01/06/2012 - 13:50

البقيّة ليست في حياتي / محمّد عريقات

لو أنّ قلبكِ ينصت للشّعرِ كنّا أعدنا لوجهك لونه المخطوف ولَكنّا عبرناك كسهمٍ رماهُ قوس قرح..

البقيّة ليست في حياتي / محمّد عريقات

 

 - محمّد عريقات -

بقيّة أعمارهم ليست في حياتي

هي في بطن الموت.

أيّها السّلوان الجائع

ارفع ثقل دمك عن كتفيّ

واستمع للخسارة وهي تروي الحقيقة.

 

في الغفلةِ منها

سأشمرّ عن أسناني /

عن رتلِ أحجارٍ كريمةٍ

صقلتها الكحولُ.

 

بالنّكتة والإزميل

تستعينُ الابتسامات لتسهر

ممجوجةً في صورنا..

الفرح الّذي انتظرناه

تدلّى مشنوقًا من جرس الكنيسةِ

والطّمأنينة فوق

ترتعدُ على رأسِ مئذنةٍ.

لنتجمهر، دونهما، حول

طاحونةِ الهواء.

 

انتشليني من الحزنِ

أو اغمسيني في المغيب أسوةً بالشّمس

عتبي على قلبك الّذي يرسم

بالأسودِ أحلام الغلابى..

تعالي نتعلّم المحبّة من قسوةِ الوحش

فعلى أكتافكِ تترامى البيوت

كالثّآليل باردةً وعمياء.

 

لو أنّ قلبكِ ينصت للشّعرِ

كنّا أعدنا لوجهك لونه المخطوف

ولَكنّا عبرناك كسهمٍ رماهُ قوس قرح..

 

بقيّةُ أعمارهم في حياتكِ

في الأطفال يتقافزون من أكمام الكون الواسعة

في الزّهور وهي لا تزال في قبضةِ الأرض

في خاتمِ زواجٍ غادر الفاترينا ليهوي إلى قرارة إصبعين.

 

فاجئينا ذات صباح

بمقبرةٍ تتقلّص من حوافها كفَرشةِ الثلج

بيومٍ ثامنٍ للموسيقى /

بصلاةٍ سادسةٍ للجنس

بركنٍ للشّمس من قتامةِ البيت

بطبقٍ أو اثنين للشّعر إلى جانبِ وليمةِ الجمعة

فاجئينا بقضمةٍ للسّخط من خبز رضانا

بكأسٍ للشّرطيّ من زجاجتي

فلن يملّنا الخلود

نعدك أن نطلب الموت بالهاتف

لحظة نكمل الخمسين.



* شاعر فلسطينيّ يقيم في الأردن.

التعليقات