يستّعد طلّاب صفوف الحوادي عشر والثواني عشر، في هذه الأيام للتقدّم إلى امتحانات الثانوية العامَّة أو ما تسمى بـ'البچروت'.
وتعتبر هذه الامتحانات هامة جداً في حياة كل طالب وطالبة إذ تصمم مشوار حياته التعليمي مستقبلا.
يقف الطالب العربي في البلاد أمام عدّة تحدّيات وأهمّها النجاح بهذه الامتحانات وطرق أبواب مؤسسات التعليم العالي المختلفة.
'عرب 48' إلتقى عددا من الطلّاب العرب، وقد أجمعوا على أهمية الاستعداد جيدا لهذه الامتحانات من أجل حصد علامات عالية تساهم في اختيار الموضوع الذي يرغبون دراسته في الجامعة.
مناشدة
وقال رئيس مجلس طلّاب المدرسة الثانوية الشاملة في قرية مشيرفة، قيصر أبو شمّا، لـ'عرب 48': 'أناشد الطلاب في هذه الفترة الزمنية التي يمرون بها بامتحانات العلامة الواقية استعداداً لامتحانات 'البجروت' بشد الهمم وثبات القدم على طريق النجاح، لأن هذه المرحلة مفصلية في حياة الفرد منا، ولذلك نقول إننا على خطى النجاح، ومجتمعنا العربي لا يفتقر للطاقات التعليمية ولا الموارد البشرية التي من شأنها التأثير علينا، وفي نهاية الأمر أدعو لجميع الطلاب بالنجاح في 'البجروت ' واجتياز هذه المرحلة المهمة بنجاح باهر ليشرق مستقبلنا بنجاحاتنا'.
وأضاف أن 'نجاح الطالب العربي هو نجاح للمجتمع العربي ككل، لذلك لن نتهاون لحظة في إبراز طاقاتنا التعليمية، ومن خلال موقع 'عرب 48' أناشد الطلاب العرب بشد الهمة لرفع راية مجتمعنا العربي عاليا، الراية التي طالما كانت وستبقى عالية بمشيئة الله أولاً وبنجاحنا ثانياً'.
مثابرة
ومن ناحيته، قال طالب الصف الحادي عشر، أدهم نائل زعبي، لـ'عرب 48'، إنه 'منذُ شهر كامل وأنا أدرس للبچاريت المختلفة، حيث في بعض الأحيان لم أعرف من أي موضوع أبدا في الدراسة فالمواد كثيرة ومعقدة، وخصوصًا أنني طالب فرع علمي، متخصص بموضوعي البيولوجيا والكيمياء ولكل واحد منهما خمس وحدات تعليمية، وذلك ليس بالأمر الهيّن، إضافةً إلى أربع وحدات رياضيات، ولا ننسى المواضيع الأخرى البسيطة نسبيًا أمام التخصصات والرياضيات والتي بدورها تحتاج إلى بذل جُهد لحدٍ ما، ولكن رغم صعوبة الأمر وتعقيداته فالحمد الله أنا أدرس بجدية منذ قبل فترة تحضيرًا لبچروت الكيمياء، ومن بعده سأتحضر لبچروت الرياضيات'.
وأكد أن 'هذهِ الفترة مدتها نحو شهر وهي تعتبر مصيرية جدًا للطالب، فهي ترسم مستقبل الطالب لا أقل، لهذا أناشد الطلاب والطالبات عدم اليأس، وأن يتسلحوا بالمثابرة والدراسة في هذا الشهر قبل انتهاء السنة الدراسية، وأنا واثق أنّ الجهد سيعود بالخير على الطلاب'.
استعداد
وقالت الطالبة راما علاء جبارين، لـ'عرب 48'، إنه 'لا شك بأن مرحلة استعدادنا لتقديم إمتحانات البچروت هي مرحلة صعبة وحساسة جداً، حيث نتحمل مسؤولية دراسة المادة التي كنا نتعلمها منذ الابتدائية وحتى الثانوية، فلهذا على الطالب أن يكون حريصاً على استعداده التام من ناحية الدراسة الكافية لحصد علامات مرتفعة، ومن الناحية النفسية لتحمّل الضغط النفسي الناتج عن المنهاج الجديد الذي جعل امتحانات البچروت في أيام متقاربة جداً، حيث أننا سنُجري حوالي ستة إمتحانات بچروت في شهرين، عدا عن امتحانات العلامة الواقية والدبلوم'.
وأضافت أنه 'يجب علينا تقسيم الوقت وتنظيمه حتى يتسنى لنا الدراسة بشكل جيد ومريح، وأخيراً أسأل الله أن نجني ثمار تعبنا ودراستنا بأعلى العلامات، وأرجو للجميع النجاح الباهر'.
ثمار
وقالت طالبة الصف الثاني عشر، عرين نصّار، لـ'عرب 48'، إن 'أصعب الفترات التعليمية والمراحل هي تقديم مواعيد الصّيف لبچاريت الصف الثاني عشر، ذلك لأن الامتحانات التي تُقدّم خلال صفيّ العاشر والحادي عشر تكون بإشراف من معلمي المواضيع، أمّا استعدادنا لامتحانات البچروت لموعد الصيف وهو يشكل عائقًا وتعبًا كبيرًا في برنامجنا الدراسي، حيث أن الاستعداد لهذه الامتحانات تعتمد على مجهود الطالب الشخصي ودراسته الذاتية بدون مساعدة أحد، وإن تطلب الأمر يحضر تركيزًا واحدًا أو أكثر مع معلمه، وذلك بلا شك غير كافِ ليغطي المواد التي يطلبها'.
وأوضحت أنه 'مع كل هذا، الهمة تكون عالية، لأن الطموح وضع أول نقطة في حياتنا، فنحن نقترب من التخرج لنصل خطوة أكاديمية أعظم وهي التعليم الجامعي، أتمنى لجميع الطلاب النجاح والتوفيق وتحقيق ما يطمحون به وأكثر'.
قدرات
وقال رئيس مجلس طلّاب الكلية العربية الأرثوذكسية في حيفا، إيهاب عزَّام، لـ'عرب 48'، إن 'التحضير لامتحانات البچروت ليس بأمر معقد، عليكم أولا معرفة قدراتكم في الدراسة وعدد الأيام التقريبي التي تحتاجونها لدراسة الموضوع كي لا تخسروا أحد أهم الأمور في الدراسة وهو العامل الزمني، لإن تنظيم برنامج خاص وملائم لأوقات الدراسة يعتبر عاملا أساسيا في الحفاظ على الهدوء والاستقرار النفسي أيضا. الرخاء الذهني والثقة بالنفس هما أيضا عاملان من الواجب توفيرهما أثناء التحضير الدراسي، ومن السيء انشغال فكر الطالب بقضايا خارجية قد تعثر ترسخ المادة الدراسية في ذهن الطالب، فوجود بيئة هادئة وداعمة حول الطالب هو أيضا عامل أساسي لا مجال للاستغناء عنه'.
اقرأ/ي أيضًا | تغييرات في معايير قبول المعلمين وإحكام القبضة
وأشار إلى أنه 'من الضروري التشديد مجددا على ضرورة توفير بيئة داعمة لزملائكم في دراستهم، ومساعدة بعضكم البعض في أي عائقة دراسية قد تمروا بها. وطبعا عليكم بذل أكبر مجهود للحصول على أعلى العلامات، فالإرادة والتصميم لن يثمرا إلا التألق والنجاح الباهر'.
التعليقات