28/04/2012 - 07:17

سيجارة مع حمدين صباحي/ إياد برغوثي

حمدين صباحي، المناضل الوطني والناصري الثوري المثابر نصير الفلاحين والفقراء صاحب المواقف الصلبة والحكمة والرؤية النهضوية التي صاغها مع أبرز علماء مصر، يستحق الفوز في انتخابات الرئاسة المصرية، وفوزه مسألة تحتاج إلى إرادة شعب قد يستعيد ثورته بانتخاب أحد صانعيها.

سيجارة مع حمدين صباحي/ إياد برغوثي

 

خرجت إلى الشرفة لأدخّن سيجارة أجلتها لساعات قضيتها بين خيوط الشبكة العنكبوتية، أحاول جاهدًا أنّ أخفّف عدد السجائر اليومية لعلّي أنجح في التوقف عند هذه العادة السيئة التي أتوق للتخلّص منها، المفارقة أنني خلال تدخيني للسيجارة أخذت أفكّر في حياتي دون تدخين وأردّد مثالبه في صوت وعيي، كما أردّد: إرادة، المسألة بحاجة لإرادة.
 
اكتشف المفارقة، وأهرب من الموضوع واعدًا نفسي بالاستمرار بالمحاولة وعدم اليأس، ولا مشكلة بإيجاد مواضيع أخرى للتفكير فيها في هذه الفترة من حياتي ومن حياة شعبي وامتي تلهيني عن التفكير بخضوعي المؤقت لسيجارتي، فهذه أصلا هي علقتي(نا) مع هويتي(نا)... أهرب من الذات للجماعة(ات) لنتماهى حينًا وأتمايز عنها حينًا آخر، فأجد نفسي وأضيّعها لأجدها في لحظة وعي أو ورطة.
 
كنت، قبل سيجارة المفارقة، قد غصت في صفحة مرشح الرئاسة المصري حمدين صباحي على "فيسبوك" ومنها سحبتني خيوط الشبكة إلى موقع الحملة الرسمي مع آخر الأخبار والبرنامج الانتخابي (الذي يقوم على أهداف الثورة وهى حرية وعدالة إجتماعية وكرامة) ومقاطع الفيديو المصوّرة، تابعت تعليقات القرّاء (مثلا: الشعب لسه صاحي وهينتخب صباحي) وتصريحات المرشّح (مثلا: تحدّث صباحي في إحدى المؤتمرات عن ضرورة تكاتف كافة طوائف الشعب المصري من أجل النهوض سويا بالبلد قائلا: “سنأخذ من الإسلام صلبه وهو العدل ومن المسيحية قلبها المحبة لنبني أساس نهضه مصر”). 
 
نظرت إلى السماء فإذ بشهاب يرسم نورًا يعرّج من النجوم نحو الأرض، أروع اللحظات الكونية التقاط الشهب، فأطلقت أمنيتي بعفوية: "حمدين صباحي يصير رئيس مصر"، لا زلت رغم حملة تصفية الغيبيات أتمنى عند رؤية الشهب وانفعل من إمكانية تحقيق الكون للأماني، استغربت من أمنيتي، كان يمكنني أن اتمنى أمنية شخصية أكثر وهناك ما يكفي لأتمناه! لكن هذا هو التماهي الذي حدّثتكم عنه، فيصبح مثلاً خوفك على مصر وثورتها شغلك الشاغل، وتقنع الأمل بأنّه ما زال حيًا ينبض رغم الثورات المضادة وكبوات السنة الأخيرة.
 
حمدين صباحي، المناضل الوطني والناصري الثوري المثابر نصير الفلاحين والفقراء صاحب المواقف الصلبة والحكمة والرؤية النهضوية التي صاغها مع أبرز علماء مصر، يستحق الفوز في انتخابات الرئاسة المصرية، وفوزه مسألة تحتاج إلى إرادة شعب قد يستعيد ثورته بانتخاب أحد صانعيها.
 
رميت السيجارة والشعلة لا زالت في منتصف الطريق، عليّ أنّ اتحرّر منها نهائيًا، انتظرت شهابًا جديدًا لأشركه بأمنيتي، بإرادتي.

التعليقات