السائح العربي: بين الثقافة و"أخلاقيات الإسرائيلي الاستعلائية"

في وقت تعتبر فيه السياحة لدى الشعوب خارج البلاد فترة للترويح عن النفس إلى جانب اكتساب المعرفة والتعرف على معالم وتاريخ مجتمعات وثقافات الشعوب الأخرى، تردّد لوقت طويل أن السائح الإسرائيلي غير مرغوب به لدى المنتجعات السياحيّة.

السائح العربي: بين الثقافة و"أخلاقيات الإسرائيلي الاستعلائية"

(أ ف ب)

في وقت تعتبر فيه السياحة لدى الشعوب خارج البلاد فترة للترويح عن النفس إلى جانب اكتساب المعرفة والتعرف على معالم وتاريخ مجتمعات وثقافات الشعوب الأخرى، تردّد لوقت طويل أن السائح الإسرائيلي غير مرغوب به لدى المنتجعات السياحيّة.

كما تردد، أيضًا، أن أصحاب مواقع السياحة والعاملين فيها، خصوصًا في الوطن العربي يتذمرون من سلوكيات بعض السائحين من عرب الداخل، فقبل سنوات قليلة فقط، وصل الأمر إلى أن شبكة فنادق مصرية أعلنت بصريح العبارة قرارها عدم استقبال نزلاء من عرب الداخل في شبكتها بسبب تصرفات لا تروق لهم، ما اضطر عددًا من مكاتب السياحة في الداخل للقيام بزيارات منظمة إلى مصر وشرم الشيخ برفقة إعلاميين لتحسين الصورة ودفعهم للتراجع عن القرار.

شحادة: بعض الفنادق ترفض التعامل معنا

وقال صاحب مكتب السياحة، غازي شحادة، لـ'عرب 48': 'أعتذر ويؤسفني ذلك أن السائح العربي لا يملك، حتى الآن، ثقافة سياحيّة وطبعًا لا ألومه كليًا على ذلك، فالسياحة بمفهومها بدأت عندنا فقط في السنوات الأخيرة، بعد أن تغيرت الأحوال الاقتصادية عند الناس'.

وأضاف أن 'ما يميز السائح العربي، للأسف، أنه اكتسب الكثير من تصرفاته من النهج اليهودي المتعالي والمستغل، ويبرز ذلك جليًا في السياحة إلى الدول الغربية، فالسائح العربي في مصر أو الأردن يتصرف بفوقية، ويذهب مع خلفيه أنه أغنى وأعلى شأنًا من المواطن والعامل هناك ويستطيع أن يفعل ما بدا له دون محاسبة هذه التصرفات'.

وشدّد شحادة على أن 'هذه السلوكيات تسبب لنا كمجتمع وكمكاتب سياحية إحراجات، وفي الكثير من الأحيان، مشاكل كثيرة، حتى أن بعض الفنادق وبسبب أحداث مؤسفة من قبل بعض سائحينا ترفض التعامل معنا'.

وخلص إلى القول 'باعتقادي، إن السائح يجب أن يخضع للأنظمة والقوانين الاجتماعية والأخلاقيّة للبلد الذي يزوره، لأنه من غير الممكن والمنطق أن يطلب من ذلك البلد أن يخضع نفسه لمزاجك وأهوائك'.

واستعرض مدير أحد مكاتب السياحة، فادي حجازي، المصاعب التي يواجهها مع الكثير من الزبائن، وقال لـ'عرب 48'، إنه 'بات معروفًا أنه في الكثير من مواقع السياحة بالخارج وخاصة في الدول العربية صورة نمطية عن العربي من الداخل، وبالتأكيد صورة السائح من عرب الداخل ليست على أفضل وجه وليست الألطف، بل صورة تسبب في الكثير من الأحيان نفورًا وتذمرًا، فاتسمت هذه الشخصية بالعنف وقلة اللباقة ولا يتمتع بلباقة وثقافة السياحة، بالإضافة إلى أنه في كثير من الأحيان يتسبب بمشاكل وإساءة للآخرين على أقل الأسباب'.

وأضاف أنه 'للأسف هذا السلوك هو العام والسائد على الأغلب، لكن قد نستثني فئات ذات ثقافة وسلوك مختلفين، هكذا هي الصورة التي اتسمت بالغالب بالاستعلاء على الآخرين والمس بهم من خلال المعاملة السيئة'.

وحول الأسباب ودوافع هذه السلوكيات، شدّد حجازي على أنه 'لا يجوز أن نلقي دائمًا اللوم على الآخرين، صحيح أننا نعيش في المجتمع الإسرائيلي واكتسبنا الكثير من صفاته وسلوكياته وخاصة السلبية، أي ما بات يعرف 'بالسلوك والأخلاق الإسرائيلية'، لكن من خلال التجربة، أستطيع تحديد بعض ما كنت أقرأ من ملامح هذا السائح التي تبدأ مشكلته منذ أول خطوة من توجهه للمكتب بغرض الحجز لرحلته الترفيهية، بحيث يصلك الزبون للمكتب وهو في حالة ضغط وتوتر غريبين لا يستوي مع نفسية وروح السائح الذي يجب أن يعيش لحظات سعيدة، وجميعنا يعرف أن بلادنا تعيش حالة ضغط مستديمة اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا، لكن هناك الكثيرين منهم لم يتخذوا قرار السفر برغبتهم وقرارهم المستقل، بل تحت ضغوطات اجتماعية وهناك تنافس اجتماعي كبير حول المظاهر ليدفع بالكثيرين أن يحمّلوا أنفسهم فوق طاقاتهم، وعلى سبيل المثال تحت ضغط هذا التنافس الاجتماعي يضطر هذا السائح للاستدانة ويعتمد القروض البنكية أو ربما السوق السوداء'.

وأنهى: 'أعتقد هنا أنه بذلك ومن أول خطوة تكون قد بدأت المشكلة من خلال ما يعتمل لديه من الضغط والاحتقان الذي سيصدره وتفريغه بالآخرين، وهو يحاول استغلال هذه الفرصة والمدة القصيرة التي قد تصل إلى ثلاثة أيام أو أسبوع من السفر ليفرغ غضبه وتوتره على كل من يأتي بوجهه، وبالتالي تبقى التربية والثقافة هي سيدة كل الظروف، كما يجب لهذه العقلية أن تتغير'.

التعليقات