12/07/2014 - 14:57

محمّد شهيدُ الفجر../ إحسان أبو غوش

وراءَ السكونِ وبينَ صمتٍ وصمت تَفكّرْ تفكّرْ قليلا، تَجَرّدْ لِوَحدكَ من صَفحةٍ يعتريها غبارٌ مُلوّنْ تَجرّدْ لوحدكَ من أغنياتٍ تراقصها ولولاتٌ وقتلٌ وخنجَرْ

محمّد شهيدُ الفجر../ إحسان أبو غوش

وراءَ السكونِ
وبينَ صمتٍ وصمت
تَفكّرْ
تفكّرْ قليلا، تَجَرّدْ
لِوَحدكَ من صَفحةٍ يعتريها
غبارٌ مُلوّنْ
تَجرّدْ لوحدكَ من أغنياتٍ
تراقصها ولولاتٌ وقتلٌ
وخنجَرْ

تفكّرْ
كلامَ القديرِ
بتحريمِ قتلِ النّفوسِ
تَدَبّرْ
بتوراةِ دينكَ
ولا تُزهق الروح
ولا تتكبّرْ

بِقتلكَ هذا تجرّدْتَ
منْ نَسلكَ الأنَسيّ
فما قيمة الإنسان؟
بلا روح، ولا حسّ
وعقلٌ مُبعثَرْ

أزَلتَ الضّياءَ
بوَسْطِ النّهارِ
طَعَنْتَ الطفولةَ في ظهرها
حينَ الفلولِ
فولّى النّهارُ وأدْبَرْ

قَتَلتَ المساءَ، وعِطرَ الشّذا
سَفَكْتَ الدّماءَ، وروح َ الصّفا
بصمتٍ رهيبٍ
قبيلَ صعودِ المؤذن
فنادى وكبّرْ

تَكلّمَ فجرٌ بأنفاسه النائحَهْ
مُحمّدْ، شهيدي سيبقى شهيدي
فما دامَ صُبحٌ
يفيقُ على ذكرياتٍ
بأمجادنا السّائحَهْ
مُحمّدْ، ألا تُمْهِلوني دقيقةَ صَمْتٍ
وبِضْعَ ثوانٍ
وساعةَ رملٍ ورُمشينْ؟
فأحتاجُ للوقتِ
أودّعُ أحبابَ قلبي
أبي إخوتي
أقربائي
وعطرَ الطفولَهْ
وأمسكُ حَفْنَ
تُرابٍ لأرضي
فأنثرها فوقَ نعشي
لأزرَعَ قبلتي الأبديّهْ
بنفسجةً في جبين مساحات أمّي
فيبقى شذاها
المُعطّرْ
إلى أن أعودَ
بدراجتي نحو أشجارِ صَبْرٍ
وأزرعَ خصلةَ زيتون
أجولُ بها في زُقاقٍ وزُقاق
وبينَ المعابِر
أشمُّ روائحَ
خبزٍ وزعترْ

ألا تُمهِلوني دقيقةَ صَمْتٍ
وَبِضْعَ ثوانٍ؟
أتمُّ صلاتي النّديّهْ، دُعائي وروحَ القضيّه
أتمُّ رجائي، طموحي
وفائي المُقدّرْ

لماذا تودّون قتلي إذَنْ؟
لكوني أنا لَسْتُ أنتَ
لِسُمْرَةِ عيني؟ لجسمِ النّحيلْ؟ لاسمي المقدّسْ؟
لِرَسمي العروبيّ؟ لعطفي لأرضي؟ لِقُدسي؟
لنسلي المؤرّخ؟ لرأيي الصّريح؟ لِعِرضي المُبّجّلْ؟
وجودي، كَياني، بهائي، عزائي، رجائي،
شقائي لِقوميتي؟ أم
لأمرٍ مُدبّرْ

إذَنْ
وراءَ السّكون
وبينَ صمتٍ وصمتٍ
تَفَكّرْ، تَدبّرْ، ولا تَتَكبّرْ

التعليقات