10 سنوات على "بلدنا"، والطّموح تأسيسُ مجلسٍ للشباب الفلسطيني

تحتفل جمعية الشباب العرب – بلدنا هذا العام بمرور عشرة أعوامٍ على تأسيسها. وبهذه المناسبة، تقيم الجمعية أمسية احتفالية، وذلك يوم الأحد المقبل 13.3.2011 في قاعة كريجر بمدينة حيفا، وفي هذه المناسبة التقت صحيفة "فصل المقال" بالمدير العام للجمعية السيد نديم ناشف الذي واكب الجمعية منذ اول يوم في لقاء معه عن العقد الاول للجمعية وتطلعاته للعقد الجديد.

10 سنوات على

تحتفل جمعية الشباب العرب – بلدنا هذا العام بمرور عشرة أعوامٍ على تأسيسها. وبهذه المناسبة، تقيم الجمعية أمسية احتفالية، وذلك يوم الأحد المقبل 13.3.2011 في قاعة كريجر بمدينة حيفا، وفي هذه المناسبة التقت صحيفة "فصل المقال" بالمدير العام للجمعية السيد نديم ناشف الذي واكب الجمعية منذ اول يوم في لقاء معه عن العقد الاول للجمعية وتطلعاته للعقد الجديد.

عــ48ــرب \ ربيع عيد

 كيف كانت بداية الجمعية؟

في نهاية سنوات التسعينات وبداية ال 2000 لم يكن هنالك جمعية شبابية مستقلة وفي نفس الوقت لديها توجه وطني، فكانت الجمعية عبارة عن حاجة لنا نحن الذين بادرنا الى اقامتها خصوصا في تلك المرحلة السياسية بعد اوسلو حيث كثرت أُطر التعايش العربي – اليهودي، والعمل الشبابي كان مقسوما بين أُطر صهيونية مثل "الشبيبة العاملة والمتعلمة" وأُطر تربي على نوع من الطائفية كالكشاف (اسلامي، مسيحي، درزي)، وكانت الاطر الوطنية الوحيدة هي شبيبة الاحزاب والتي لها خصوصيتها وتستقطب شرائح معينة.

الجانب الثاني الذي كنا بحاجة له هو بناء برامج تربوية، لان كل الادلة التربوية التي كانت موجود اما اسرائيلية او عالمية او من العالم العربي، لم يكن ادلة خاصة بنا كفلسطينيين في الداخل، فنحن نرى ان احد اهم انجازاتنا هو اصدار 10 ادلة تربية سياسية اجتماعية وشبابية وغيرها حيث يقوم بأستعمالها اليوم الكثير من المعلمين والمرشدين ومؤسسات مجتمع مدني مختلفة حتى أُطر صهيونية اصبحت تستعمل ادلة جمعية بلدنا وهذا امر جيد لاننا نريد ان نؤثر حتى على هذه الاطر ولو بطريقة غير مباشرة، فهذه الادلة لها توجه وطني تتناول موضوع الهوية والانتماء والتطوع، وهذا الانجاز مُغيب نوعا ما وكثير من الناس لا تقدر اهميته.

 بماذا تميزت جمعية بلدنا من خلال عملها مع شريحة الشباب؟

من خلال عملنا بمشروع "القيادة الشابة" السنوي اردنا التغيير عند الشباب من خلال سيرورة عمل معينة وليس من خلال الشعارات او اسلوب العمل الكلاسيكي، لقد جددنا في اسلوب العمل عن طريق ورشات واساليب عمل جديدة اصبحت تنتشر في كل العالم لاننا اذا اردنا ان نؤثر بعمق يجب العمل بشكل مكثف.

ومن خلال دورات القيادة الشابة عملنا على التوعية السياسية وحقوق الانسان وقيم الديمقراطية وعلى قضايا اجتماعية فالجمعية تحمل خط تقدمي، وفي النهاية كان الهدف ان يخرج الشباب وان يفعلوا شيئا بعد الدورة، حيث عملنا بمشاريع "الانجاز الشعبي" وهو مشروع صغير صغير على مستوى الحارة او البلد.

المجتمع البطريركي بشكل عام في كثير من الاحيان بكون قامع لطموحات الشباب، اردنا ان نثبت واثبتنا اننا كشباب نستطيع ان نعمل وان ننظم انفسنا وليس دائما يجب ان ننتظر من الاب او مدير المدرسة ليبادروا ويعملوا، فأملنا انه بعد ان ينتهي الشاب او الشابة من دورة القيادة الشابة ان يخرج بهذا الوعي الى مجتمعه وان يستطيع التغيير.

وراينا ذلك في العشر سنوات الاخيرة ام الكثير من شبيبة بلدنا كانوا مبادرين الى اقامة حركات شبابية وطنية في بلداتهم، كما وعلى مستوى الحركات الطلابية في الجامعات وعلى مستوى الاحزاب وهذا انجاز كبير بالنسبة لنا.

لقد كان تميز واضح للجمعية بين الشباب لمناهضتها لمشروع الخدمة المدنية الاسرائيلية.. حدثنا عن ذلك؟

بعد حرب لبنان بدأنا نعي ان هنالك احتياجات اخرى يجب العمل عليها مثل قضية مناهضة مشروع الخدمة المدنية والتحذير منه، ففي عام 2005- 2006 بدأ مشروع الخدمة المدنية يأخذ منحى عملي حيث اصبح جسم يعمل على الموضوع مع ميزانيات ضخمة من قبل الدولة (مديرية الخدمة المدنية)، حيث لم يكن الجمهور العام حينها يعلم عن الموضوع.

قمنا ببناء مجموعة تفكير وعصف ذهنيوطورنا استراتيجية عمل واضحة ووظفنا اشخاص مهنيين من مجالات متخصصة، فمع خبرة جمعية بلدنا وخبرة الاشخاص المهنيين وخبرة الشباب الحزبيين كان اثراء كبير للوصول الى هذه الاستراتيجية وعملنا على مستويين: الاول كان عبارة عن "الائتلاف الشبابي ضد الخدمة المدنية وكافة اشكال التجند"، والثاني على مستوى الجمعية نفسها.

النقطة المفصلية كانت مؤتمر عام2007  الذي عُقد في حيفا وبمشاركة قيادات حزبية ودينية واكاديمية وخرج المؤتمر ببيان تأسيسي نوعا ما وصوت واضح ضد الخدمة المدنية.. حيث سهل المؤتمر الطريق للفعاليات القادمة.

كما والحملة الاعلمية التي قمنا بها كانت لهد صدى وتأثير كبيرين واحد اهم اسباب الحملة هو التنسيق مع الاحزاب ولجنة المتابعة وحركات شبابية بالاضافة الى ان جميع الأطر تعمل في نفس الخط على الموضوع ساعد كثيرا في مواجهة المشرورع.

هل واجهت الجمعية تحديات او صعوبات في علاقتها مع الاحزاب العربية او مؤسسات المجتمع المدني كنوع من التنافس مثلا؟

هنالك تنوع حزبي في الجمعية وفو نفس الوقت غير محزبين، نحن نحاول ان نكون بيتا للجميع خصوصا اننا نأخذ خط وطني واضح، وفي اعتقادي هنالك تقاسم اداور معين فالجمعيات لا تستطيع ان تدوس على دور الاحزاب والعكس صحيح، انا شخصيا ارى انه يوجد علاقة تعاون بيننا وبين الاحزاب، فمثلا ان نعمل مع شاب ونقوم بتوعيته وتطوير مهاراته القيادية ومستقبلا من الممكن ان يكون هذا الشاب ناشطا في احد الاحزاب فهذا عبارة عن تكامل بالادوار.

نديم ناشف - مدير جمعية بلدنا

وفي نفس الوقت هنالك تنسيق مع الأطر الشبابية وعلى مستوى القيادات العربية داخل لجنة المتابعة وخارجها، لكن في بعض الاحيان كنا نواجه تحديات معينة فيما يتعلق بقضية الجنسانية (الجندر) حيث يوجد للجمعية موقف واضح من الموضوع الذي يسبب للبعض القلق كونهم لا يتعاملون مع القضية الاجتماعية لكن كانت هذه كلها حالات شاذة.

اما بالنسبة لمؤسسات المجتمع المدني بالعكس تماما لا يوجد اي تنافس مع اي احد بل انها فرصة للتعاون، فنحن لدينا شراكة بالععديد من المشاريع مع جمعيات مختلفة كما انه يوجد محدودية تنظيمية معينة.. فأنت لا تستطيع ان تصل كجمعية الى كل مكان والى كل بلدة، حتى لو لم نتفق على كل شيئ لكن هنالك تقاطعات التي نعززها بيننا فنحن نتحدث عن قطاع كبير جدا فجيل الشباب من 15 – 35 عام يوجد به مئات الاف الشباب وهي شريحة كبيرة جدا وهنالك حاجة للأطر وشبيبة الاحزاب.

يبقى السؤال كم نملك من النضج لان نتعاون، يحصل في بعض الاحيان توتر هنا او احتكاك هناك لكن في غالبة الاحيان هنالك تعاون ايجابي، فالتحديات التي نواجهها هي على مستوى خارجي.

ما هي هذه التحديات الخارجية؟

المؤسسة الاسرائيلية طبعا، ففي السابق كانت محاولات تهديد او تحقيق مع الشباب الناشطين في الجمعية من اجل ترهيبهم، وفي نفس الوقت انت لا تريد للشباب ان يتاذو ان كان على المستوى الفردي او على المستوى الجماعي.

وطبعا مؤخرا كلنا نعرف بقانون الجمعيات الذي يهدف الى التضييق على الجمعيات التي ترفض سياسة الدولة، فنحن نرفض في جمعية بلدنا ان نأخذ اموال او دعم من قبل الدولة، فهدفنا هو المحافظة على كلمة وخط وطنيين.

مثال اخر هو التضييق الذي يحصل على الجمعيات العربية في حيفا من قبل بلدية حيفا حيث لا ناخذ اعفئات من ضريبة الارنونا بسبب ادعائهم اننا جمعية قطرية وليس محلية، اذ تصل مستحقات الارنوانا اكثر من مستحقات ايجار المكتب، طبعا هدفهم واضح اذ انهم يريدون تطفيش الجمعيات العربية من حيفا كي لا تتحول حيفا الى مركز عربي ثقافي فلا يعقل مثلا ان تأخذ جمعية "محبي القطط" دعم ومساعدة اكثر من كل الجمعيات العربية في حيفا.

من اين اذا تحصلون على الدعم المادي؟

غالبية مصادر جمعية بلدنا هي من صناديق اوروبية والتي نتفق معها على المضمون، فالمصادر المتاحة هي دولية وهي محدودة ومحصورة مقارنة مع الجمعيات الاسرائيلية وحتى الجمعيات في الضفة الغربية وقطاع غزة التي لها موارد مالية اكبر بكثير من عندنا.

كما انه لا يوجد ثقافة التبرع لدى مجتمعنا لمثل هكذا أطر فثقافة التبرع لدى مجتمعنا هي فقط للامور الدينية (بناء مسجد او كنيسة)، وحتى الذين يتحدثون عن بناء مجتمع عصامي يجندون اموال من الخارج.

التطوع يساعدنا كثيرا، فهنالك الكثير من الاشخاص يقدمون خدماتهم تطوعا او بنصف السعر.

ما هي اهدافكم للعقد القادم؟

الهدف الكبير هو تعزيز التيار الوطني بين الشباب وتعزيز بناء التحالفات بين الاطر الشبابية والتنسيق الفعال.

كما ومن احد اهدافنا القادمة هو الوصول الى بلدات واماكن بعيدة ومهمشة نوعا ما التي لم ندخل لها من قبل.

في اعتقادي كمجتمع.. ينقصنا رؤية على مستوى استراتيجي فيما يتعلق بشريحة الشباب واحتياجاتهم (ازواج شابة، العمل، التوجيه الدراسي الخ..)، اي يكون هنالك رؤية قطاع، يوجد الكثير من الاحزاب والجمعيات تعمل على مشاريع مشتركة لكنه لا يوجد لدينا رؤية مشتركة او تصور مستقبلي شبابي مشترك، مثلا في اوروبا يوجد مجلس شبابي... يجب ان يكون لدينا مجلس شبابي فلسطيني في الداخل والاهم من الاطار التنظيمي هو ان يكون لدينا رؤية اوضح.

نحن نسعى الى العمل على هذه القضية خلال السنوات القادمة بحيث يصبح عملنا مهني اكثر وهذا ليس من مصلحة جمعية بلدنا فقط بل من مصلحة مجتمعنا ككل.

.........................................................................................................................................................................

"يعلو" تضيئ 10 شمعات لبلدنا

ضمن احتفالية 10 سنوات على تأسيس جمعية الشباب العرب – بلدنا، تنظم الجمعية يوم الاحد الموافق 13\3\2011  العرض الموسيقي "يعلو" وذلك الساعة الساعبة مساء في قاعة كريغر في مدينة حيفا.

العرض الموسيقي الضخم سوف يكون بمشاركة كل من حبيب شحادة حنا و ريم تلحمي وعلاء عزام ورنا خوري وبمرافقة مجموعة كبيرة من العازفين والمغنين ومن اخراج ايمن نحاس.

التعليقات