العطلة الصيفية على الأبواب: سبل التواصل بين الأهل والأولاد

ورأى المستشار التربوي راجح عياشي من مدينة طمرة أن هناك أهمية للتواصل بين أفراد العائلة الواحدة، وعدم تجاهُل اهتمامات الأبناء، وأيضا ليس من المناسب أن مراقبتهم طوال الوقت، دون أن يكون بين الوالدين والأبناء التواصُل الاجتماعي الذي يعزز من العلاقات الإنسانية في البيت بالأساس.

العطلة الصيفية على الأبواب: سبل التواصل بين الأهل والأولاد

(صورة توضيحية)

تبدأ بعد انتهاء كل عام دراسي إجازة لفترة طويلة نوعا ما يستجم بها الطلاب غير أنهم يحتاجون لأن يملئوا هذا العطلة الصيفية ببرامج وفعاليات مفيدة وممتعة.

راجح عياشي

ورأى المستشار التربوي راجح عياشي من مدينة طمرة أن هناك أهمية للتواصل بين أفراد العائلة الواحدة، وعدم تجاهُل اهتمامات الأبناء، وأيضا ليس من المناسب أن مراقبتهم طوال الوقت، دون أن يكون بين الوالدين والأبناء التواصُل الاجتماعي الذي يعزز من العلاقات الإنسانية في البيت بالأساس.

ما هي أهمية الصراحة مع أبنائنا عندما يرغبون بالخروج من الحيز العائلي؟

عياشي: من المفروض أن تكون هناك صراحة بين الأبناء والآباء والأمهات، ولا يجب أن نفكر أن الصراحة تضر بمصلحة الأولاد، فحق الأهل معرفة ماذا يفعل الأبناء، وأين يسهرون، فنحنُ اليوم نعيش في بحر واسع، لذا من الطبيعي جدا أن تكون لدى الأهل تساؤلات وحوارات مع الأبناء، لفهم ظروف الأهل ومدى قلقهم على الأبناء. على الأهل أن يكونوا أقرب لأبنائهم، كي يستطيع الأبناء مصارحة الأهل، وقد يكون الكلام الذي سيذكره الأبناء إرضاءً للوالدين وليس نابعا من الحقيقة. وعلى الأهل مصارحة الأبناء أن هناك ضرورة للتواصل مع العائلة عبر الهاتف الخليوي، بهدف الاطمئنان على سلامتهم.

كيف نحمي أبنائنا من الانغماس الزائد في العالم الافتراضي والفيسبوك؟

عياشي: عند الحديث عن مضار أو فائدة العالم الافتراضي، علينا أن نكون صريحين سيما أن هناك أماكن مُغرية تجر الأولاد لأمور سيئة، ومن المهم أن نعرف الأشخاص الذين يتواصل معهم الأبناء، وما هي المواضيع التي يتم الحديث عنها، وعلى الأهل أن يطلبوا من أبنائهم مشاركتهم ما يجري بطريقة غير مباشرة وسلسة تسودها الحكمة.

كيف نجعل المنزل في عيون الأبناء مكانا ممتعا؟

عياشي: إن العاملة في البيت مهمة للأبن، على اعتبار أنه أحد أفراد الأُسرة، ومن خلال العلاقة بين الأم والأب والتواصل المباشر بينهما، فإن ذلك يُظهر واقع العائلة ومدى ترابطها أو عدمه. من هنا يمكن تحديد العلاقة مع الأبناء وفق العلاقات ما بين الوالدين، فإذا كانت العلاقة مبنية على معاملة إنسانية ومحبة وانكشاف على الآخر، عندها يستطيع الأبناء التمييز بين العلاقات وفق التعامل بين الزوجين، هل يسمع الأبناء من والديهم كلمة "شكرا" لبعضهما البعض، فالأشياء البديهية يجب أن تكون واضحة، وإلا افتقد الأبناء الاحترام، ويؤثر ذلك على مُستقبل الأبناء، ويجب أن يجلس الأهل مع الأبناء والتحدث معهم كأصدقاء، ليكسبوا صراحتهم، من خلال الثقة بالوالدين.

هل على الأهل تغيير أسلوب التعامل مع الأبناء من خلال الضغط والتخويف؟

عياشي: ربما تكون هناك صعوبة لدى الأهل طالما أنهم اعتادوا على نمط من السلوك مع الأبناء، لذا يصعُب تغييره، إلا إذا قرر الأهل مراجعة أنفسهم أو استعانوا بعنصر ثان، مربٍ أو عامل اجتماعي، أو شخص بالغ له تأثيره على الوالدين، إذ لا ينفع أسلوب الضغط والتخويف على الأبناء، وحبذا لو فكرت العائلات بالانضمام لدورات مُناسبة للتربية الزوجية، تشمل الطرح الاجتماعي والثقافي بهدف التعاون المشترك، ويكون خطابهما موحدا ومؤثرا على الأبناء، فكثير من الأزواج للأسف ساروا في نمط حياة جعلهم يعتقدون أن التربية يجب أن تكون من خلال الشِدة، ولا يعرفون أن العكس هو الصحيح، أي أن العلاقات الإنسانية تزيد من فرصة التسامُح والمحبة في العائلة.

وأنصح العائلات بمتابعة محاضرات حول التربية السليمة مِن قِبل الأهل لأبنائهم، في ظل واقع يُرثى له من حيثُ العنف والقتل والحوار السيء، كل هذه الشوائب موجودة في مجتمعنا، وعلينا أن نغيرها، وبينها "الحفاظ على الملك العام"، وقول "شكرا"، واحترام الآخرين. ولا أعتقد أن هناك حاجة للضغط على الأبناء، فالأمر لا يولِد ثقة بالنفس، في حال تجاهلنا مشاعرهم.

ماذا عن قلقنا الزائد تجاه أبنائنا؟ عند خروجهم من البيت دون إعلام الوالدين!؟ وكيف يمكن توجيه الأبناء حتى لا يستمر هذا القلق طوال الوقت؟

عياشي: على الأهل وضع قوانين عائلية تربط بين الأهل والأبناء، لتصبح قواعد يتربى عليها الأبناء، دون شعورهم بالاختناق، إذ لا ينجح الحوار العائلي دون تفاهم وحوار، ولا يمكننا حجز حرية الأبناء، كما نشدّد على الممنوعات، بل علينا إعطائهم الحرية الكاملة ومراعاة مشاعرهم ومشاركتهم عند القلق. وعلينا أن نكرر أمام الأبناء أننا نريد الاطمئنان عليهم.

كيف يمكن السيطرة على "المراقبة المسروقة" التي يقوم بها الأهل؟

عياشي: أولا، يجب أن يكون خطابنا واضحا، ومتفق عليه، بإننا نريد أن نتواصل معك لنطمئن عليك، ويُمكن مراقبة الأبناء دون علمهم، عندها قد نخسر ثقة أبنائنا فينا، وحبذا لو استطاعوا إقناع الأبناء بالصراحة والتصرف المباشر أمام العائلة، والتشديد على أن المجتمع فيه الكثير من الشوائب وعلينا أن نكون على دراية بمكان تواجد أبنائنا، خاصةً أن الأولاد فوق سن 14 عاما، يمكنهم العمل خارج البيت، وفي هذه الحالة يجب أن يكون التواصل العائلي قويا وداعما ومشجعا، ويُمنع بتاتا أن نتصرف وكأننا في برج مراقبة، نريد أن نفرض المصارحة على الأبناء.

رسالة أخيرة للأهل:

وختم المستشار التربوي عياشي بالقول إن "رسالتي للأهل أن يكونوا منفتحين ويعرفوا ماذا يحدث في محيطنا والأبعد منه، فالواقع الذي نحياه حاليا ليس من السهل السيطرة على الأبناء، إذا ما تركناهم للشارع، من جهة ثانية على الأبناء أن يشعروا أن الأهل يهمهم مصلحة أبنائهم، فالأهل يحبون أبنائهم، لكنهم قد لا يفهمون أبناءهم، وإذا تساءل الأهل عن غياب الأبناء فهو أمر طبيعي، يجب أن يتقبله الأبناء برحابة صدر وبمنتهى الصراحة، وعلى الأهل تعزيز التواصل مع الأبناء. وأخيرا على الأهل استغلال العطلة الصيفية بتشجيع الأبناء على المطالعة والمصارحة الحقيقية، وفي الوقت نفسه منح الأبناء حرية التمتع، بالخروج إلى عطلة ولو لمرة واحدة في السنة، هكذا نعزز القيم والاحترام تجاه أهلنا الذين يهمهم سعادتنا".

التعليقات