أولمرت والإستراتيجية القادمة

الإستراتيجيات الثلاث القائمة أمام أولمرت تستند أساساً إلى المسألة الديمغرافية والتي تعني الإحتفاظ بأكبر مساحة ممكنة من الأرض وأقل عدد ممكن من العرب!!

أولمرت والإستراتيجية القادمة
تحت عنوان "الإستراتيجية القادمة" كتب زئيف شيف في صحيفة "هآرتس"، أنه كما يبدو فإن رئيس الحكومة القادمة سيكون رئيس حزب "كديما" إيهود أولمرت. والسؤال الذي يطرح نفسه هو؛ هل سيواصل أولمرت طريق شارون؟ أم سيختار مساراً مستقلاً؟

وأضاف "سيقول أولمرت بالتأكيد أنه ينوي تنفيذ مخططات شارون لما بعد الإنتخابات، إلا أنه في الواقع لم يكشف شارون أبداً عن كافة أوراقه السياسية، والمواقف التي عرضها هي مواقف أولية كما يبدو".

وتابع شيف أنه وبشكل مشابه لعدد ليس بالقليل لعناصر اليمين، فإن أولمرت قد مر في عملية تحول، فقد أيد خطة فك الإرتباط أحادية الجانب من قطاع غزة إلى جانب شارون. إلا أنه وبعكس شارون فإن لأولمرت لا يوجد حسابات دموية مع الفلسطينيين، ويبدو أنه يميل إلى عدم الوثوق بهم، على حد قوله.

"وبحسب تصريحاته في السنتين الأخيرتين، يبدو أنه توصل إلى النتيجة بأن إسرائيل لن تستطيع الإستمرار كدولة ديمقراطية يهودية إذا لم تغير سياستها التقليدية. ولا شك أنه ينطلق من المخاوف الديمغرافية السلبية التي تتطور بين إسرائيل والفلسطينيين، ولذلك فهو يوافق على التراجع إلى مناطق بحيث يكون فيها أغلبية يهودية كبيرة".

"ويخشى أولمرت أن يتواصل "الإرهاب" الفلسطيني بعد أن تتوصل إسرائيل، إذا توصلت، إلى إتفاقيات تسوية مؤلمة مع الفلسطينيين، سواء كان ذلك متعمداً أو لكونهم لا يستطيعون الوفاء بالتزاماتهم بوقف أعمال العنف. وكان شارون يعتقد أن يستطيع أن يوقف الإرهاب بالقوة، ولكن ذلك لم يحدث، وهذه الحقيقة تغري أولمرت بمواصلة الخطوات الإسرائيلية أحادية الجانب، مثلما حصل في قطاع غزة".

وتابع شيف أنه بعد الإنتخابات ستكون الحكومة برئاسته أمام عدة إمكانيات، كل واحدة منها تفرض إستراتيجية مختلفة. إحدى هذه الإمكانيات هي أن يواصل الفلسطينيون "الإرهاب"،على حد قوله، وبينما حكومة إسرائيل تنتظر تطبيق خارطة الطريق من قبل الفلسطينيين، سترد عن طريق إتخاذ إجراءات عسكرية، ترى فيها واشنطن حرباً وقائية إلا أنها ستطلب من أولمرت تنفيذ تعهدات شارون بتفكيك البؤر الإستيطانية غير القانونية ووقف توسيع المستوطنات القائمة، وفقما تنص عليه خارطة الطريق وتعهدات شارون في رسائله إلى الرئيس جورج بوش ووزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس.

والإمكانية الإستراتيجية الثانية، بحسب شيف، هي أصعب، ولذلك فهي ذات احتمالات أقل، وتشتمل على السعي إلى التوصل إلى اتفاق دائم، ومن غير المؤكد أن منظمة التحرير لوحدها تستطيع التوصل إلى اتفاق كهذا مع إسرائيل، علاوة على أنه من المتوقع أن تزيد حركة حماس من قوتها في الإنتخابات. وبدون مساعدة ملموسة من جانب دول عربية ستتعطل المفاوضات مثلما حدث بين إيهود براك وياسر عرفات في كامب ديفيد.

الإمكانية الإستراتيجية الثالثة تعيد أولمرت وحكومة إسرائيل إلى الخطوات أحادية الجانب، وفي هذه الحالة ستحاول إسرائيل أن تقرر بنفسها الحدود المؤقتة، المذكورة في خارطة الطريق، مقابل الكيان الفلسطيني الذي ستحول لاحقاً إلى دولة. ولا تستطيع إسرائيل أن تقوم بذلك بدون أن تنفذ إنسحابات أخرى، أو بواسطة جدار الأمن والفصل.

ولذلك، يتابع شيف، فإن الحديث هو أولاً عن المستوطنات المنعزلة والبؤر غير القانونية، وفيما بعد إنسحاب من الأحياء العربية في القدس الشرقية، وهو أبعد ما كان عن إستعدادات أولمرت لتنفيذه في السابق عندما كان في الليكود، أما هذه المرة فلديه فرصة تاريخية لتحقيق الأهم بالنسبة لدولة إسرائيل، من جهة المحافطة على إستقلالها يهودية ديمقراطية وضمان أمنها.

التعليقات