05/10/2015 - 10:48

محبوبة صنعتها يدايّ.../ محمد علوش

تمثالًا لليل جريح، وصورة في مرآة الخلاص، حصانًا يحلق في أعالي السحاب، يغني في رحاب الهديل

محبوبة صنعتها يدايّ.../ محمد علوش

هُنالك في عرين الشمس

بعيدًا في شرفة قمر

عند السؤال الأخير ومفترق الحلم،

تاهت في برودة نبعي عيون الماء

وشقّت زنابقي البيضاء طريق السماء

رغم ليل الكهنة واللصوص

من أفنى زهرة عمرها وردتي الحجرية؟

من هشّم وجه النهر

من دفع المهر حصانا لمُّهري؟

على صفحة صخرة صماء

أضاءت ما حولها قمرًا أخضر

الأزاميل تنحتني في صخرة زرقاء

أصير وجوها ثلاثية الأبعاد

تمثالًا لليل جريح

وصورة في مرآة الخلاص

حصانًا يحلق في أعالي السحاب

يغني في رحاب الهديل

ويتلو عليَّ وصايا الصمت

وحطام الأيام البيض

يبني مملكةً في شفافية النجم

يفتح الأبواب في كتاب الأغاني

فلا ترقصوا حول ناري بخيولكم المهزومة

ولا تدنسوا وجه الجبل في فراغ المعاني

ولا شيء يستعاد

اللهم إلا وجهها المستعان

ووجه النهر، بينكم وبيني

ووجه الله الكريم إيمانًا واحتسابًا

في مقلة العيون الحزينة بعد انطفاء الليل

وان صباحًا بهيًا سيأتي

ميلاد قصيدة

وليلى لوردة قلبي بعد الغياب

كانت تتقن النسيان وحرق المسافة بينها وبيني

فلا تكلني لها في هشيم النار والناس

واجعلني في أعالي بوحها لوزةً خضراء

قبرةً حالمة

أو قبرًا يفتح يديه للريح

واجعلني نحات صورتها بين ظلال قلبي

ونخيل قلبها

أهزّ جذوعها،

أتفيئها لتعطيني الحُّب والرطب

وتسكنني نعيم حنانها وجناتها

وتبقى بوجهها القمري شاهدتي وشهيدتي

ومحبوبتي التي صنعتها يداي.

التعليقات