الخليل: مدارس على عتبات الحواجز... حيث تنتهك أبسط الحقوق

في بيت قديم، وسط حي يسكنه مستوطنون متطرفون، يتلقى نحو 160 طالبا وطالبة فلسطينيين تعليمهم، في مدرسة "قرطبة" الواقعة في شارع الشهداء وسط البلدة القديمة من مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

الخليل: مدارس على عتبات الحواجز... حيث تنتهك أبسط الحقوق

في بيت قديم، وسط حي يسكنه مستوطنون متطرفون، يتلقى نحو 160 طالبا وطالبة فلسطينيين تعليمهم، في مدرسة "قرطبة" الواقعة في شارع الشهداء وسط البلدة القديمة من مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

رحلة الذهاب والإياب للمدرسة، محفوفة بالمخاطر، نظرا لعبور الطلبة والهيئة التدريسية عبر عدد من نقاط الاحتلال العسكرية، وسلوك طرق يسيطر عليها المستوطنين ويعربدون بحماية الشرطة والجيش.

والمدرسة عبارة عن بيت قديم متهالك، مستأجر مكوّن من طابقين.

وفي هذا السياق، قالت الطالبة ملك أبو سليم (الصف العاشر)، إنها تشعر بالخوف وتتعرض للإهانات من قبل الجيش والمستوطنين.

وأضافت أنه "خلال ذهابي للمدرسة أشعر بالخوف، أقطع أربعة حواجز عسكرية، أتعرض للتفتيش، أعبر ماكينات إلكترونية، يتم فتح الحقائب وتفتيشها".

وتابعت أنه "في الطريق للمدرسة نتعرض للشتائم، وحتى محاولة الدهس من قبل المستوطنين، ثم يتهموننا بالتحرش بهم".

وأضافت أبو سليم أن "بجوار المدرسة تسكن مستوطنة تدعى (عناتا)، وقد اعتدت علينا مرات عديدة".

وقاطعتها زميلتها في الصف، وتُدعى ساجدة النجار، قائلة إن "ذات مرة هجمت عليَّ عناتا ومسكتني من عنقي وصاحت في وجهي (...) نعرفها جيدا بعدائها لكل ما هو فلسطيني".

وأشارت إلى أنها تعتدي كذلك على المعلمات، وحاولت أكثر من مرة "دهس طلبة في شارع الشهداء".

وأضافت النجار "نعيش ظروف استثنائية في هذه المدرسة، ينقصنا كل شيء، نتعرض للموت كل يوم، لكن بقائنا هنا يعني الحفاظ على ممتلكات الفلسطينيين المستهدفة من قبل المستوطنين".

وفي الصف العاشر من مدرسة "قرطبة" نحو 14 طالبة، في مساحة لا تتعدى الـتسعة أمتار مربع، وإلى جوارهم فصل آخر يضيق بمن فيه.

وتمنع سلطات الاحتلال، وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، من ترميم أو بناء غرف صفية جديدة، في المدرسة التي تعد نموذجا لمعاناة الفلسطينيين في البلدة القديمة من مدينة الخليل.

واضطرت إدارة المدرسة إلى تحويل "شرفات المنزل"، إلى صفوف تعليمية.

وعن ذلك، قالت نوارة نصار، مديرة مدرسة "قرطبة" "لا يسمح لنا بترميم المبنى أو البناء، لكن الإصرار على البقاء في المدرسة دفعنا لتحويل شرفات المنزل لصفوف مدرسية".

وقالت نصار إن مبنى المدرسة تعرض للحرق والتكسير أكثر من مرة، من قبل المستوطنين.

وأضافت "نأتي للمدرسة جماعات، ونغادرها كذلك، خشية تعرضنا للاعتداء من قبل المستوطنين، وحتى الجنود".

تشير إلى مدخل المدرسة قائلة "انظر هناك، لا يمكن لأي طالب أو عضو هيئة تدريسية الخروج من المدرسة دون أن يسمح له الجندي الذي يتحكم بفتح الباب".

وأضافت "هنا تنتهك أبسط حقوق العيش، يمنع الطلبة من التعليم بأمن وأمان، كل منا معرض يوميا للقتل والتهمة جاهزة... محاولة طعن".

وخلال الشهور الماضية، قُتل عدد من الفلسطينيين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في البلدة القديمة من مدينة الخليل، بزعم تنفيذ أو محاولة تنفيذ عملية طعن.

وأشارت نصار إلى بيوت ونقاط عسكرية إسرائيلية لا تبعد سوى بضعة أمتار عن المدرسة، قائلة: "هنا التميز العنصري، انظر إليهم يعيشون حياة مختلفة، أبنائهم يتلقون التعليم بأمن وأمان، وبحماية من عشرات الجنود، أبنائنا يتعلمون وسط الرعب".

وللوصول إلى مدرسة قرطبة لغير طلبتها وطاقمها، عليك سلوك طرق وعرة مشيا على الأقدام، بين حقول زيتون ونقاط عسكرية وبيوت للمستوطنين.

بدوره قال مسؤول المتابعة الميدانية في مديرية تربية الخليل، جمال النجار، إن معاناة طلبة مدرسة قرطبة "لا مثيل لها في العالم".

وأضاف أن "رغم هذه المعاناة، فإن الطلبة يصرون على البقاء فيها، لحماية الوجود الفلسطيني في البلدة القديمة من الخليل".

وتابع أن "هنا كل شيء مستهدف، البيت والأرض والشارع والمدرسة".

وأشار النجار بيده نحو معهد ديني يهودي يقابل مدرسة قرطبة قائلا: "هذا المعهد كان مدرسة فلسطينية تدعى مدرسة (أسامة بن منقذ)، وفي منتصف الثمانيات من القرن الماضي سيطر المستوطنون عليها وحولوها إلى معهد ديني".

ولفت إلى أن ثلاثة مدارس فلسطينية، تقع في البلدة القديمة تعاني من الحواجز العسكرية والمستوطنين.

وتسيطر سلطات الاحتلال الإسرائيلية على البلدة القديمة من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، حيث يعيش نحو 400 مستوطن، بحماية قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي.

التعليقات