الاعتماد على المعونات: ارتفاع الأسعار يثقل كاهل المصريين في رمضان

الاعتماد على المعونات: ارتفاع الأسعار يثقل كاهل المصريين في رمضان

في معظم المدن المصرية، حيث تتزايد معدلات الفقر والبطالة، تقوم جمعيات خيرية وفرق تطوعية وجهات رسمية وأخرى غير رسمية، بإعداد كرتونة أو شنطة رمضان لتوزيعها على الفقراء خلال الشهر الفضيل.

ويأمل آلاف الفقراء المصريين في كل عام مع قدوم شهر رمضان، الحصول على مساعدات ومنح خيرية، على شكل صناديق تمتلئ بمواد غذائية أساسية على موائدهم، في ظل أحوال اقتصادية صعبة تعيشها البلاد.

وعادة ما يحتوي الصندوق على كميات من الأرز والزيت والمعكرونة والسكر، ولا يتعدى إجمالي وزنها 10 كيلوغرامًا تقريبًا، ولا يكفي لسد حاجة الفقراء لنحو أسبوع ولكنها تمثل "نواة" يستندون عليها لمواجهة غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار.

مساعدة للأحفاد

وتقول إنصاف محمد، ربة منزل، إنها تلقت صندوقًا بداخله بعضًا من المواد الغذائية التي أوصلتها إحدى الجمعيات الخيرية بالإسماعيلية، لمنزلها الصغير هناك.

وتضيف إنصاف، إن "دخلي 420 جنيها (23.3 دولارا) أحصل عليهم كمعاش من التضامن الاجتماعي، إضافة لنحو 200 جنيه (11.11 دولار) آخرين أتحصل عليها من الجمعيات الخيرية كمساعدة لأحفادي الأيتام، الذي لم يتجاوز أكبرهم العاشرة من عمره".

مواطن مصري "غلبان" يقبل كيس السكر بعد شرائه (رويترز)

وتستطرد قائلة: "نحن نعتمد في قوتنا طوال شهر رمضان المبارك على المساعدات من أهل الخير، سواء وجبات جاهزة يتم توصيلها لنا حتى المنزل أو كرتونة (صندوق) من المواد".

ارتفاع الأسعار في مصر، مع ثبات الدخول وتزامن حلول الشهر الفضيل مع موسم امتحانات طلبة المدارس، رفع الأعباء على الأسر المصرية، فيما تراجع حجم التبرعات التي تتلقاها الجمعيات الخيرية، وفق أحاديث لمصريين.

تردي الأوضاع

وتقول إلهام مصطفى (22 عامًا)، متطوعة بجمعية صناع الحياة بمدينة الإسماعيلية: "إنصاف هي واحدة من نحو 1000 أسرة تقريبًا نتكفل برعايتهم، ونسعى لتغطية جزء يسير من احتياجاتهم في شهر رمضان... نحن أمام قاعدة واسعة من الفقراء والمحتاجين تتزايد مع تردي الوضع الاقتصادي".

وتضيف إلهام، أن "قاعدة الفقراء والمحتاجين تزايدت هذا العام بنسبة 40% تقريبًا، طبقًا لأبحاث الحالات التي نقوم بها كل عام قبل دخول شهر رمضان، وهو ما اضطرنا هذا العام لتخفيض محتويات الكرتونة بنسبة 30% تقريبًا لمواجهة الأمر".

وارتفعت نسبة الفقر المدقع في مصر إلى 5.3% من السكان في 2015، ارتفاعًا من 4.4% في 2012، وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء الحكومي المصري.

(أ ف ب)

ويعرف الإحصاء المصري في بيانه، الفقر المدقع، بأنه الوضع الذي لا يستطيع فيه الفرد أو الأسرة توفير الاحتياجات الغذائية الأساسية.

ويشير الإحصاء إلى أن نسبة الفقراء في البلاد صعدت من 25.2% في العام 2011، إلى 26.3% في 2013، وواصل الارتفاع إلى 27.8% في 2015.

فرق تطوعية

يقول مسؤول لجنة المساعدات بجمعية خطوة أمل (أهلية)، عبد الله الورداني، إن "تكلفة كرتونة المواد الغذائية المقدمة للفقراء، تضاعفت هذا العام فيما تراجع حجم التبرعات، وهو ما وضعنا وكثير من الفرق التطوعية والجمعيات الخيرية، في مأزق".

وتطرح سلاسل المتاجر الكبرى والسوبر ماركات في مصر كميات من شنط (أكياس) رمضان الجاهزة للبيع، بأسعار تصل إلى 100 جنيه (5.5 دولارا).

ويقول محمود عبدالله، وهو تاجر مواد غذائية (مصري)، إن "الموسم هذا العام مختلف عن الأعوام الماضية، فهو الأسوأ وحجم المبيعات تراجعت للنصف تقريبًا، والمستهلك يتهمنا بالسبب وراء زيادة الأسعار... لكن الأمر خارج سيطرتنا".

ويضيف عبد الله، أن "زيادة تكاليف الإنتاج والخامات التي تستورد من الخارج وأسعار النقل، زادت بسبب ارتفاع أسعار الوقود وأجور العمالة، وهو ما يؤدي في النهاية لزيادة سعر السلعة أمام المستهلك".

وتابع "غالبية الجمعيات الخيرية التي تتعامل معي اضطرت هذا العام لتقليل الكميات التي تحصل عليها كل عام وتم الاستغناء عن أصناف بعينها كالتمر.

 

التعليقات