَ نحوَ حُلُمٍ جميلٍ اسمُهُ "فلسطين"،
لشهداء وأبطال مسيرات العودة الذين سقطوا على الأبواب،
لحسن حجازي الذي تنفس هواء بحر يافا،

لهم جميعًا هذه الأغنية:

عائِدٌ للشّمسِ تُشرِقُ مِنْ حَصادي

لمواكِبِ الرّيحانِ في مرجٍ ووادي

لقصائِدِ الزّيتونِ واللّوزِ الّتي

سالتْ عطورًا من شفاهاتِ بلادي

 

عائدٌ للدّارِ لا أخشى جنودا

لا ولا عَصفَ الرّصاصِ أو الحَديدا

عابرٌ سهلَ ألغامٍ.. حُدودا

حاملٌ في الكفّ روحي يا بلادي

 

عائدٌ في البالِ "يافا" أشتهيها

فيها كُلّي وأنا ما كُنتُ فيها

كَرمَةُ الحُسنِ رحيقًا تَسْقِنيها

خمرَ قُدسٍ مِنْ جِراحاتِ بلادي

  

عائِدٌ للشِّعْرِ في رِمشِ الجليلِ

لبَنادِقِ الثّوارِ في هَدبِ الخليلِ

لمنازِلِ الأشواقِ، للحُبّ الّذي

في ناسي، في شعبي الأصيلِ،

جذرُهُم في الأرضِ مذ أَبَدِ البلادِ

 

عائدٌ لترابي أبنيهِ سماءا

لمدائِنِ الأجدادِ أبعَثُها ضياءا

 للمسجِدِ الغافي بحضنِ كنيسةٍ

تقرَعُ الآذانَ ترفَعُهُ غناءا:

"الله أكبرُ" كبّريها يا بلادي

 

عائدٌ، مفتاحُ فَجرِيَ مِنْ سنابِلْ

زاحِفٌ، في النّفسِ أحلامٌ تُقاتِلْ

فيّ زقزَقَةُ الشّهيدِ، هَديلُهُ

أُشهِرُ النّاياتِ في وَجهِ القنابِلْ:

دُمتِ لحنًا في وريدي يا بلادي

 

 

* شاعرٌ من فلسطين

ali_mawasy@yahoo.com

التعليقات