04/12/2016 - 11:07

المنارة تطلق المكتبة الصوتية لذوي الإعاقة البصرية

أطلقت جمعيّة المنارة لدعم الأشخاص مع إعاقة، مساء أمس السبت، مشروع "أغمض عينيك واقرأ" لتشجيع القراءة في المجتمع العربيّ عامّةً ولدى الأشخاص مع إعاقة بصريّة خاصةً، وذلك بمناسبة اليوم العالميّ لذوي الاحتياجات الخاصّة، الذي صادف أمس.

المنارة تطلق المكتبة الصوتية لذوي الإعاقة البصرية

أطلقت جمعيّة المنارة لدعم الأشخاص مع إعاقة، مساء أمس السبت، مشروع "أغمض عينيك واقرأ" لتشجيع القراءة في المجتمع العربيّ عامّةً ولدى الأشخاص مع إعاقة بصريّة خاصةً، وذلك بمناسبة اليوم العالميّ لذوي الاحتياجات الخاصّة، الذي صادف أمس، الثالث من كانون أول/ديسمبر.

أطلقت جمعية المنارة مشروع المكتبة المسموعة لتسجيل الكتب صوتيًا من أجل إتاحتها للأشخاص ذوي الإعاقة البصريّة ممن لا يمكنهم القراءة، عبر نصوص مسموعة بشكلٍ مهنيّ وبجودة عالية في مكتبة إلكترونيّة موجودة على الشبكة العنكبوتيّة وتطبيق للهواتف الذكيّة. وقد وثّقت المكتبة آلاف الكتب باللغة العربيّة إضافةً إلى لغاتٍ أخرى.

المكتبة

وأفادت القارئة الرئيسيّة في مكتبة المنارة العالميّة، إليزابيث نصّار، بأنّ في رصيدها ما يزيد عن 600 كتاب مقروء بصوتها، وعلّقت: "أقرأ بطريقة فنيّة، وهناك أصداء كثيرة تصلني من أشخاص مكفوفين يمتدحون عملنا، ويسعدني أنّهم حين يستمعون لتلك الكتب يستعملون مصطلح "نقرأ"،  بدلاً من "نستمع" وهذا يسعدني ويملؤني من داخلي".

وتابعت نصّار أنّها قرأت العديد من الكتب ذات الأهميّة في اللغة العربيّة، كالحرام ليوسف إدريس، وكتب نجيب محفوظ، يوسف زيدان، شكري المبخوت، إبراهيم نصرالله، وغيرهم من كبار الكتّاب والروائيين، منوّهةً أنّ مكتبة المنارة اليوم أصبحت متاحة لجميع النّاس بعد أن كانت مغلقة لأصحاب الإعاقات فقط، ومن هنا، أدعو الجمهور العريض للدخول والاستفادة من الكتب المُسجّلة والاستماع إليها.

وعن عمل المكتبة، فهناك قرّاء صوتيون يقومون بتسجيل هذه الكتب على مستوىً عالميّ، إذ أنّ المكتبة تضمّ قرّاء من ليبيا والأردن وسورية وغزة وغيرها من دول العالم العربيّ ممن يقومون بتسجيل الكتب بصوتهم، وبهذا الشأن علّقت نصّار أنّهم يقومون بأداءٍ رائع على مستوى العالم العربيّ، بالإضافة إلى أنّ الجمعيّة ستكثف من تسجيل الكتب من خلال افتتاح 3 غرف تسجيل جديدة في الناصرة وتكثيف تسجيل الكتب.

المترجم والقارئ والشاعر، جورج فرح، هو أحد القارئين في جمعيّة المنارة، وفي رصيده 4 دواوين شعريّة، أفاد من خلال تجربته بأنّه يقوم بتسجيل دواوينه الشعريّة بالإضافة إلى الكتب التي ترجمها وهي تفوق 18 كتابًا من الأدب العبريّ المترجم للعربيّة.

وتضم المكتبة أنواع شتّى من الفنون المكتوبة، كالشعر، الرواية، النثر، القصص القصيرة، قصص الأطفال الكتب العلميّة.

المنارة .. من أين بدأت؟

بدأت جمعيّة المنارة لذوي الإعاقة على يد عباس عباس، منذ أكثر من 11 عامًا بمبادرةٍ فرديّة، وهو يشغل الآن منصب المدير العام في الجمعيّة، وعن فكرة الجمعيّة يقول إنّها بدأت من وجعه كإنسان عانى الأمرّين من التمييز والإجحاف في المجتمع العربيّ وكلمات الشفقة التي كانت توجه له كونه صاحب إعاقة بصريّة، ما ولّد لديه دافعية لتغيير وضع شريحة الأشخاص مع إعاقة.

وتابع عبّاس أنّ المنارة بدأت من خلال مشاريع مختلفة لطلاب المدارس لنشر الوعي، ولاحقًا تطورت إلى مشاريع حقوقيّة لتمكين وتعزيز الأشخاص مع إعاقة في المجتمع العربيّ، من خلال دورات تعليميّة، كالبسيخومتري وتعليم الحاسوب واللغات، ولاحقًا تشغيلهم وتمكينهم اقتصاديًا، وها هي الفكرة تتبلور من خلال مكتبة المنارة العالميّة، فمن حق الأشخاص مع
إعاقة أن ينهلوا من العلم والمعرفة والثقافة أسوةً بباقي البشر.

اختارت المنارة تدشين المكتبة في يوم أصحاب الإعاقة العالميّ، كما نصّته الأمم المتحدة، فهو يوم لرفع الوعي تجاه هذه الشريحة المهمشة، وبهذا السياق قال عباس: "من أجل ذلك أطلقنا مشروعنا "أغمض عينيك واقرأ"، تشجيعًا لفكرة الكتاب المسموع وندعو الجمهور أن يكون جزء لا يتجزأ من هذا الصرح الذي يحتوي على آلاف الكتب لأكبر الكتّاب العرب كربعي المدهون، عسان كنفاني، إبراهيم نصرالله، وغيرهم.

وأشاد عبّاس في نهاية حديثه إلى دور الإعلام في هذه المعركة ضد الجهل، قائلاً: "نحن بحاجة إلى ترويج وإعلام بشكل أكبر لرفع الوعي في المجتمع العربيّ تجاه هذه الشريحة".

التعليقات