19/01/2012 - 23:49

الثّورة في الأصل... أنثى / شيخة حليوي

والثّورةُ لن تكونَ إلا أُنثى تموتُ وتحيا تحتَ جناحيكِ..

الثّورة في الأصل... أنثى / شيخة حليوي

خاص عــ48ــرب: ملف "عامٌ على الثّورة". 

 

الثّورة في الأصل... أنثى


تساؤلات للمرأة العربيّة في زمن الثّورات... حيث كانت نبض الثّورة الخفيّ أحيانًا.. الجليّ أحيانًا أخرى.. وأمنيات ألا تبقى في الوراء.. فما من غضبٍ أو حبٍّ إلا وراءه امرأةٌ، وما من نارٍ إلا كانت المرأة جمرها!

 

هلْ ستترُكينَ القافلة

تخُبُّ عُباب النّشوةِ

تنادمُ الفتحَ العتيد

تسامِرُ النّصرَ الوليد..

وتحرسينَ الأطلالَ

ومدافنَ الوعودِ

والآمال؟!

أمْ ستختبئينَ خلفَ حرير

هودَجِك،

تنتظرينَ سيّافَ شهريار

أو ديكَ الصّباح،

أو "قاسمًا" يُهرطقُ

بالحرّيّةِ والحقِّ المستباح!

هلْ ستناديكِ قصائدُ عُمَر؟

تغري الأنثى فيكِ

تثيرُ رغباتٍ وأدَتها

فلواتٌ منَ القهر؟

أتتركينَ القافلةَ

وتنسحبين؟

تطرقينَ أبوابَ السّادةِ

تلتمسينَ عفوًا ملكيًّا

عنِ الأنثى فيكِ،

عنْ عارِها ونارِها،

عنْ أخطاءِ التّأويلِ

لسفرِ القيدِ

والقيادة!

تلدينَ غضبًا خجولاَ

وتنسحبينَ ثكلى،

تُلملمينَ حزنَكِ ودمَكِ

وحبلَكِ السريّ،

تتوسّلينَ نظرةً

لَمسةً

قبْلَ نُزوحِكِ القسريّ..

تنطوينَ على نفسِك

تبحثينَ عنْ أملِك

بيْنَ أشلاءِ القَتلى..

تنعينَ غضبًا سليبًا

كان في رحمك نارًا

فاستوى جنينًا..

ثمّ وليدًا يحملُ

نُبوءَةَ الخلاصِ لكلّ

مُعدمٍ.. شقيّ!

 

ما كانَ لهذهِ القافلةِ

أنْ تجمحَ لولا خيولُ

عزمِك..

ما كانَ لها أنْ تسرحَ

وتجنحَ لولا نيرانُ

حقدك..

ما زالَ غبارُ المعاركِ

على قدميك،

ورائحةُ الحريّةِ

ندىً في راحتيك،

وليلُ الهوانِ لنْ يحجبَ

جذوةَ الكبرِ في مقلتيك،

فإنّ النصرَ كالخلاصِ

رجل..

والثّورةُ لن تكونَ

إلا أُنثى تموتُ وتحيا

تحتَ جناحيكِ..

 

 

"قاسما"- قاسم أمين رائد حركة تحرير المرأة.

"عمر"- عمر بن أبي ربيعة زعيم شعر الغزل.

5/3/2011

 

***

 

لا تحرقْ حلمَك... أخي

 

مُهداة لروحِ مَنْ سطَّروا برمادِ أجسادِهم تاريخًا للأمجادِ في زمنٍ عزَّ فيهِ التّاريخُ والأمجاد..

 

لا تحرقْ حلمَك... أخي

لا تقطفْ زهرةَ عمرِك!

لا تحرقْ حلمَكَ ولا قلبَ أمِّك...

لا تُساوِمْ على حظٍّ في نعيمٍ مؤجّل!

موعودٌ بهِ كلُّ صابرٍ حمّالٍ متحمّل...

أعرف.. نعيمُ بلادِكَ حلمٌ لا يُباعُ

إلا بنكهةِ الحنظلْ...

ومَنْ مِثْلَكَ اعتادَ الأحلامَ مُحلاّةً

بالمرِّ والحنظلْ؟

والخبزَ؟ أتذكرُهُ؟! لا تجهدْ نفسَكَ بالتذكّر..

فـ "بالنّسيانِ وحدَهُ يحيا الإنسانْ

وليسَ بالخبزِ، قالَ مَوْلانا السلطانْ

والأحلامُ تجارةٌ

يُرَوِّجُ لها أعداءُ الأوطانْ

والحرّيّاتُ أوهامٌ رخيصةٌ

وتلويثٌ للأذهانْ...

فالوطنُ بألفِ نعمةٍ وخيرٍ

 في ربوعهِ يسكنُ الأمنُ والأمانْ

ما دمتُ أنا الذّئبُ وأنا الراعي

وأنتم فيه القُطْعانْ..."

لا تحرقْ حلمَك... أخي

لا تقطفْ زهرةَ عمركْ!

خذْ جمرةً مِنْ سَرْمَدِ

الشّقاءِ في ليلكْ

وجُذوةً مِنْ لهيبِ الذُّلِّ

يشبُّ في عَلْقَمِ الماءِ

 وفي مُرِّ خبزِكْ!

خُذْ شعلةً من بقايا أحلامٍ

ما زالتْ تُعانِقُ المُستحيلَ

في غفلةٍ  مِنْ بُؤسِ يومِكْ..

خذْ بعضًا مِنْ وهجِ الوَجعِ

فطالما كانَ الوجعُ

بخورًا وأيقونةً في معبدكْ..

وشمعةً تتقرّبُ بها إلى السّلطانِ

حينما يمرُّ موكبُهُ بمعبدِكْ..

اسرقْ قبسًا مِنْ أملٍ

ما زال رَهْنَ الاعتقالْ

مُنْذُ أقسمَ مولانا السّلطانْ

أنْ يصونَ الوطنَ ويكفيهِ

شرَّ الفتنةِ

وأهوالَ الآمالْ!

خُذْها أخي نارًا

احملْها جحيمًا

سعيرًا..

احرقْ بها الأرضَ

تحتَ أقدامِ الطّغاةْ!

أبِدْ بها جحافِلَ الظُلمِ

تسومُ الخلقَ مُرَّ العذاباتْ..

اقذفها لهيبًا..

جمرًا..

جحيمًا..

في حضنِ مولانا السّلطانْ

تؤنِسُ وحشتَهُ

في غيابِ الغانياتْ..

احرقْ فيهم الأرضَ والوطنْ

فما استقامتْ معَ الظّلمِ أوطانْ..

لا ترحَمْ منهم عليًّا أو مباركًا

لا باركَ اللهُ فيمنْ باعَ

الوطنَ للشّيطانْ..

فكلُّ زمانٍ ولهُ فرعون

ولكلّ روما حفيدُ نيرون..

والأرضُ حُبلى

ستلدُ، وإنْ طالَ الوعدُ

طارقًا يحرقُ المراكبَ

ويعيدُ وطنًا سليبًا

للأوطانْ..

 

.........................................................................

لمشاهدة جميع مواد ملف "عامٌ على الثّورة": 

http://www.arabs48.com/?mod=articles&ID=88595

التعليقات