الحراك الشبابي في الداخل الفلسطيني والأُفق المطروح

خلاصةً، لا بد من التأكيد أنّ المجتمع الفلسطيني في الداخل يشهد حراكًا شبابيًا متصاعدًا ومتعدد المسارات في السنوات الأخيرة.يبقى السؤال المطروح حاليًا فيما يتعلق بأفق الحراك الشبابي في الداخل الموحد والمنظم، فهل تستطيع القوى الشبابية وكل من موقع إستنهاض الحالة التنظيمية لها والبدء بالعمل على تكوين "مجلس شبابي وطني" تقديم نموذجا مغايرا؟ وما هو دور الحراك الشبابي في قضية انتخاب لجنة المتابعة بشكل مباشر وتغيير المبنى التقليدي القائم؟

الحراك الشبابي في الداخل الفلسطيني والأُفق المطروح

- مظاهرة شبابية لإحياء ذكرى النكبة في يافا -

 

شهد العقد الماضي حراكًا شبابيًا متعدد الأطياف، حزبي ومدني، محلي وقطري، فكيف نجمل ونصنّف هذا الحراك؟ هل استمراره مضمون؟

فصل المقال

برز خلال العقد الماضي في المشهد السياسي والمجتمعي في الداخل نشاط وحراك شبابي غير مسبوق ميّز حقبة "ما بعد الهبّة"، شهِد الحراك 
مدًا وجزرًا، وحقّق انجازات عديدة كما واجهته انتكاسات وتراجعات.
 
سنحاول في هذا التقرير رسم خارطة للعمل الشبابي الفلسطيني في الداخل، لتشخيص مواطن القوة وشروط دفع الحراك للاستمرار. وحتى نستطيع شمل الصورة قمنا بتقسيم هذا الحراك الشبابي في الداخل إلى ثلاثة أقسام؛ الأول الحراك الشبابي السياسي الحزبي والطلابي، 
الحراك الشبابي المدني المُمَؤسس، والحراك الشبابي المستقل.
 
 
شبيبة الأحزاب والحركة الطلابية
 
مثلت شبيبة الأحزاب أو "شريحة الشباب" في الأحزاب، تاريخيًا، الرافد الأساسي للحراك الشبابي لفلسطيني الداخل، ويمكننا القول إنّ هذه الشريحة توسعت أكثر بعد أكتوبر 2000 مع التحول في الخطاب والوعي السياسي وكل تبعاته.
 
- مظاهرة شبابية امام السفارة المصرية في تل ابيب تأييدا للثورة المصرية -

في مراقبة سريعة لنشاط شبيبة الأحزاب، يمكننا القول إنّها عانت من حالة المد والجزر على مستوى النشاط والتأثير والتوسع بمختلف البلدات
 العربية، وذلك كونه متعلق بعدة عوامل أهمها عامل المبنى التنظيمي للحزب نفسه وارتباط شبيبة الأحزاب عضويًا بالحزب، فعندما كان الحزب
 بمستوى تنظيمي جيد كنا نرى انعكاس ذلك على شبيبة الحزب نفسها والعكس صحيح، بالرغم من بعض الحالات الأخرى حيث تميّزت الشبيبة
 بأدائها عن الفرع وسبقته تنظيميًا، وسبب آخر هو أنّ هذه الشريحة مُتغيرة الظروف وتكبر بسرعة.
 
واذا رصدنا الحراك الشبابي الحزبي في الداخل في العقد الأخير يمكننا تقسيمه إلى أربعة أقسام أو تيارات: 
 
شبيبة التجمع الوطني الديمقراطي (اتحاد الشباب الوطني الديمقراطي):
كان لاتحاد الشباب الوطني الديمقراطي دور بارز على الساحة الشبابية في العقد الأخير، ويعتبر حزب التجمع حزبًا شبابيا ويحصل على
 أعلى نسبة أصوات بين أوساط الشباب، مقارنة مع باقي الأحزاب في انتخابات الكنيست، وهناك التفاف شبابي كبير حوله.
عانى اتحاد الشباب الوطني الديمقراطي من حالة "المد والجزر" في نشاطه وتأثيره وتوسعه، بسبب الحالة التنظيمية التي كان يمر بها في كل مرة مع تبدل المركّز المسؤول عن الاتحاد او بسبب حالة الحزب
 التنظيمية والسياسية في ظل الملاحقات والتضييق والأسباب الذاتية المختلفة.
 
- معسكر اتحاد الشباب الوطني الديمقراطي 2010 -

تعتبر الفترة بين عامي 2007 الفترة الأنجح للاتحاد، حيث استطاع الاتحاد تنظيم 13 مهرجانًا فنيًا سياسيًا ضد الخدمة المدنية الاسرائيلية في مختلف البلدات العربية، استقطب من خلاله المئات وشارك فيه الآلاف متوجًا نشاطه
 بمؤتمر شبيبة التجمع الأول في عام 2008، حيث نظّم يومًا خاصًا لوضع دستور ومناقشة أوراق المؤتمر وبناء هيكلية تنظيمية
 واضحة للاتحاد بهدف مأسسته، إلا أن الأمر ما زال عالقا، لكن يبدو أنه بعد المؤتمر السادس للتجمع ثمة محاولات جدية لاستنهاض اتحاد
 الشباب ضمن رؤية وإستراتيجية عمل واضحتين تتجاوزان أدوات العمل الكلاسيكية في التعامل مع الشباب والاستفادة من أخطاء الماضي.
 
اتحاد الشبيبة الشيوعية الإسرائيلي:
هو "حركة الشبيبة المُوَجهة فكريا وسياسيا من قبل الحزب الشيوعي الإسرائيلي"، حيث ينشط اتحاد الشبيبة وفقا لنظامه الداخلي بأشكال 
وأساليب عمل ملائمة للشبيبة، لكن في نفس الوقت اللجنة المركزية للحزب وهيئاته المنطقية والمحلية توجه أعضاء الحزب في هيئات اتحاد
 الشباب الموازية لها.
شهدت الشبيبة الشيوعية في السنوات الأخيرة زيادة في نشاطها وذلك بعد انتخاب أمين عام جديد لها، وكان واضحا أنه عندما دخلت قيادة أكثر
 شبابية في رأس الهرم انعكس ذلك على القاعدة.
 
ثمة نقاش دائر ومنذ سنوات حول مدى تمثيل  الشبيبة الشيوعية لجمهور الشباب الجبهوي (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة)، فحتى اليوم لا يوجد مبنى تنظيمي يضم "شباب الجبهة" ولم تنجح إلى الآن محاولات إقامة مثل هذا الإطار.
 
شباب الحركة الاسلامية:
لا تملك الحركة الإسلامية، بشقيها، جهازا تنظيميًا اسمه "اتحاد الشباب الإسلامي"،على سبيل المثال، وإذا أردنا الحديث عن "الحراك الشبابي" في داخل الحركة الاسلامية يمكننا 
تحديده من خلال فعاليات دينية و نشطات "دعوية"، أو ايام عمل تطوع أو المساهمة في تنظيم مهرجانات (الأقصى في خطر ومهرجان البيعة) أو من خلال مؤسساتها مثل "إقرأ" و "القلم" وغيرهما، حيث يبقى الإنتماء الأساس الى الحركة الاسلامية وتعريف الشاب أو الشابة لنفسها من خلال الحركة الاسلامية ككل ونشاطها القطري، 
من دون ممارسة اية خصوصية شبابية.
 
شبيبة حركة أبناء البلد:
 تمثّل شبيبة "أبناء البلد" الشريان الحي للحركة ونشاطها، لكنها تعاني من الأزمات التنظيمية وذلك انعكاسا للحالة التي تعيشها أبناء البلد (بشقيها أيضا) منذ سنوات فكريا وتنظيميا. بالرغم من استمرار بعض الشباب في الانضمام للحركة وما تمثله من موقف راديكالي، إلا انه في
 الآونة الأخيرة تتصاعد العديد من الأصوات الشبابية الناقدة للقيادة والمطالبة بالإصلاح مع أخذ سيناريو الاستقالة الجماعية (البعض قد قدم استقالته) في حالة استحالة الإصلاح مما يضع شبيبة أبناء البلد أمام أفق مجهول.
 
الحركة الطلابية
لعبت الحركة الطلابية تاريخيا دورًا هامًا في بناء قيادات سياسية لعرب الداخل، وتبوأت قيادات الحركة الطلابية فيما بعد مناصب قيادية مختلفة 
في مجتمعنا الفلسطيني، وتعتبر الحركة الطلابية الجسم الوحيد الذي من خلاله يستطيع الفلسطيني في الداخل انتخاب قيادة قومية جماعية له تمثله
 من خلال لجان الطلاب العرب والاتحاد القطري للطلاب الجامعيين العرب، إلا أنه في السنوات الأخيرة شهدت الحركة الطلابية تراجعا 
على هذا الصعيد.
يظهر هذا التراجع في أنّ آخر انتخابات جرت في مختلف الجامعات كانت عام 2008، ولم تُشكل على أثر نتائج هذه الانتخابات لجان طلاب عرب 
لعدة أسباب لن نخوض فيها الآن، ومن ثم أعقبتها انتخابات في جامعة حيفا في شهر أيار الماضي من هذا العام ولم تتشكل لجنة الطلاب العرب إلى
 الآن (يُشار أيضا أنه جرت انتخابات لجنة طلاب عرب في كلية عيمك يزراعيل هذا العام في العفولة لأول مرة وتم تشكيل لجنة طلاب عرب).
 
- انتخابات لجنة الطلاب العرب في جامعة حيفا الأخيرة -

لقد تغيرت الخارطة السياسية في العقد الاخير على صعيد الساحة الطلابية بعدما كان في السابق هيمنة وقوة واضحة  للجبهة الطلابية، حيث أصبحت المعادلة الآن متوزعة على ثلاثة تيارات أساسية (التجمع الطلابي الديمقراطي، الجبهة الطلابية وكتلة إقرأ) مما خلق حالة توازن جديدة تُغني العمل الطلابي لكن وفي كثير من الأحيان تُعيقه من خلال الخروج بعمل وحدوي بين جميع الحركات بسبب حالة 
التوازن هذه.
 
الأسئلة حول مستقبل الحركة الطلابية وانتخاب وتشكيل هيئاتها،  في ظل حالة التوازن الموجودة بين الأحزاب والحركات، ومدى جدوى "النظام الداخلي" او "الدستور" (الذي كُتب في سنوات السبعينات) في ظل غياب نظام جديد لآليات العمل المشترك، وإمكانية إحداث توازن وتحالفات فعلية في ظلّ أجندة حزبية إقصائية تطغى على المصلحة
 الطلابية والوطنية العامة، هي أسئلة يثيرها كل من يهتم في إحياء الحركة الطلابية وبعث الحياة في اللجان. 
 
كما تُثار قضية غياب الحركات الطلابية عن الكليات (مع بعض الإستثنائات مثل كلية "عيمك يزراعيل" وكلية صفد وكلية طبريا) ووجودها بالأساس في الجامعات، فغالبية الطلاب العرب اليوم تدرس في الكليات وليس في الجامعات، فأين الحركة الطلابية من غالبية الطلاب العرب؟  ومن أحد أهم الأماكن التي تغيب عنها الحركة الطلابية أيضا بشكل تام وتاريخيا هي "دور المعلمين"، لهذا نرى أن غالبية المعلمين "تخاف" أن تخرج عن "النص" أو منهاج وزارة المعارف الإسرائيلية.
 
وتُثار أيضا إشكالية العمل الطلابي لفلسطينيي الداخل الذين يدرسون في الخارج، مثل الأردن ومناطق السلطة الفلسطينية وهم يشكلون اليوم نسبة
 كبيرة من طالبي العلم.
لكن بالرغم من الخلافات  والإختلافات الموجودة بين الحركات الطلابية المختلفة وما قد ينتج عنها من عزوف بعض جمهور الطلاب من المشاركة في العمل الطلابي،  تبقى الحركة الطلابية من أهم روافد الحراك الشبابي في الداخل الفلسطيني، ولنا أن نتذكر في السنوات الأخيرة أحداثا مفصلية مثل "الحرب على غزة" و "أسطول الحرية" حيث كان للحركة الطلابية الوطنية دور هام في تفعيل جمهور الطلاب في وقيادة الاحتجاجات متحدية قمع الشرطة والاعتقالات، في مجتمع يُحذر
 أبنائه عندما يذهبون للدراسة في الجامعة من العمل والنشاط السياسي.
 
 
الحراك الشبابي المدني المُمؤسّس
 
ظهر في العقد الأخير جمعيات شبابية كما طورت جمعيات أهلية مشاريع شبابية خاصة، ووضعت برامج وإستراتيجيات عمل شبابي وحققت 
إنجازات كبيرة، وتميّز الحراك الشبابي المدني الممؤسّس بالمهنية والإبداع وتعدد مجالات العمل الاجتماعي والثقافي، تفتقد عمومًا عند الحركات 
الشبابية السياسية، التي ما زالت تتبع في معظم الأحيان أدوات عمل تقليدية للتحشيد والتجنيد.
 
سنتطرق الى جمعيتين أساسيتين لهم دور ملحوظ في الحراك الشبابي في الداخل، الأولى جميعة الشباب العرب – بلدنا والتي تعتبر أول جمعية عربية شبابية في الداخل والتي تأسست عام 2000.
 
- من نشاطات جمعية بلدنا -

لقد تميزت جمعية بلدنا من خلال العديد من المشاريع الشبابية أبرزها مشروع "القيادة الشابة"، وورش العمل التثقيفية حول الهوية للطلاب الجامعيين
 والثانويين، وحملات ضد العنف ومن أجل اللغة العربية، ومهرجانات وأمسيات فنية، وبرز دورها بشكل كبير في الحملة ضد الخدمة المدنية.
أما الجمعية الثانية فهي المؤسسة العربية لحقوق الإنسان وحركة "حق" التي كان لها دور بارز في السنوات الأخيرة على صعيد الحراك الشبابي وكثافة فعالياتها وسرعة توسعها الى درجة تفوقها أحيانا على شبيبة 
الأحزاب، لكن نشاط الحركة شهد تراجعًا في الفترة الأخيرة لأسباب تنظيمية مؤسساتية.
 
كما أنّ لجمعية الثقافة العربية مساهمات في تنشيط الحراك الشبابي، حيث أسّست في أواخر التسعينيات مراكز الشباب العرب في الناصرة ورهط، 
وهي تبادر سنويًا إلى مشاريع وفعاليات تطوعية من خلال مشروع المنح الدراسية التي تقدّمها لأكثر من مئة طالب جامعي كلّ سنة، كما تقيم 
الجمعية لقاءات تواصل شبابي فلسطيني، ومشاريع تثقيفية وأنشطة فنية شبابية مختلفة. 
 
- من نشاطات حركة "حق" -

كما يُشار ايضا الى أن مخيم مركز عدالة السنوي لطلاب الحقوق العرب وللسنة السادسة على التوالي يعتبر مشروعا مميزًا كونه المخيم الوحيد 
يجمع عشرات الطلاب في أيام دراسية على أساس غير حزبي ومن مختلف البلدات والجامعات في البلاد.
 
 
الحركات الشبابية الأهلية المستقلة
 
أما الرافد الثالث للحراك الشبابي في الداخل فهو الحركات الشبابية المستقلة وروابط  الطلاب الأكاديميين، والتي كان لها دور هام في خلق حالة شبابية وطنية محلية، ما يميز هذه الحركات (معظمها حركات على صعيد محلي) أنّها قامت بالأساس بمبادرة الشباب أنفسهم وليس بمبادرة حزب أو جمعية، وأنها تحمل قضايا الهمّ المحلي مع ربطها بالهم القومي والقضية الوطنية، 
وساهمت في أنشطة قطرية، واستعملت أساليب عمل جديدة وغير مألوفة، ويتكون أعضاؤها من ناشطين حزبيين وغير حزبيين، طلاب وعاملين، 
اجتمعوا من أجل قضايا حارقة ورأت أن العمل الأنجع على هذه القضايا يتمثل بإقامة حركة شبابية وحدوية.
 
- مسيرة يوم الأرض في اللد -

لكن يدور النقاش اليوم حول قدرة هذه الحركات على الاستمرارية،  خصوصًا بعد اندثار حركات شبابية محلية ذات أجندة وطنية برزت ونشطت في فترة معينة إلا أنّها سرعان ما تفكّكت، مثل حركة "حيفا الفتاة" و حركة "شباب عيلبون" وحركة شباب "أم الفحم و حركة "العكاوية" وغيرها.
 
من هذه الحركات التي نشأت مؤخرًا: "ائتلاف الشباب" في كفرمندا، "شباب باقة" ورابطة أكاديميي باقة" في باقة الغربية، "رابطة الاكاديمين" في كابول، "رابطة مداد" في كفر برا، "شبيبة الغد" في شفاعمرو"، "المجد" في مجد الكروم"، وغيرها الكثير.
 
من هذه الحركات "حركة شباب ترشيحا" التي عملت بالأساس الى احياء نكبة ترشيحا عام 1948 من خلال تنظيم "يوم ترشيحا" وأنشطة تتعلق بقضايا الأرض، وحركة "خطوة" في اللد والتي تواجه هدم البيوت وأوامر  الإخلاء والتضييق على المسكن والتهويد، وقد نظّمت بالتنسيق مع حركات شبابية أخرى في ذكرى يوم الأرض الأخير نشاطا شبابيًا قطريًا مميزًا. وكان لحركة "الشبيبة اليافية" حراكًا مماثلا هذا العام في مدينة يافا من خلال إحياء ذكرى نكبة فلسطين في مدينة يافا بأسلوب قطري جماعي وحدوي.
 
- "جائعون للحرية" حيفا -

آخر هذه الحركات كانت حركة "جائعون للحرية" والتي بادرت إلى اعتصام متواصل وإعلان إضراب عن الطعام لعدد من الناشطين بموازاة إضراب الأسرى عن الطعام، وقامت بأنشطة عديدة لدعم 
قضية الأسرى.
 
كما لا بدّ من الإشارة إلى المحاولات الجدية، خلال موجة الاحتجاج في الشارع الإسرائيلي، لتنظيم الحراك الشبابي في الداخل من خلال موجة 
احتجاج عربية فلسطينية موازية يُطلقها الشباب، وتمّ إصدار بيان حول الموضوع، إلا أنّه لأسباب تقنية تتعلق بجهوزية العمل الميداني وعدم تبلور
 رؤية موحدة وشاملة لم ينطلق هذا الحراك، وانطفأ التحرك مع انطفاء موجة الاحتجاج في الشارع الإسرائيلي، إلا أنه يمكننا اعتباره البذور الأولى
 لمحاولة تنظيم حراك شبابي قطري موحد.
 
 
آفاق المرحلة القادمة
خلاصةً، لا بد من التأكيد أنّ المجتمع الفلسطيني في الداخل يشهد حراكًا شبابيًا متصاعدًا ومتعدد المسارات في السنوات الأخيرة.
يبقى السؤال المطروح حاليًا فيما يتعلق بأفق الحراك الشبابي في  الداخل الموحد والمنظم، فهل تستطيع القوى الشبابية وكل من موقع إستنهاض الحالة التنظيمية لها والبدء بالعمل على تكوين "مجلس شبابي وطني" تقديم نموذجا مغايرا؟ وما هو دور الحراك الشبابي في قضية انتخاب لجنة المتابعة بشكل مباشر وتغيير المبنى التقليدي القائم؟
 
- ذكرى النكبة في يافا -

 
*تنويه: مصلح "ناشط شبابي" و "حراك شبابي" يشمل الجنسين مما اقتضى التنويه.
___________________________________________________________________________
 
 
حراك شبابي داخل أم خارج الإجماع؟
هناك حركات شبابية تعتبر خارج الإجماع الوطني الشبابي لعرب الداخل والتي تروج "للخدمة الوطنية الإسرائيلية" وللأسرلة ومشاريع تعايش زائفة مثل بعض الجمعيات العربية – اليهودية، وحركات مثل حركة الشبيبة العاملة والمتعلمة، إلا أنّها تستقطب عددًا غير قليل بمن الشباب والشابات العرب.
 
- حركة الشبيبة العاملة والمتعلمة -

يبقى السؤال كيف يتم التعامل مع هذا "الحراك" وهذه الحركات؟ محاربتها؟ ام محاورتها؟ وكيف نتعامل مع الشباب الذي يبحث بحقٍ عن إطار فيجد نفسه دون وعي أحيانًا عضوًا بإطار
 غير وطني؟ وهل نملك من أدوات وخطة لمواجهتها؟ فهذه الحركات مدعومة من سلطة سياسية ودينية ومجتمعية معينة ولا تنتج شبابًا
 واعيًا واعدًا ووطنيًا ولا تنتج بالطبع ربيعًا عربيًا.
 
ونستطيع أيضًا استذكار الحركات الكشفية المُلزمة برفع علم إسرائيل خلال أنشطتها وتخضع لتصنيفات طائفية معينة بفعل تعريفها، تُربي نوعا ما 
على ثقافة طائفية (كشاف مسيحي، كشاف اسلامي، كشاف درزي)، التي تستقطب أيضًا آلاف الشباب العرب.

التعليقات