16/06/2015 - 12:57

فلسطينيو الداخل في الجامعات الفلسطينية/ عدي محاميد

بنظري نجح الحراك الطلابي في فترة الانتخابات وبعدها في استقطاب الطالب الى المعترك السياسي-الاجتماعي ضمن نشاطاته التي حظيت بحضور لا بأس به.

فلسطينيو الداخل في الجامعات الفلسطينية/ عدي محاميد

عدي محاميد

لا يخفى على أحد في الجامعة العربية الأمريكية –جنين، مدى نشاط نشطاء الحركة الطلابية داخل وخارج الأسوار الجامعية في الآونة الاخيرة، ففي الفصل الحالي، أقامت الحركات الطلابية (الداخل) ما يقارب سبعة نشاطات كبيرة لا تشمل توزيع المناشير والورود وما إلى ذلك. والملفت للنظر أن هؤلاء النشطاء لم يكتفوا بما حصدوه من نجاح باهر خلال فترة الانتخابات، التي تفوقت بها الجامعة العربية الامريكية على باقي الجامعات في عدد النشاطات من ناحية كبرها ومدى عدد تسيّر السفريات للبلاد، بل أصرّ هؤلاء النشطاء على تفعيل الحركة الطلابية في الجامعة بمساعدة أحزابهم، وهم التجمّع الطلابي (التجمّع الوطني الديمقراطي) ستة أشهر على التنشيط، والجبهة الطلابية (الجبهة الديمقراطيّة للسلام والمساواة والحزب الشيوعي) خلال الشهر الأخير.

بنظري نجح الحراك الطلابي في فترة الانتخابات وبعدها في استقطاب الطالب الى المعترك السياسي-الاجتماعي ضمن نشاطاته التي حظيت بحضور لا بأس به.

ومن الخوف على فقدان هذه الانجازات واستخلاص العبر، وجب طرح السؤال: ماذا يتوجب على الحراك الطلابي للحفاظ على استمراريته؟!

أولاً: على جميع نشطاء الحركة الطلابية إضفاء تصورهم حول تعريف "الحركة الطلابية" في الفكر والممارسة (لأن الفكر بلا ممارسة تنظير فقاعات هواء لا أكثر والممارسة بلا فكر هي فعل عشوائي ضبابي لا تفهم أهدافه وطموحاته).

وحالياً الحركات الطلابية يمكن تعريفها بشكل عام بأنها مجموعة من الطلاب في مرحلة عمرية معينة يقومون بأداء دور سياسي-اجتماعي في المجتمع، تتأثر وتتصرف بشكل معين كجيل سياسي. لكنه من المهم جدا أن تلتقط الحركات الطلابية الحس الجماهيري والهم العام وتتبناه، إذ أن الفضاءات المفتوحة والعولمة ساعدت وتساعد هذه الحركات على رؤية العالم بشكل جديد.

إعادة تعريف الحركة الطلابية لما يتماشى مع حالة طلابنا من الداخل الفلسطيني في الجامعات الفلسطينية ليست بعيدة كما يتصوّرها البعض، بل من الممكن أن يكون لطلاب الداخل الفلسطيني خطاب مكمّل-رافع لسقف النضال الطلابي في جميع مناحي المجتمع الطلابي في الضفة الغربيّة.

ثانياً: على الحركات الطلابية الناشطة في الداخل الفلسطيني والآخذة بعين الاعتبار التوسّع في الجامعات الفلسطينيّة أن تعي تماماً الاختلاف في ضرورة طرح خطاب سياسي-اجتماعي يتماشى مع خطاب الحركات الطلابية الأخرى (الفصائل) في الجامعات الفلسطينيّة فخطاب المواطنة والتعايش وما إلى ذلك لن يفيد الحركة الطلابية في تفاعلها والتحامها مع الطلاب في هذه الجامعات، بل يمكن أن تبث هذه الخطابات روح الخنوع والتفرقة فيما يسمى الداخل والضفّة. فقبل اتخاذ القرارات السريعة في التفاعل ضمن الحراكات الطلابية عليها الوعي تماماً إلى أهمية الخطاب خوفاً من انزلاق أحزابنا في مطبات ومنحدرات هي بغنى عنها.

ثالثاً: هناك ضرورة لزيادة حديّة المنافسة بين كوادر الحركات الفاعلة بجميع مشاربها وأن نبارك انطلاق اي مُبادرة طلابيّة إن كانت حزبيّة أو مستقلّة وإعطائها المساحة الكاملة لبلورتها بشكل تام لازدياد كسب الرضا الطلابي في الجامعة وهذا بحد ذاته إنجاز لجميع الحركات الطلابيّة، التي تؤمن إيماناً تاماً بخدمة الطالب ومصلحته، هو البوصلة الأولى والأخيرة.

وأخيراً، على نشطاء الحركة الطلابية ضرورة استيعاب أن التفاعل في مثل هذا الميدان لا يقل عن أي ميدانٍ نضاليٍ في الحياة السياسية والاجتماعيّة، ولا بد من مثابرة طويلة الأمد وعدم اليأس والانسحاب، لأن النجاح شريط التجربة والتجربة شريطة الشجاعة والعطاء.

 

التعليقات