جامعيون عرب: لهذه الأسباب نتعلم خارج البلاد

يضطر عدد من الطلاب من الداخل الفلسطيني إلى طرق أبواب جامعات مختلفة خارج البلاد لأسباب مختلفة بينها تحديد سن الطالب الجامعي وشروط القبول التعجيزية التي تضعها الجامعات الإسرائيلية أمام الطلاب العرب.

جامعيون عرب: لهذه الأسباب نتعلم خارج البلاد

يضطر عدد من الطلاب من الداخل الفلسطيني إلى طرق أبواب جامعات مختلفة خارج البلاد لأسباب مختلفة بينها تحديد سن الطالب الجامعي وشروط القبول التعجيزية التي تضعها الجامعات الإسرائيلية أمام الطلاب العرب.

وبهذا الصدد، حاور 'عرب 48' طلاباً جامعيين من الداخل الفلسطيني والذين يدسون الطب في جامعات أوكرانيا، حول الأسباب التي تدفعهم نحو الالتحاق بجامعات خارج البلاد.

شروط قبول تعجيزية

وذكر الطالب الجامعي، حسين حسين، من قرية البعنة وهو طالب طب سنة سادسة، لـ'عرب 48'، أنني 'كطالب جامعي فضلت التعليم خارج البلاد لأسباب عديدة وهي أولاً تحديد الجيل لأغلب الجامعات الإسرائيلية، ثانياً شروط القبول المستعصية بعد امتحانات البجروت والبسيخومتري والتي يلعق الطالب من خلالها الويلات بالمقابلات مع لجان مختصة، ثالثاً الكسل لدى بعض الطلاب وعدم الاجتهاد والتحصيل العلمي المتدني، رابعاً قرار الأهل، وبعد أعمال العنف المستشرية بمجتمعنا العربي فإن بعض العائلات الواقعة في مشاكل معينة ترسل أبنائها إلى الخارج خوفاً عليهم من الأذى أو القتل، فأنا شخصياً قابلت حالات عديدة من هذا القبيل'.

وأضاف أن 'بعض الشبان يميلون إلى العيش خارج البلاد لأسباب مادية وبشكل عام اجتماعية بعد الشعور بالغربة داخل البلاد'.

وفيما يتعلق بالعراقيل التي قد تواجه الطالب العربي في الجامعات الأجنبية، قال إن 'تعليم اللغة سهل جداً لمن يريد أن يتقنها خاصة أنك في بيئة تجبرك على الحديث بلغتها لكي تتدبر أمورك اليومية، فمثلاً بالنسبة للشعب الأوكراني هنالك قلة قليلة ممن يتحدثون لغة أخرى باستثناء الروسية والأوكرانية. الطالب العربي لا بد أن يواجه عراقيل كثيرة خاصة أنه في الغربة بدون سند أو داعم ومراقب، كما ونواجه العنصرية في بعض الأحيان، ناهيك عن الحالات النفسية السيئة والحنين للموطن والأهل'.

وناشد الطلاب الذين يودون الدراسة الجامعية، أن يلتحقوا بجامعات البلاد، مهما كانت الصعوبات والعراقيل، فالتعليم في البلاد أفضل على جميع الأصعدة، حسبما قال.

غربة وثقافة

وقال الطالب الجامعي، مهند شبلي، من عرب الشبلي وهو طالب طب سنة سادسة، لـ'عرب 48'، إن 'أحد أهم الأسباب التي تدفع الطلاب الجامعيين للالتحاق بالجامعات خارج البلاد الشروط التعجيزية التي تضعها الجامعات في البلاد'.

وأوضح أن 'امتحان البسيخومتري لا يقف حجر عثرة أمام الطلاب، إنما شروط القبول التي تضعها الجامعات هي السبب الأساسي، حيث قابلت شخصياً طلاباً ممن عانوا من هذا الأمر'.

ولم يخف أن 'الغربة صعبة والعيش بعيداً عن الأهل أصعب، كما وأن الاختلاط بثقافة ومجتمع جديدين لشخص غريب ليس أمراً سهلاً وخاصة اللغة للطلاب الذين يتعلمون اللغة الإنجليزية'.

وقال الطالب الجامعي، عمران خليل، من قرية البعنة وهو طالب طب سنة ثالثة، لـ'عرب 48'، إن 'أحد أهم الأسباب التي تدفع طلابنا للتعلم خارج البلاد هي الصعوبات التي تواجههم في الالتحاق بالجامعات بالبلاد، من بينها الامتحانات والتي بدورها تتطلب من الطالب علامات عالية'.

ورأى أن 'عدد الأماكن المحدود يلعب دوراً في حرمان الكثير من طلابنا وخصوصاً العرب من المواضيع التي يرغبون بدراستها، ما يدفعهم إلى اللجوء للدراسة خارج البلاد. كما وأن هنالك عائق آخر يقف أمام الطلاب وهو تحديد السن لقسم من المواضيع التي لا يسمح لنا كعرب التقدم إليها دون بلوغنا السن الممحدد'.

الطالب ليس ملزماً بتعلم اللغة إذا أراد الدراسة باللغة الإنجليزية التي من الممكن أن يكتسبها من الناس، علماً أن غالبية الطلاب العرب يجيدون لغة البلد التي يتعلمون بها، وفق أقواله.

دور الأهل

وذكر الطالب الجامعي، عبد الرحيم قاسم، من مدينة الطيرة وهو طالب طب سنة سادسة، لـ'عرب 48'، أن 'قرار الطالب باستكمال التعليم الجامعي خارج البلاد ينبع من مصدرين، الأول من قبله والآخر من قبل الأهل'.

الأهل في غالبية الأحوال يكون هدفهم الأساسي هو إبعاد الشاب المراهق عن أجواء المدن والقرى العربية التي تنتشر فيها المخدرات والعربدة والموجة الإجرامية المستشرية والتي تحطم مستقبل الكثير من الشبان ذوي القدرات العلمية، حسبما قال.

وقال إن 'الطالب على الأغلب يكون قراره نابع من زاوية أخرى، وهي أن يعيش الفترة الجامعية بدون عراقيل تعليمية مثل امتحانات القبول وعدم التقيد بالجيل لاختصاصات معينة، بالإضافة إلى سعيه للهرب من المجتمع العنصري الذي بات من الصعب عليه أن يتقبلك كطالب جامعي أكاديمي عربي حتى لو كنت متفوقاً. يجد الطالب أن الحياة والتعليم في أوروبا أكثر حرية وثقة بالنفس، بالإضافة إلى انخراطه بالمجتمع الموجود أكثر من مجتمعاتنا، وبناءً عليه تكون الحياة مريحة وأقل ضغوطات نفسية وبالتالي تمنح الطالب الفرصة أن يركز جل اهتمامه بالتعليم واستغلال طاقاته بشكل إيجابي كونه يعيش بأجواء إيجابية'.

تعليم اللغة سهل فهي تعطي الطالب بداية تفاؤل، وفي غضون سنة ومن خلال الانخراط بالناس يبدأ الطالب بتحدث اللغة بشكل عادي، أكد الطالب قاسم.

عقبة امتحان الدولة

وقال الطالب الجامعي، محمد الشيخ محمد، من قرية مجد الكروم وهو طالب طب سنة سادسة، لـ'عرب 48'، إن 'الطالب العربي الذي يريد الالتحاق بكليات الطب في الجامعات الإسرائيلية، عليه أن يفي بشروط قبول صعبة مثل الجيل المحدد، معدل بجروت عالٍ، علامة بسيخومتري عالية جداً، أضف إلى اجتيازه مقابلات مع لجان مختصة، ومن ناحية أخرى الدراسة خارج البلاد ليست بالأمر السهل وتتطلب جهداً كبيراً'.

التحدي الأول الذي يواجهه الخريجون وخاصة في موضوع الطب هو انخراطهم واستيعابهم في سوق العمل، والتي ما زالت مرهونة في اجتياز امتحان الدولة الصعب الذي يشكل عائقاً أمام الكثير من خريجي الطب لدى عودتهم من خارج البلاد، حسبما قال.

وأشار إلى أن 'الكثير من الطلاب يتطلب منهم وقتاً طويلاً وأحياناً سنوات عدة من أجل اجتياز امتحان الدولة، ولا يسمح لهم في هذه الحالة مزاولة مهنتهم قبيل اجتياز الامتحان'.

التعليقات