أين تتفوق المرأة على الرجل؟

وأوضح الباحثون أن من أهم القدرات التي تميز المرأة عن الرجل هي قوة الذاكرة، حيث يوجد جزء هام من الدماغ يطلق عليه علميا هيبوكامبوس المسؤول عن الذاكرة والعاطفة.

أين تتفوق المرأة على الرجل؟

تختلف القدرات الدماغية لدى المرأة عن الرجل، نظرا لطبيعة التكوين الخاصة لكل منهما، ويتجلى ذلك من خلال توافر مهارات عقلية عديدة للمرأة تمنحها القيام بأعمال مختلفة في وقت واحد، حيث يختلف التكوين الداخلي لدماغ المرأة عن الرجل، بالرغم من التشابه الظاهري وتكوين كلا الدماغين من فصين ملتصقين، وهو ما أكدته دراسة علمية أجراها عدد من المتخصصين في مجال المخ والأعصاب بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، والتي أظهرت وجود اختلافات دماغية تمنح المرأة قدرة على القيام بأمور عدة في وقت واحد، وهو ما يميزها كثيرا بحسب الدراسة.

وأوضح الباحثون أن من أهم القدرات التي تميز المرأة عن الرجل هي قوة الذاكرة، حيث يوجد جزء هام من الدماغ يطلق عليه علميا “هيبوكامبوس” المسؤول عن الذاكرة والعاطفة، يساعدها في الاحتفاظ بجميع الملفات المعلوماتية، وهو ما يحد من عملية فقدان التذكر وإن كانت لدقائق معدودة، ويساعدها في القيام بعدة أمور عملية في وقت واحد، دون نسيان أي منها أو الانشغال عن إحداها، كما يقوم هذا الجزء المميز باستعادة قدرة الدماغ على إصلاح حالته أثناء تعذر ذكر الأشياء، أي يمنح بقية الدماغ قدرة التمكن في أجزائه المختلفة بما فيهم هذا الجزء المسؤول عن التذكر.

ويشير د. محمد عيسى، أستاذ المخ والأعصاب بجامعة الأزهر، إلى أنه من أهم القدرات الدماغية للمرأة التي تساعدها في القيام بعدة أمور في وقت واحد، وجود عدد قليل من الخلايا العصبية في التكوين الدماغي للمرأة، بعكس الرجل الذي يحتوي الدماغ لديه على عدد هائل من الخلايا العصبية، ولكن باستخدام المرأة لهذه الخلايا القليلة، يجعلها لا تبذل طاقة أعلى من الرجل، لذلك يزيد ذكاء المرأة أثناء قيامها بالأعمال المختلفة، مما يساعدها على أداء ما ترغب في وقت قليل وبصورة متوازنة، تقلل لديها عملية النسيان التي تصيب الرجل، وتجعله غير مؤهل إلا لإنجاز مهمة واحدة فقط.

وتابع: المرأة تتمتع أيضا بقدرات تتيح لها الاستماع للآخرين والقيام بمهام العمل في وقت واحد، حيث تستخدم المرأة جزأي الدماغ في تلك الأثناء، مما يساعدها في تحليل طبيعة الكلمات التي يستمع إليها من الآخرين، والبحث فورا عن معانيه من خلال أحد جزأي الدماغ، وبالجزء الآخر يمكن لها التركيز على الأعمال الأخرى التي تقوم بها.

وعن الجزئية المتعلقة بالعاطفة عند المرأة وعلاقتها بالقدرات المميزة لديها، يقول الباحثون: إن اختصاص “هيبوكامبوس” بالعاطفة يمنحها قدرة التعلق عاطفيا بالأشياء، ما يعد من الأسباب الهامة التي تساعدها على إنجاز هذه الأشياء جميعها، حيث يوجد ارتباط بين القلب مصدر العاطفة وعمل الدماغ، يقوم كل منهما بتوجيه الآخر أثناء القيام بالأعمال، الأمر الذي يساعد ذهن المرأة على إحضار الأشياء داخله من أجل الاستعداد لأدائها، وتذكير المرأة بها بعد كل عدد معين من الثواني، لخلق شعور حسي داخلها بأنها ذات أهمية ولابد من إنجازها، وبالتالي لا يكون لدى الدماغ أي مجال لتجاهل أو نسيان أي من هذه الأشياء.

ويأتي الحجم العام لدماغ المرأة أقل من دماغ الرجل، مما يعد من القدرات التي تميزها وتعطيها المهارة لإنجاز الأعمال دون كلل أو نسيان بحسب الدراسة، ويعطيها القدرة على تحمل الضغوط التي تصاحب هذه الأعمال، لأن الانتقاص في الحجم يعني تضاعف الكفاءة، وبالتالي يظل الدماغ لديها محافظا على قدراته العقلية معظم الوقت، مما يساعدها في القيام بعدة أمور بصورة متوازنة، كما يمنحها ذلك القوة العصبية التي تمنع إصابتها بالأمراض النفسية أثناء أدائها لهذه الأعمال، مثل الإحباط أو التوتر، الأمر الذي يعوق من أدائها، وذلك من خلال التأثير الإيجابي الذي يعود على الجهاز العصبي جراء حفاظ الدماغ على كفاءته لأوقات ممتدة.

هذا ويتغير العقل الباطن لدى المرأة فيزيائيا عن الرجل، ويعد ذلك من القدرات الدماغية التي تتميز بها المرأة، حيث يستطيع العقل الباطن تخزين المواقف والأفكار وردود الأفعال، التي تحدث بصورة واقعية لها أو التي تراود خيالها لمدة دقائق معدودة، لا سيما التي ترتبط بالأعمال اليومية التي تقوم بها، وهو ما ييسر لها عملية إنجاز تلك الأعمال في وقت واحد، لأن اللاوعي يوفر لها كل الإمكانيات المعلوماتية من أجل القيام بذلك.

كما تتسم المرأة بقدرتها على تحمل التغييرات الجسدية التي تطرأ عليها، ويصاحبها أحيانا تغييرات صحية تحد من كفاءة الدماغ لديها، حيث أوضحت الدراسة أن قدرة المرأة على التحمل تزداد رغم تأثر الدماغ بالتغييرات الصحية والجسدية التي تطرأ، مما يساعدها دوما في القيام بمهام متعددة ومختلفة في وقت واحد، حيث لا تشعر بتعب دماغي يعرقل قيامها بالأعمال المختلفة، ولإثبات تميز المرأة بهذه القدرة، أجرى الباحثون تجربة على عدد من السيدات، تم تكليفهن بمجموعة من المهام أثناء شعورهن بإرهاق جسدي، لمعرفة مدى قدرتهم على تحمل ذلك وإنجاز هذه المهام، وبعد مراقبة أدائهم تبين أن معظمهن قمن بإنجاز تلك الأعمال، دون التأثر بالاضطرابات الجسدية التي أصابتهن.

اقرأ/ي أيضًا| وباء العامة: الغضب وعواقبه الخطيرة

التعليقات