28/10/2013 - 13:23

أمُّ الفحم / غسّان فوزي

نُسَمّي روحَها اللّجّون نسمّي حَدّها الرّوحة ونعرفُ أنّها في القلبِ ونشعرُ أنّها في القلب

أمُّ الفحم / غسّان فوزي

أمُّ الفحم

أمُّ فلسطين وابنتُها

نحنُ

ما نحنُ

سوى موجٍ يحطُّ

على الجبالِ

 مضارعًا أمواجَ غزّة

 قطراتُ ماءٍ

 من مياهِ الجوفِ

في الأغوارِ أو قطفٌ

 تدلّى من حواكيرِ الخليل

 عنابُ رامَ اللهِ

 وزبيبُ يطّا والفروع

 ما الفحمُ؟!

ما الفحمُ إلّا

جبنة بيضاءَ

من فيضِ المزارعِ في

 قضاءِ السّبع

 أو طبقُ

 الكنافةِ

 من جبلِ الزّعامةِ

 والتّجارةِ والعلوم

 ما نحنُ إلا شربةٌ تروي الغليلَ

 من طيبِ مائك

يا أمَّ الينابيعِ السّخية

عينٌ لمريمَ وابنِها في صدرِ

 بلدانِ الجليل

 ما نحنُ إلا أنتِ

 يا ابنةَ جارِنا المؤمّلِ

 بالعودِ المؤزّرِ

 بالشّهادةِ والحنين

 نحنُ البكاءُ على أعتابِ مقدّسِنا

 نصارعُ

نبكي نصارعُ

 جندَ إسرائيلَ

 نبحثُ عن شقٍّ

 يصيرُ بقدرة قادرٍ

 بابًا

 إلى المعراجِ

 أو بابًأا

 إلى حدائقِ

 سلسبيل

ما الفحمُ يا وطنَ الفجيعةِ والمحبّةِ

 والولوجِ إلى تفاصيلِ السّؤال!

 ما الفحمُ إلا أنتِ

ما الفحم إلا أنتَ

 مجبولًا بطينٍ

 من ربوع اللّدِ والرّملةِ

 أو حزنٍ دفين

حزن من الأشجارِ

 رمانٌ وزيتون

 وصبرٌ برتقاليُّ الهوى

ويليه ثمّ يليه

 زيتونٌ

 وصبرٌ آخرٌ

وختامُهُ مسك

وأصفرُ عنبرٍ

والتّين والزّيتون

 

سكت الأنينُ

وغابتِ الآلامُ

مع ذكرِ الحبيب

 طلٌّ

على وجهِ المخيّمِ في الشّمال

 وسحابةٌ

 تعلو وتهبطُ

 فوقَ أطلالِ المدائنِ

والمزارعِ والمهاجعِ

 والبيوت

قمرٌ يضيئُ نهارَنا

 بالصّبر والفحمِ

 المضمّخِ بالنّضال

 أجيالُ

 يا أجيالُ

 نمشيها مصائرَنا

 عضدًا

 على عضدٍ

 وراياتٍ

 تسيرُ

من اللجوءِ إلى

الأسير

من صخبِ ساحاتِ النّضال

 إلى ربي نفس متيمة

تكابدُ ضعفَها

أبدًا نسير

 

أجيالُ

 يا أجيال

ما من محالٍ أو محالٍ أو محال

 يمحو لنا أملًا يراوحُ

 مائة بين الحقيقةِ والخيال

 

أجيالُ يا أجيال

صدقُ النّضال

صدقُ النّضال

 نحمي بهِ

 ما يستكينُ بروحِنا

 من حبِّ هذا الفحمِ

 حبًّا من حقيقةٍ

أو خيال

هي في الحقيقةِ

هي في الخيال

هي أمّنا

 هي أمّنا دومًا

نناديها بأسماء لها حسنى

نُسَمّي روحَها اللّجّون

نسمّي حَدّها الرّوحة

ونعرفُ أنّها في القلبِ

ونشعرُ أنّها في القلب

 

أمّ الفحم.. أمّ الفحم! 

التعليقات