21/02/2017 - 19:10

زاهي أرملي: ذكريات لاعب كرة قدم وحلم لم يتحقق!

زاهي أرملي من مدينة شفاعمرو هو لاعب كرة قدم سابق لمع نجمه منذ نعومة أظافره، حيث بدأت علاقته برياضة كرة القدم في الثامنة من عمره، حينما كان يلعب في الشارع، بعدها لم يترك ملعبًا مفروشًا بالعشب الأخضر إلا وشارك أصدقاؤه بمباراةٍ وديّة وحماسيّ

زاهي أرملي: ذكريات لاعب كرة قدم وحلم لم يتحقق!

اللاعب السابق زاهي أرملي

زاهي أرملي من مدينة شفاعمرو هو لاعب كرة قدم سابق لمع نجمه منذ نعومة أظافره، حيث بدأت علاقته برياضة كرة القدم في الثامنة من عمره، حينما كان يلعب في الشارع، بعدها لم يترك ملعبًا مفروشًا بالعشب الأخضر إلا وشارك أصدقاؤه بمباراةٍ وديّة وحماسيّة، وكرة القدم في حينه كانت عبارة عن كيس من النايلون معبئ بالكثير من الأكياس المكدّسة والقابلة للتحرُك كما هي كرة القدم، علمًا أنه لم يكن هنالك مجال لشراء كرة قدم مناسبة تليق باللاعب الصغير الذي يحلم أن يكبُر ليُصبح لاعبًا ماهرًا، وعلى الرغم من ذلك فقد كان الحظ حليف الأطفال، حيثُ كانت هنالك مساحات أراضٍ مفتوحة، يمكن اللعب فيها، دون أن ينزعج الجيران منهم.

وعن بداية مسيرته الكروية، قال زاهي أرملي في حديث لـ"عرب 48"، إنني "بدأت لعب كرة القدم منذ طفولتي إلى أن اكتشفني لاحقا المدرب شكري عبود وضمني لفريق هبوعيل شفاعمرو في ذلك الحين، حيث كنت أملك بطاقة لاعب وأنا في الخامسة عشر من عمري".

واستذكر أن "المباراة الأولى التي فتحت أمامي أبواب عالم كرة القدم كانت أمام أم الفحم ضمن منافسات كأس الدولة، حينها تمكنت من تسجيل هدف ثمين".

واعتبر أن "الظروف التي عشناها في تلك الفترة كانت في غاية البساطة في ظل وجود عائلات كثيرة الأنفار، ومع كل ذلك كان الأهل يهتمون في دعم أبنائهم بالتعليم وإنهاء الدراسة الثانوية، وعلى الصعيد الشخصي بعد أن شعرت عائلتي بشغفي العميق للرياضة، طلبوا مني الاهتمام أولا بنيل شهادة البجروت ومن ثم منحوني حرية اختيار مستقبلي".

وأضاف "في العام 1970 تأثرت بالأسطورة البرازيلية بيليه وبمنتخب البرازيل حيث كنت أشاهد مبارياتها برفقة الجيران، في ذلك الحين كبر الحلم في عيناي وأوضحت لوالدي بأني سأحصل على شهادة البجروت ولكني سأتجه إلى رياضة كرة القدم كي أصبح لاعبا".


وتابع أن "والدي وسائر أفراد عائلتي وأبناء بلدي وقفوا إلى جانبي وكانوا يرافقونني في كافة المباريات التي لعبتها ضمن الدرجات الأولى والثانية والقطرية، وقد أبدوا إيمانهم بقدراتي حتى عند خروجي من فريق شفاعمرو وانضمامي إلى مكابي حيفا، الأمر الذي شجعني على تنمية قدراتي حتى الوصول إلى أعلى المستويات".

وأشار إلى أنه "عند انتقالي لمكابي حيفا، برزت المصاعب النفسية بسبب العبارات العنصرية التي أرى بأنها استفحلت هذه الأيام بسبب العنف والأخلاقيات المختلفة، وهذا نابع من عدم سيطرة الاتحاد العام والمسؤولين على أن يكون هناك توجيه جديد وتربية جديدة، وعليه أرى بأننا في مرحلة خطيرة جدا تستوجب من المسؤولين إيجاد حلول سريعة جدا قبل وقوع ما لا يحمد عقباه بسبب العنف والشتائم العنصرية تجاه اللاعبين العرب، فبالأخير نحن رياضيون ولسنا رواد مقاه ولطالما نعمل من أجل التشجيع على الرياضة والتربية".

وشدد "في حينه كان هناك تحريض ضد العرب، لكن في المقابل تمكن عدد من اللاعبين من إثبات قدراتهم والتفوق من بينهم رفعت ترك وعزمي نصار، حيث كان شعارنا التحلي بالروح الرياضية والتواضع، الأمر الذي جذب الكثير للوقوف إلى جانبنا وتشجيعنا، وهذا يدل على أن صفات اللاعب لها تأثير على الأخلاقيات، من منطلق أنه مثال يحتذى به سواء إن كان خلوقا أو على العكس".

وأردف "في العام 1987 قام أحد المشجعين من فريق بيتار القدس بشتمي طوال سيرورة المباراة، في المقابل كان ردي عليه بإحراز 3 أهداف في مرمى فريقه، فبدون شك أن التربية الحقيقية مصدرها الأساسي هو المنزل كونه أهم عامل لتصرفات الإنسان وأخلاقياته".

وأكد أن "هناك العديد من اللاعبين البارزين في المجتمع العربي من بينهم مهران لالا ومهران راضي، بالإضافة إلى العديد من اللاعبين الذين يشقون طريقهم نحو النجاح من بينهم محمد غدير وفراس مغربي ومحمد كليبات، فأنا على الصعيد الشخصي أرى بأن هناك أهمية بوصول مثل هؤلاء اللاعبين إلى أوروبا مثلما فعل اللاعب مؤنس دبور الذي يلعب في الدوري السويسري".

حلمٌ لم يتحقّق

وتطرق قائلًا إن "هؤلاء اللاعبين يذكرونني بالعرض الثمين الذي تلقيته، حيث أخفى فريق مكابي حيفا علي عرضا مغريا للاحتراف بصفوف يوفنتوس الذي حصد لقب بطولة أوروبا في العام ذاته حين كان من المفترض أن أكون لاعبا بصفوفه".

وأكمل أن "الحظ لم يحالفني، فقد أبدى مكابي حيفا رغبته بالالتزام في العقد المبرم فيما بيننا آنذاك، حيث لم أعلم بالعرض إلا بعد 15 عاما، مع الإشارة إلى أنه الحلم الوحيد الذي لم يتحقق على الصعيد الشخصي، لكن من ناحية أخرى فإن الإنجازات التي حققتها تكفيني وترضي مسيرتي الكروية".

أكاديمية لكرة القدم

وذكر أرملي "رغم اعتزالي في جيل 47 عاما، إلا أنّ تربيتي وقوميتي وتضحياتي، كانت ماثلة أمامي طوال الوقت وكنت ولا أزال أعتز بالمقولة "لن أقول ماذا منحتني بلدتي، بل سأقول ماذا أعطتني بلدتي"، وفي الحالتين فإنّ أبناء شعبي هم من منحوني المحبة والثقة والإيمان بالوصول إلى النجاح، ورغم الصعاب إلا أنّ مسيرتي الرياضية وتاريخي وثقتي بنفسي جعلتني أذلل المشوار الصعب ليتحول إلى نجاحات، ولم يكن المال هو الدافع الأول، بل كان همي إثبات نفسي، وكنت أتمنى الوصول للفرق الأوروبيّة، لكنّني خسرتُ هذه التجربة، وربحتُ الجمهور الكبير الذي وقف إلى جانبي ودعمني وساهم بنجاحي، ومع ذلك فأنا محظوظ بعائلتي وأبنائي وبالتحديات وتجاوز الصعوبات وسأبقى في عالم الرياضة، إذ وجدتُ نفسي أسعى لإنجاز فكرة الأكاديمية، وستكون على مستوى عالٍ جدًا، يليق بالطلاب المبدعين في عالم الرياضة".

وأنهى حديثه قائلًا أن "كل مهمة في الأكاديميّة تتطلّب أن يكون طلابها مميزون بأخلاقهم وبعشقهم لكرة القدم، وهدفي أن يكون اللاعبين على مستوى عالٍ، كما على معرفة بأن الأخلاق والتربية واحترام الغير أهم من أن تكون نجمًا كبيرًا، فإن كنت نجمًا وأخلاقك ليست جيّدة، فلن تكسب محبة أحد، والعكس صحيح، وكلي أمل أن نفتتح الأكاديميّة في أقرب وقت من هذا العام".

التعليقات