فادي خوري: الطالب المتفوّق في كلية الحقوق بجامعة حيفا

تقوم كليّة الحقوق في جامعة حيفا سنويّا بنشر قائمة متفوّقي العميد الذين حصّلوا أعلى 5% من المعدّلات في السنة الدراسيّة السابقة. يتراوح عدد الطلاب في كل سنة دراسية بين الـ180-200 طالب، ويتم منح 9-10 طلاب ذوي أعلى المعدّلات لقب "متفوّق العميد في كليّة الحقوق" في كل سنة من اللقب الأول والثاني. ذلك في اللقب الأول واللقب الثاني. وفي السنة الثالثة لتعليميه حصّل الطالب فادي خوري على المعدّل الذي يؤهله لقب "متفوّق العميد في كليّة الحقوق" حيث كان ضمن أعلى 5% من المعدّلات في السنة الثالثة من تعليم اللقب الأوّل في كليّة الحقوق في جامعة حيفا.

فادي خوري: الطالب المتفوّق في كلية الحقوق بجامعة حيفا

 

 

تقوم كليّة الحقوق في جامعة حيفا سنويّا بنشر قائمة متفوّقي العميد الذين حصّلوا أعلى 5% من المعدّلات في السنة الدراسيّة السابقة. يتراوح عدد الطلاب في كل سنة دراسية بين الـ180-200 طالب، ويتم منح 9-10 طلاب ذوي أعلى المعدّلات لقب "متفوّق العميد في كليّة الحقوق" في كل سنة من اللقب الأول والثاني. ذلك في اللقب الأول واللقب الثاني. وفي السنة الثالثة لتعليميه حصّل الطالب فادي خوري على المعدّل الذي يؤهله لقب "متفوّق العميد في كليّة الحقوق" حيث كان ضمن أعلى 5% من المعدّلات في السنة الثالثة من تعليم اللقب الأوّل في كليّة الحقوق في جامعة حيفا.

فادي الطالب العربي الوحيد من طلاب اللقب الأوّل الذي مُنح هذا اللقب. من الجدير الإشارة الى انّه من ضمن طلاب اللقب الثاني الذين مٌنحوا هذا اللقب، هنالك 3 طلاب عرب. الطالب محمّد قدح، الطالب لؤي عيادات والطالبة خولة عاصي.

فادي خوري يدرس في كليّة الحقوق – لقب أوّل في جامعة حيفا وبعد انهائه السنة الدراسية الثانية لتعليمه تمّ قبوله الى عدالة – المركز القانوني لحقوق الأقليّة العربيّة في إسرائيل، للعمل في الوحدة القانونيّة كمساعد قانوني للمحاميّين في المركز. كما وتمّ قبوله لإتمام تدريبه القانوني في ديوان القاضي سليم جبران في المحكمة العليا.

1. ما هي الصعوبات التي واجهتها كطالب عربي في تعليمك وكيف تغلبت عليها؟

إن التعليم الأكاديميّ يشكّل تحدٍّ أمام الطلاب الجامعيّين عامّةً، وأمام الطلاب العرب خاصّةً. تشمل هذه التحدّيات الإلتزام بالمعايير الأكاديمية العالية والمواد التعليميّة المعقّدة والشاسعة. أضف الى ذلك العائق الأكبر للطلاب العرب، وهو عائق اللغة وبالأخص في كليّة الحقوق، حيث أنّ اللغة العبريّة، إلى جانب الإنجليزيّة، هي الأداة الرئيسيّة التي يتوجّب على الطالب اتقانها، قراءة وكتابة، ليتمكّن من فهم المواضيع التعليميّة التي تتضمّن المقالات والقرارات القضائيّة، وصياغة الوظائف والأمتحانات.

السنة الأولى من التعليم في كليّة الحقوق كانت التحدي الأكبر لدي، حيث أنّها تركّزت حول محاولتي لتقليص الفوارق على صعيد اللغة إضافة إلى محاولتي أن أواكب المنهاج التعليمي العام. غنيّ عن القول أن المنهاج التعليمي لم يتضمّن أي اعتبار للمصاعب اللغويّة المذكورة. 

2. كطالب عربي متفوق.. ماذا تنصح الطلاب العرب عامة من اجل تحصيل علامات عالية؟

يمكنني الإشارة إلى عدّة نصائح يسعها أن تجدي الطلاب العرب نفعا في تعليمهم خاصّة في مجال الحقوق. أوّلها وأهمّها، التواجد الفعلي. أي أن يتواجدوا في المحاضرات وأن يبرزوا وجودهم عبر المشاركة الفعليّة فيها. ألا يخشوا من الخطأ العلني أمام الزملاء أو المحاضرين. من أهمّ سمات الطالب الناجح، هي التحلّي بالجرأة والثقة بالنفس. الكثيرون من الطلاب العرب يخشون الإشتراك في النقاشات أو توجيه الأسئلة خلال المحاضرات نتيجة لعدم اتقانهم التام للغة العبريّة. عليهم أن يتجاوزوا الخجل، فبالممارسة الإتقان. كما وهنالك قيمة إضافيّة بتعرّف المحاضر على الطالب، حيث أن المحاضرين يبحثون دوما على طلاب بارزين لإشراكهم في مشاريع بحث قد تعود بالفائدة على الطالب العربي في بلورة سيرته الذاتية.

اضافة الى ذلك، أشدّد على اهميّة النقد وعدم اتخاذ الأمور بصورة تلقائيّة. استقلاليّة التفكير لدى الطالب الجامعي وقدرته على تحليل المواد التعليمية الى درجة نقدها تميّزه عن زملائه. كن ناقد، ناقش المسلّمات ولا ترضخ لها.

أخيرا، أنصح الطالب العربي أن يطمح إلى التميّز. تحديد الهدف وتعريف الخطى للوصول اليه. لا تهدف عبور الامتحان، ضع منظارك نحو التفوّق به واعمل كل ما بوسعك لتنجز ذلك. عرّف نقاط ضعفك وابحث عن الوسائل لتخطيها. لا تهمل واجباتك ولا تؤجّلها. تساعد بالذين هم أكثر خبرة وتعرّف على زملائك وابني حلقة من الزملاء حولك للدعم النفسي والمساعدة التعليميّة المتبادلة.

وإذا نجحت وأحرزت أهدافك؛ لا تنسى ما واجهت من صعوبات وتذكّر انّ هنالك من قد يستفيد من تجربتك. لذا قدّم المساعدة للطلاب الجدد وادعمهم. 

3. ما هو طموحك في المتسقبل؟

في المستقبل أودّ مواصلة تعليمي في احدى الجامعات خارج البلاد بهدف الحصول على لقب دكتور في الحقوق. أرغب دمج العمل في مجال حقوق الانسان والمواطن والبحث الأكاديمي. عملي في مركز عدالة منحني الفرصة أن أتعرّف على مجال حقوق الإنسان على الصعيد التطبيقي. وعملي مع شتى الباحثين من محاضري كليّة الحقوق في جامعة حيفا ولّد لدي ميولا شديدا نحو النظرية وبحثها، وأطمح تنميته في عملي العتيد في المحكمة العليا، حيث سأقضي تدريبي القانوني في ديوان القاضي سليم جبران.

4. هل النشاط الطلابي\ الأهلي\ الحزبي يؤثر على التعليم؟ إيجابا أم سلبا؟

معاهد التعليم العالي ليست مصانع للشهادات وللمهن. بل هي مكان يصقل به قاصدها شخصيته وذاته، بما في ذلك التعليمي والمهني ولكن أيضا الإجتماعي، السياسي والأيديولوجي. كياننا كفلسطينيّي الداخل هو كيان سياسيّ وله أبعاد اجتماعيّة، اقتصاديّة، جماعيّة وفرديّة. وبرأيي، الجامعة هي المكان الأمثل لممارسة النشاط الاجتماعي على شتى أشكاله كوسيلة للتعبير عن الذات، عن المبدأ وعن الرأي كما ولتطوير المجتمع وأفراده. لذلك، أجد أهميّة فائقة في الحراك والنشاط الطلابي وهو الذي سيصقل وجه مجتمعنا ومنه ستخرج قادتنا. عدا عن ذلك، فإنّ الإنخراط في نشاط طلابيّ يوسّع آفاق الطالب ويعزّز لديه الحسّ النقدي وباعتقادي هذه السمات لها تأثير ايجابي على التحصيل العلميّ. ولكن، على الطالب العربي الناشط أن يجد التوازن السليم بين نشاطه الحزبي/الطلابي/الأهلي وبين الحفاظ على التزاماته التعليميّة وألا يهمل تعليمه، وبرأيي بالإمكان إيجاد التوازن السليم وعندها سيكسب الطالب فوائد العالمين.

5. ما هو دور الاكاديمي العربي بعد انهائه التعليم في الجامعة في مجتمعه حسب رأيك؟

 علينا أنْ نعي أنّ واقعنا ليس كواقع الأوروبي أو الأمريكي. المواطن العربي يعيش في ظروف صعبة ومجتمعنا بأكمله بواجه هجومات متكررة من قبل المؤسّسة الاسرائيليّة والأمثلة على ذلك كثيرة، حيث يكفي استعراض القوانين التي تمّ إقرارها في الكنيست مؤّخرا لاستنتاج ذلك. أضف إلى ذلك وضع مجتمعنا الاقتصادي ووضع الجهاز التعليمي المزري. لذلك، اعتقد أنّه على كلّ منّا، الأكاديميون العرب، واجب تجاه مجتمعنا، كوننا استطعنا خرق الحواجز ونجحنا إنهاء تعليمنا الجامعي. علينا أن نجنّد أنفسنا، كلّ وفق قدراته وكلّ بمجاله، لنقود مجتمعنا نحو الأفضل. علينا ألّا ننسى هؤلاء الذين ما زالوا تحت الإحتلال والذين يواجهون الفقر والذين يعجزون عن تحصيل حقوقهم. علينا أن نعمل لتطوير شبابنا وشاباتنا، عبر منحهم ألفرص التعليميّة والأطر الإجتماعيّة والتربويّة الملائمة. هنالك الكثير من العمل الذي يجب إنجازه، وبواسطة الإنخراط في المجتمع وقيادته سيكون بوسع الأكادميين العرب أن بنجزوا ما يعجز عن إنجازه من لم يحالفه الحظ. لا توجد معادلة أو أدوار يمكن الإشارة إليها بشكل كامل ومتكامل، ولكن كخطوة أولى علينا أن نعي أنّنا نحمل المسؤوليّة تجاه مجتمعنا وأن نحاول إيجاد الأماكن والمجالات للقيام لممارستها والقيام بها.

كلمة أخيرة:

أشعر بالفخر حيال حصولي على التفوّق. ولكنّه لما أصبح حقيقةً بدون الدعم والمساعدة التي حصلت عليها من قبل شخصيّات مركزيّة كان لها أثر عظيم على ذاتي وشخصي، منهم محاضرين وزملاء ورفاق ومرشدين وأهمّهم والديْ. أشكرهم جميعا وأكّن لهم احترامي الدائم. 

التعليقات