توتي يودّع روما بكسب التحدي الخاص به

خاض القائد التاريخي لفريق روما، فرانشيسكو توتي، أمس الأحد، آخر مباراة له، بقميص "الجيالوروسي" أمام جنوى في ختام الدوري الإيطالي لكرة القدم

توتي يودّع روما بكسب التحدي الخاص به

(أ ف ب)

خاض القائد التاريخي لفريق روما، فرانشيسكو توتي، أمس الأحد، آخر مباراة له، بقميص "الجيالوروسي" أمام جنوى في ختام الدوري الإيطالي لكرة القدم.

وقضى توتي، 25 عامًا من عمره الذي يبلغ 40، داخل نادي العاصمة، الذي لم يلعب لسواه، طوال مسيرته ليصبح رمزًا خالدًا في هذه اللعبة برمتها، وليس لفريقه فقط.

وودَّع توتي جماهيره، في حفل عاطفي مؤثر، أُقيم على أرض ملعب الأولمبيكو، بعد نهاية المباراة، التي مثلت ختام الموسم الكروي لروما.

وقال توتي إن مسيرته "انتهت للأسف"، مبرزًا شعوره بالفخر، لأنه خصص حياته الرياضية كلها للجيالوروسي.

وتعد صفة "الوحيد"، هي الصحيحة للتعبير عن مسيرة "القيصر" في عالم كرة القدم، فهو يمثل أسطورة في عالم كرة القدم الإيطالية والعالمية، بعد عديد البطولات التي شارك فيها بقميص روما، ومنتخب الأزوري.

انضم توتي، الملقب أيضًا بـ"المصارع" لصفوف ناشئي روما عام 1989، وعمره 12 عامًا، وصعد للمشاركة في الفريق الأول، منذ كانون الثاني/يناير عام 1993، حتى اليوم، في مسيرة استمرت طيلة 28 عامًا.

وكي يحافظ على أسطورته كلاعب الفريق الواحد، رفض "الكابيتانو" عروضًا من عدة فرق كانت كافية لتضمن له نجاحات أكثر، جماعية وفردية، ليكتفي طوال هذه المسيرة بألقاب معدودة ارتضاها مقابل احترام، بل وعشق جماهير روما المطلق.

وفاز توتي، بالدوري الإيطالي مرة واحدة فقط (موسم 2000-2001)، وكأس إيطاليا في مناسبتين (2006-2007)، وكأس السوبر الإيطالي مثلهما (2001-2002) (2007-2008).

وكان هداف الدوري الإيطالي، موسم (2006-2007)، برصيد 26 هدفًا.

كما كانت هناك لحظة أخرى تاريخية لتوتي، في 9 تموز/يوليو 2006، عندما توج اللاعب بلقب مونديال ألمانيا في بطولة سجل فيها ركلة جزاء حاسمة في الوقت الضائع، أمام أستراليا (1-0) بدور الـ16 ليمنح بلاده بطاقة التأهل لربع النهائي، ومواصلة مشواره نحو اللقب للمرة الرابعة في تاريخ الأزوري.

وتعد مشاركته للمرة الأولى، مع الفريق الأول في 1993، وكان يبلغ من العمر آنذاك 16 عامًا فقط، ولقب الـ"سكوديتو" (2001)، ورفضه لعرض مقدم من ريال مدريد في 2004، وتتويجه بمونديال 2006، وحصوله على جائزة الحذاء الذهبي في العام التالي، بعضا من اللحظات الحاسمة في الحياة الرياضية لـ"ملك روما".

وكان العرض الذي تقدم به رئيس نادي ريال مدريد، فلورنتينو بيريز، للتعاقد معه، من اللحظات القليلة التي فكر فيها "الطفل الكبير" في الرحيل عن روما، قبل أن يختار البقاء في النهاية، بحسب ما أوضح توتي نفسه.

وكان موسم 2006-2007، هو الموسم الأفضل للـ"قيصر" على الإطلاق، من حيث تسجيل الأهداف، حيث حاز جائزة الحذاء الذهبي كأكبر هدافي الدوريات الأوروبية الكبرى، وليس إيطاليا فقط، بـ26 هدفًا، متفوقا وقتها على مهاجم ريال مدريد، الهولندي رود فان نيستلروي، الذي أحرز 25 هدفًا.

واكتفى "كابيتانو" روما، بحب جماهيره، واحترام منافسيه، ليس فقط لتفرده الرياضي، بل أيضًا لطريقته وأسلوبه، وأخلاقياته.

ويكفي معرفة النشاطات الخيرية، الكثيرة والكثيفة، التي يقوم بها توتي لصالح منظمات، ومؤسسات تكافح الفقر وتساعد الأطفال.

ويبرز دائما في عالم كرة القدم، مسيرة أولئك اللاعبين الذي يستطيعون حصد أكبر قدر من الألقاب فقط، إلا أن توتي، أراد الفوز بتحدي آخر، وهو أن يكون لاعبًا مخلصًا للأبد لفريق المدينة التي ولد ونشأ بها.

ونجح "القيصر" في الفوز بالتحدي الخاص به، حيث أصبح من الرموز الأسطورية في كرة القدم العالمية كواحد من أفضل اللاعبين في كل الأزمنة على الإطلاق.

التعليقات