شارك العشرات بمسابقة الشطرنج في طمرة، أمس السبت، وذلك بمبادرة من لجنة إفشاء السلام المحلية في المدينة وبالتعاون مع مركز الرواد للعلوم والتقنيات ونادي أنغام للتدريبات الذهنية في طمرة، وذلك لتذويت عدة قيم بين الطلاب من خلال المنافسة في المسابقة لعدة مستويات.
وذكر عضو لجنة إفشاء السلام، المربي عبد الرحمن زيداني، لـ"عرب 48"، أن "لجنة إفشاء السلام الشبابية منضوية تحت لجنة إفشاء السلام المحلية والتي تهدف إلى نشر وزرع قيم السلام والتفاهم والمحبة بين الناس للارتقاء بالمجتمع نحو الأفضل، وليكون في طليعة المجتمعات التي تحمل قيم السلام وتعززها لأن هذه القيم تنطوي على الأسس التي يرتكز عليها المجتمع على كافة الأصعدة والمجالات ليرتقي في سلم الحضارات".
وأضاف "كان لدينا مسابقة شطرنج للأطفال ومن المعروف أن الشطرنج لعبة ذهنية وحسية واجتماعية، وهي تساعد على اكتساب القيم الإنسانية النبيلة وتطويرها ونقلها للغير، فالشطرنج يعلمنا الصبر واحترام الآخرين والتركيز الذهني والالتزام بالوقت واتخاذ القرارات المصيرية، وهذا ما يمكن مقاربته مع ما نمر به في حياتنا اليومية المعتادة، إذ أن حياتنا مليئة بالمواجهات والتحديات".
وأشار إلى أن "الشطرنج هي لعبة رياضية تساعد على النمو الذهني والتطور العقلي وتنمية العلاقات الاجتماعية ومصدر مهم للارتقاء بالتفكير الرياضي الإبداعي والسلمي، فالسلام الذي تحمله اللجنة كشعار لها في مختلف الميادين وفي كل مناسبة هي كلمة تلامس شغاف القلب، إذ أننا جميعا بحاجة للسلام لمواجهة التحديات التي تعصف بالعالم المليء بالصراعات، فنحن دعاة سلام والسلام جزء من حضارتنا ولعبة الشطرنج تبدأ بالمصافحة والسلام وتنتهي كذلك أيضا".
وختم زيداني بالقول "مع أننا ننشد السلام إلا أننا نرفض أن نكون ضحايا للعنف ونحن حازمون في ذلك ونقبل الآخرين بشرط أن يقبلونا كما نحن، وبالتالي نحن بحاجة لحشد الطاقات والتعاون فيما بيننا للارتقاء بمجتمعنا المليء بالطاقات الهائلة والرائعة، وسنصل بمجتمعنا لمصاف المجتمعات المتقدمة إن فعلنا ذلك، والارتقاء بالمجتمع ضرورة يمليها الواجب الوطني والديني والاجتماعي والإنساني".
وأكدت مديرة نادي أنغام للتدريبات الذهنية في طمرة، أنغام عياشي، في حديث لـ"عرب 48" أن "لعبة الشطرنج من أبرز الألعاب التي تسعى إلى تطوير المهارات وتنمية القدرات الذهنية وتشكيل شخصية مستقرة من خلال القيم التي تكتسب من خلال التدريب وأبرزها قيمة الصبر والقدرة على ضبط النفس تحت الضغط والتحكم بالانفعالات، كما اتخاذ القرارات في كيفية حل المشاكل دون تسرع، سيما وأن لعبة الشطرنج تتطلب أن يتروى المرء ويفكر ويخطط ومن ثم يعالج وينفذ".
وتابعت أن "البطولة استقطبت 70 طالبا من مختلف الأعمار الذين أقوم بتدريبهم على مدار العام، وجميعهم حققوا إنجازات ومراتب عالية وكذلك قاموا بتنمية روح المبادرة والمشاركة والمنافسة التي تعتمد على أسس تقبل الخسارة والربح وإفشاء السلام بين المتنافسين بعد كل مباراة شطرنج".
وقال رئيس لجنة إفشاء السلام في طمرة، الشيخ مروان جبارة، لـ"عرب 48"، إن "مسابقة الشطرنج جاءت لتلبية طموحنا في تنمية المواهب الناشئة من أبنائنا الذين يتمتعون بالمواهب المتعددة كالفنون والآداب والرياضة، وهذه المواهب يجب علينا أن ننميها لملء الفراغ في أعمال مفيدة تنعكس على المجتمع إيجابيا".
وأكد أن "مسابقة الشطرنج كانت انطلاقة رائعة في مجتمعنا، ونتمنى أن تعم البلدات الأخرى وتتوسع بذلك دائرة الخير والإبداع وتنمية المواهب المتصاعدة لنرسي في النهاية أسس السلام في كل مكان".
وختم جبارة بالقول إن "شعار المسابقة حمل عنوان التسامح، وقد شهدت محاضرة للأهالي في مجال التربية وعالم الأسرة والطفل، بالتزامن مع التنافس الذي كان يشهده المركز بين الأطفال المتسابقين".
التعليقات