04/08/2021 - 17:11

سامر جسار.. مسيرة لاعب من جت وصولا إلى بطولة NBA

قاد المدير الإداري ولاعب كرة السلة السابق، سامر محمد جسار، من قرية جت المثلث مع نخبة من المدربين والمهنيين فريق "ميلووكي باكس" للفوز بالدوري الأميركي للمحترفين الـNBA للعام 2021، وذلك للمرة الثانية في مسيرة النادي والأولى منذ سنة 1971.

سامر جسار.. مسيرة لاعب من جت وصولا إلى بطولة NBA

سامر جسار يرفع كأس بطولة NBA التي حققها مع فريق "ميلووكي باكس"

قاد المدير الإداري ولاعب كرة السلة السابق، سامر محمد جسار، من قرية جت المثلث مع نخبة من المدربين والمهنيين فريق "ميلووكي باكس" للفوز بالدوري الأميركي للمحترفين الـNBA للعام 2021، وذلك للمرة الثانية في مسيرة النادي والأولى منذ سنة 1971.

ويشغل سامر محمد جسار، البالغ من العمر 32 عاما، منذ أكثر من عامين منصب المدير الإداري والإستراتيجي لفريق "ميلووكي باكس" المملوك لرجل أعمال أميركي من أصول مغربية ويدعى مارك العسري، ويأتي هذا الإنجاز لجسار بعد أن حقق قبل 8 أعوام حلمه ليكون لاعبا في الدوري الأميركي للكليات بكرة السلة.

على الصعيد الشخصي حقق جسار الحلم الذي راوده منذ بداية مشواره الرياضي في فريق شبيبة هبوعيل جت بالعام 1999، بتذوق نشوة الانتصارات وأن يكون جزءا من مشهد حصد بطولة الدوري الأميركي للمحترفين الـNBA.

وبعد مسيرة بالدوري الأميركي امتدت على عقد من الزمن ودمجت بين اللعب والدراسة الأكاديمية، حقق جسار أيضا الحلم الذي انتظرته ميلووكي، وهي أكبر مدن ولاية ويسكونسن، لتظفر ببطولة دوري الـNBA بعد 50 عاما من الانتظار.

يصل طول اللاعب جسار 210 سنتيمترات، حيث عزز طوله من مهاراته وقدراته في اللعب تحت السلة في التصويب للهدف والتقاط الكرات المرتدة، بينما سرعته في الحركة أكسبته مهارات للاعب خارج نطاق السلة، والتحكم في المباراة على أرضية الملعب.

سيرة ومسيرة

خاض جسار تجربة فريدة مع فريقه الأم هبوعيل جت الذي فتح له الأبواب للعب في الدوري الممتاز، وفي العام 2009 غادر اللاعب الناشئ جسار بجيل 18 عاما البلاد تاركا رفيق دربه ومعلمه ومدربه عبد الرحمن شاكر وتد، وذلك بعد أن حالت الظروف دون الارتقاء بفريقه هبوعيل جت لصفوف الدرجة الأولى بسبب قلة الموارد المالية وانعدام المنشآت الرياضية المناسبة في البلدات العربية، كما أنه رفض دعوة للمشاركة في صفوف منتخب إسرائيل لجيل 20 عاما وكان واثقا من عدم الحصول على حقه والتقدير اللازم له كلاعب عربي المطالب ببذل جهود مضاعفه لإثبات ذاته وقدراته.

سرعت تجربة جسار باللعب بفرق في البلاد، قراره بالرحيل والبحث عن الفضاء لتحقيق أحلامه، إذ لعب ضمن فريق "غان شموئيل" بالدوري الممتاز، ليلتحق بدوري الكليات الأميركي وينطلق بمسيرته الرياضية والأكاديمية ضمن فريق كلية "لي" ليسطع نجمه بعد أن حصل على اللقب الأول بالاقتصاد خلال فترة وجيزة.

جسار مع الطاقم المهني والمدربين لفريق "ميلووكي باكس"

أحلام وأهداف

انخرط جسار بفريق كلية "بارتون كولج" وواصل تعليمه الأكاديمي في إدارة الأعمال وإدارة الفرق الرياضية، ومن ثم التحق بفريق "جامعة بايكر"، حيث لعب بصفوفه حتى العام 2014، وخلال ذلك حصل على اللقب الثاني في إدارة الأعمال والحسابات.

بدا جسار على قناعة أنه من أجل أن تكون مميزا في مجالك وتحقق النجاحات في مسيرتك عليك العمل طوال الوقت وبذلك الجهد أكثر من أي شخص قد ينافسك أو يخوض التجربة معك بنفس المجال والاختصاص، وعلى مدار 6 سنوات خصص 16 ساعة يوميا للدراسة والعمل والتدرب واللعب في دوري الكليات/ ولم يبخل على تطوير ذاته وقدراته وتسلح بالثقة والتفاؤل لتحقيق أهدافه وأحلامه.

بعد أن أنهى تعليمه للقب الثاني، تلقى جسار اتصالات هاتفية بالعام 2016 من الرياضي توم تيبورو صاحب الاختصاص والتجربة في الدوري الأميركي لكرة السلة الـNBA، الذي عين في حينه مدربا ورئيسا لفريق "مينيسوتا تمبرولفز"، كان هذا الاتصال بمثابة محطة فارقة في حياة جسار الذي أعد لسنوات لمثل هذه اللحظة والانطلاقة الجديدة.

"ميلووكي باكس" يتوج ببطولة الدوري الأميركي لكرة السلة بعد انتظار دام 50 عاما

تجارب وإنجازات

كانت المفاجئة بالنسبة لجسار عندما استدعاه المدرب توم لينضم إليه في الطاقم المهني والإداري بفريق "مينيسوتا تمبرولفز"، إذ عين بعد الاختبار والمقابلة لشخصية لمنصب المدير الفني لقسم التحليل والإحصاء والإستراتيجيات، وهو المنصب الذي اكتسب من خلال الخبرة والتجربة ومكنه بعد 5 سنوات من حصد بطولة الـNBA مع فريق "ميلووكي باكس".

وسطع نجم اللاعب جسار في فضاء دوري الكليات، وفي جيل 23 ربيعا حصل على عروض من 5 فرق بالدوري الممتاز في البلاد، كما أخذت العديد من فرق المحترفين في الدوري الأميركي لكرة السلة بمفاوضته بغية الاحتراف واللعب ضمن صفوفها.

وعلى الرغم من العروض المحلية والعالمية بيد أن جسار وبمقتبل عمره الرياضي تفوق على نفسه وحسم قراره بعدم اللعب والاحتراف، وذلك بغية ألا تقتصر مسيرته وأحلامه على 10 سنوات فقط من اللعب، وقبل عرض التمرن والعمل لدى وكيل اللاعبين رونالد شبيروا الذي يعتبر من أكبر وكلاء اللاعبين بدوري "الفوتبول" الأميركي، وهي التجربة التي فتحت أفاقا جديدة لجسار.

لاعبو "ميلووكي باكس" خلال الاحتفال مع الجمهور بالفوز بالبطولة

إحصاءات وإستراتيجيات

اختار جسار وبعد تفكير عميق درب المستقبل باعتماده بوصلة أحلامه التي دمجت بين اللعب وإدارة الفرق الرياضية والإبقاء على القدرة والخبرة، وهي البوصلة التي مكنته بعد 12 عاما كطالب ولاعب في الدوري الأميركي لكرة السلة NBA، أن يبقى لاعبا مسيطرا من وراء الكواليس، ومستكشفا للنجوم واللاعبين، ومتحكما بالفرق وخططها لحسم مباريات فريقه على أرضية الملاعب ونيل أولى البطولات بالدوري الأميركي للمحترفين.

واستعرض المدير الفني جسار في اتصال هاتفي لـ"عرب 48" طبيعة عمله، ومنصبه والدور الذي قام به ومساهمته في حصد فريق "ميلووكي باكس" البطولة، قائلا "أنت عمليا الرأس المخطط والعقل المدبر للفريق وتحضيره للاعبين والكوادر المهنية قبل بداية الدوري، وهي المهام التي تتواصل مع انطلاقة الدوري وخلال المباريات، في تحضير اللاعبين وتجهيزهم وتنقل على أرض الملعب، وكذلك رصد اللاعبين بالفرق المنافسة وخاصة خلال المنافسات والمباريات والتخطيط لكيفية تحقيق الفوز وتجنب الخسارة".

وأوضح جسار بأن "جل عمله يكون عاملا مساعدا لطاقم التدريب للفريق بجمع الإحصاءات والبيانات عن اللاعبين والفرق وإعداد خطة إحصاء للفريق واللاعبين قبيل كل مباراة ووضع إستراتيجية عمل لكل مباراة ومنافسة، واختيار وضم لاعبين جدد، وكذلك كل ما يتعلق بأجور وعقود اللاعبين التي تصل إلى عشرات ملايين الدولارات للعب الواحد بالموسم، وهو ما يلزمك بأن تقنع الطاقم المهني ومالك الفريق لماذا أحضرت اللاعب الذي قد يكلف عقده للموسم الواحد 40 مليون دولار؟".

تكريم سامر جسار على الإنجاز الذي حققه مع فريق "ميلووكي باكس"

العمل والاجتهاد

وللإجابة على السؤال استذكر أن اللاعب اليوناني يانيس أنتيتوكومبو، الذي انضم للفريق واللاعب كريس بول صانع لعب ومتصدر قائمة المسجلين في فريقه، حيث ساهما بتتويج "ميلووكي باكس" بطلا لدوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، لأول مرة في 50 عاما، بعد فوزه على ضيفه "فينكس صنز"، إذ انتزع باكس الفوز 4-2 في السلسلة التي تحسم على أساس الأفضل في 7 مباريات، وأصبح خامس فريق فقط يفوز بالنهائي بعد خسارة أول مباراتين.

وبين الإنجازات والأحلام والأهداف التي تحققت كانت أمام جسار الكثير من التحديات التي عززت من معنوياته وقدراته وثبتته على درب بوصلة المستقبل وذلك على الرغم من صعوبة التحديات التي تمحورت حول عامل اللغة الإنجليزية التي كانت بالنسبة له اللغة الثالثة لكنه سرعان ما تغلب عليه، بينما البعد عن العائلة والأهل والأصدقاء تجاوزه عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي قربت البعيد.

كثيرة هي الأهداف والأحلام التي لا زالت تعيش في عالم وفكر جسار الذي يصر على مواصلة المسيرة وتحقيق المزيد من الإنجازات قائلا، "لا يمكنني الإجابة عن السؤال أين ستقودني الأمور مستقبلا؟، متسائلا "قبل 10 أعوام هل كنت أعراف بأنني سأنخرط بدوري الكليات الأميركي لكرة السلة، وإكمال دراستي الأكاديمية في مجال الرياضة والاقتصاد؟"، لكن جسار على قناعة أنه سيواصل العمل والاجتهاد لمعرفة وتعلم واستكشاف المزيد من الأمور وتحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات.

جسار وسط بعض اللاعبين من فريق "ميلووكي باكس"
جمهور "ميلووكي باكس" يحتفل بطولة الدوري الأميركي

التعليقات