مدى الكرمل يعقد مؤتمره الثالث ويناقش أبحاث لأكاديميين فلسطينيين

عقد المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة مدى الكرمل، السبت، مؤتمره الثالث لطلاب الدكتوراه الفلسطينيين في فندق أوليفييه بالناصرة، بحضورِ العشرات من الأكاديميين والسياسيين والباحثين الأكاديميين، لمناقشة عشرات أبحاث الدكتوراه.

مدى الكرمل يعقد مؤتمره الثالث ويناقش أبحاث لأكاديميين فلسطينيين

عقد المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة مدى الكرمل، السبت، مؤتمره الثالث لطلاب الدكتوراه الفلسطينيين في فندق أوليفييه بالناصرة، بحضورِ العشرات من الأكاديميين والسياسيين والباحثين الأكاديميين، لمناقشة عشرات أبحاث الدكتوراه وتوزيع المنح للطلبة المستحقين.

افتتح المؤتمر المدير العام لمركز مدى، السيّد نديم روحانا، وعضو اللجنة الأكاديميّة لمؤتمر طلاب الدكتوراه الفلسطينيين الثالث، د.أيمن إغبارية، ملقين كلمات ترحيبيّة، وتلا ذلك محاضرة بعنوان "التعددية كقناع-وضعية الأقليات الدينيّة في إسرائيل"، للبروفيسور ميخائيل كريني من الجامعة العبرية بالقدس.

أبحاث ودراسات

تخلل المؤتمر ثلاثة جلسات دراسيّة، أوّلها جلسة "المجتمع، التعليم والعنف"، ترأسها دكتور قصي حاج يحيى من كلية بيت- بيرل، عرض بها 4 طلبة دكتوراه نواة أبحاثهم وجاءت على النحو التالي: "مجتمعات التعليم المهني للمعلمين: حالة التعليم العربي في إسرائيل" قدمتها طالبة الدكتوراه في جامعة بن غوريون إسلام أبو أسعد.

أما بحث "تعرض الفلسطينيين في إسرائيل للعنف المجتمعي وانعكاسه عليهم"، عرضته الباحثة في الجامعة العبريّة بالقدس نيفين علي الصالح، ومن ثم استعراض البحث الذي كان بعنوان "أبعد من الليونة في زمن اليأس: التغيير في إنفاق الأسر على الرعاية الصحيّة في قطاع غزة" للباحث مجدي عاشور من جامعة أدنبرة-اسكتلندا.

وأخيرًا تم استعراض رسالة "الهوية والحصانة النفسية لدى الناشئين الفلسطينيين في إسرائيل" للباحثة يمامة عبد القادر من جامعة بار إيلان.

الجلسة الثانية تمحورت حول "الحقوق والجندر"، وترأستها البروفيسورة نادرة شلهوب من الجامعة العبريّة، وناقش بها كل من الباحثة ميساء توتري-فاخوري من جامعة بن غوريون، الباحثة هوازن يونس من جامعة حيفا، والباحثة انشراح خوري من جامعة بار إيلان.

وتعنونت أبحاثهم بالترتيب كما يلي: "القوانين المحليّة وغير المكتوبة لتطوير الهيكل المكانيّ في البلدات الفلسطينيّة"، "أحلام، قدرات وواقع: السيرة المهنيّة لدى الأكاديميًات الفلسطينيّات بين تحديات، فرص وإستراتيجيات"، و" الظروف لتطور مساواة في العلاقة الزوجيّة عند رجال عرب-فلسطينيين في إسرائيل".

أما الجلسة الثالثة اعتنت بـ"التاريخ والصراع"، وأشرف عليها بروفيسور محمود يزبك من جامعة حيفا، وقد شارك بها الباحث إبراهيم خطيب من جامعة هامبولد- المانيا، طارحًا مشروعه "تصور الصراع: القيم الديمقراطية والمصالحة"، والباحث علي موسى المنضم عبر السكايب من غزّة الذي تحدث حول "الحكم الأردنيّ للضفة الغربيّة: أبعاد سياسيّة اقتصاديّة واجتماعيّة"،

كناعنة: منح مدى تحفز الطالب العربي على البحث

الباحث عبد كناعنة من جامعة تل أبيب الذي حصل بالعام الماضي على منحة من مدى الكرمل، تحدث عن بحثه الذي كان بعنوان: "حزب الله في لبنان كمشروع للهيمنة المضادة"، حيث أشاد بدور المركز في دعم الأكاديميين العرب، مشددا على ضرورة أن تكون هناك مراكز أبحاث عربية تخصص المنح الدراسية للطلبة والباحثين الفلسطينيين.

واستعرض كناعنة تجربته في البحث العملي ضمن المنحة التي حصل عليها من مركز مدى الكرمل، وبين أهمية هذا المنح في تحفيز الطالب على المشاركة في البحث والمؤتمرات الدولية.

ويولي أهمية لمؤتمر مدى الكرمل بمنح الفرصة أمام الباحثين لتقديم ابحاثهم ونتائجها ومناقشتها باللغة العربية، مبينا أن الغالبية العظمى من المؤتمرات تناقش أطروحات البحث باللغة الإنجليزية، وفي الجامعات الإسرائيلية باللغة العبرية، وهنا يمكن دور مؤتمر مدى الكرمل.

وأثنى على المواضيع البحثة التي تم مناقشتها، خاصة وأنها تطرقت إلى الداخل الفلسطيني والبحث في موضوع العنف -مثلاً أو في عمل النساء ومواضيع أخرى مختلفة، لكنّ يقول: "بالمجمل الأبحاث تركزت في قضايا الجماهير العربية، وبرأيي هذا أمر مهم جدًا ويثري البحث وأيضًا يثري المجالات العلمية بشكلٍ عام".

نعامنة: جدلية القانون والتاريخ في القدس بعد النكسة

وتطرقت الباحثة حنين نعامنة من كليّة لندن للعلوم السياسية والاقتصاد-بريطانيا إلى بحثها حول "جدليّة القانون والتاريخ في القدس بعد النكسة"، وتطرقت في رسالتها إلى جدلية القانون والتاريخ في القدس بعد النكسة، مشيرة إلى أسلوب المؤسسة الإسرائيلية في تطبيق القانون المدني في القدس، خلافًا للقانون العسكري كحال باقي الأراضي المحتلة عام 1967 .

وقالت نعامنة إنّ "أرشيف بلدية القدس من أهم الأرشيفات، حيث كانت   محاولات من قبل الاحتلال لمحو الأرشيف الفلسطيني، إذ وجدت صعوبة في إيجاد الأرشيف الفلسطيني بكامله".

وتساءلت كيف بالإمكان الوصول إلى أرشيف القدس الفلسطيني وبلدية القدس؟، وما المطلوب بغية الوصول إلى أرشيفات البلدات العربية لتكون أرشيفات أساسية تساعدنا في البحث الاجتماعي.

وهنا يُطرح السؤال كيف يمكن فهم التاريخ الاجتماعي، بسبب عدم القدرة للوصول إلى جميع الأرشيفات، علمًا أنّ بعض المحامين ممن لديهم مستندات تاريخية في سن كبير، ولا بد من جمع ما لديهم من مستندات ووثائق.

خوري: الأبحاث التي قُدّمت على أيدِ باحثين من البلاد قيّمة

واستعرضت انشراح خوي، وهي عاملة اجتماعية ومديرة مركز منع عنف العائلة ببلدية عكا وطالبة دكتوراه بجامعة بار إيلان في قسم الدراسات النسوية، رسالة الدكتوراه المختصة بالمساواة بالعلاقة الزوجية لدى الرجال الفلسطينيين في إسرائيل.

وقالت خوري: "اختصّ بحثي بتبلور الإيدلوجية الجندرية المتساوية لدى الرجال العرب، شروط وظروف تعزز المساواة، وقد اخترتُ شريحة الرجال المؤمنين بالمساواة ويعرفون أنفسهم كرجال متساوين بالعلاقة الزوجية، يأخذون دورهم في أعمال المنزل وتربية الأطفال".

ولفتت إلى أنها قامت بإجراء المقابلات مع الأزواج والزوجات كلّ على انفراد، مبينا أن نتائج البحث أتت غير نمطيّة ومُجدِّدة وكاسرة للفكرة النمطيّة المأخوذة عن المجتمع العربيّ بأنّهُ "مجتمع ذكوريّ والرجل فيه قمعيّ".

وتابعتْ: "البحث أظهر مجموعة من الرجال مغايرين، مؤمنين بالمساواة ويحاولون ترجمة أفكارهم الإيدلوجيّة لإستراتيجيّة في حياتهم اليوميّة، وبالطبع هم رجال يؤمنون بأهميّة الأسرة، أتوا من أسر مختلفة، زوجاتهم عاملات وهذا ما ساهم في أن يأخذوا دورهم هذا، عدا أنّهم قطنوا خارجَ منازلهم في فترات حياتهم قبل الزواج".

وعن مشاركتها في المؤتمر عقّبت بالقول إنّ "الأبحاث التي قُدّمت على أيدِ باحثين من البلاد هي أبحاث قيّمة، خاصةً عرضها في مؤتمر كهذا يمكِّن الباحث من عرض مسارهِ الذي استمر لسنوات، كيفية اختياره للموضوع، فحصه وملاءمة شريحة بحثهِ، منهجية البحث واستخلاص النتائج ما يساعد طلابًا آخرين ويعطي تغذية راجعة وملاحظات بناءة للطلاب من المحاضرين الأكاديميين والنشطاء، وقد ساعدتني الملاحظات شخصيًا في تحسين بحثي والاطلاع على الملاحظات الأخرى للأبحاث فتحت نظريات مختلفة أمامي. وبالتأكيد الاشتراك في المؤتمر يعطي ثقةً إضافية للطلّاب بجدارة أعمالهم البحثيّة".

روحانا: نجعل من مدى مؤسسة للمعرفة الفلسطينيّة البديلة التي تتحدى المعرفة الإسرائيليّة

من جانبه، أفاد مدير عام مدى الكرمل، نديم روحانا، في ختامِ المؤتمر أنّ "المجتمع العربيّ يشهدُ ازديادًا في عدد الطلاب وجودة أبحاثهم الأكاديميّة مع السنوات، فقد شهدنا أبحاثًا رائعة، الجمهور حضر معظم الأبحاث لأهميتها، منهم طلاب دكتوراه وأكاديميين، نحن نحاول أن نجعل من مدى بيت للمعرفة الفلسطينيّة البديلة التي تتحدى المعرفة الإسرائيليّة".

وقال روحانا لـ"عرب48": "هناك عدد كبير من طلابنا الفلسطينيين يدرسون في الجامعات الإسرائيليّة ومدى تحاول أن تكون البيت الأكاديمي لكل الطلاب الأكاديميين من أجل أن يتعرفوا على منظومات فكريّة ومعرفيّة وأكاديمية جديدة لإنتاج معرفة جديدة تتماشي مع التغيير السياسي الفلسطينيّ، نحن فلسطينيًا في وضع سياسي متأزم وبحاجة إلى تفكير جديدة لنكون جزءًا من القيادة الفكريّة الأكاديميّة والسياسيّة المقبلة للشعب الفلسطينيّ".

وحول إذا ما كان لمدى خطّة لتحويل هذه الأبحاث والخلاصات منها إلى آليات تطبّق على أرض الواقع، أجاب روحانا، بالقول إنّ "أحد النتائج التطبيقيّة هي تشجيع العدد الكبير من طلبة الدكتوراه، مشروعنا يحمل أربعة أجزاء وهذا المؤتمر هو واحد من أربعة مركبات نعطي به منحًا لطلبة الدكتوراه، هي مساعدات صغيرة ولكن أهميتها الرمزيّة هامّة وتأتي من مصدر فلسطيني، عدا عن أنّه لدينا ورشات عمل وسمينارات للطلبة، هذا الكادر من القيادات الفكريّة الفلسطينيّة هو أحد النتائج العمليّة، نحن نريد عدد نوعيّ يفكر باتجاهات نقديّة جديدة ويتحدى التفكير الاستعماري الصهيونيّ، أما مسألة التطبيق نتركها للقيادات السياسيّة والمجتمعيّة".

وفي ختام المؤتمر وزّع المركز خمس منح على طلبة الدكتوراه منهم 4 نساء، وهم الباحثة إسلام أبو أسعد، الباحثة نيفين علي الصالح، الباحثة كاميليا إبراهيم، الباحثة عرين هواري، والباحث وسيم غنطوس.

التعليقات