"السلام الإسرائيلي"..

-

في مقالته التي نشرت اليوم الثلاثاء في صحيفة "يديعوت أحرونوت" حول "محادثات السلام" وتحت عنوان "بين الحكومات وليس بين الشعوب"، يؤكد دوف فايسغلاس على أن أي اتفاقية سلام مع الفلسطينيين يجب أن تضمن إنتهاء كافة المطالب والحقوق المشتقة من النكبة الفلسطينية، والتركيز على الترتيبات الأمنية.

وكتب فايسغلاس أنه عندما كان أرئيل شارون يسمع زوج الكلمات "السلام والأمن" في سياق علاقات إسرائيل مع العالم العربي، اعتاد أن يصحح "الأمن والسلام"، في تعبير بسيط عن فهم الأساسي لما يمكن الحصول عليه في "السلام الشرق أوسطي".

ويتابع الكاتب أن في واقع الشرق الأوسط فإن السلام الممكن لإسرائيل هو بين الدول أو بين الحكومات، ولكن ليس بين الشعوب. مشيرا إلى اتفاقيتي السلام مع مصر والأردن على أنها سلام بين الحكومات في حين لا يوجد سياحة ولا علاقات علمية أو ثقافية أو رياضية، ولا علاقات تجارية. وفي حين توجد فقط علاقات دبلوماسية كاملة فإن الأهم هو أنه "يوجد أمن"، فالهدوء المطلق، بحسبه، يسود الحدود.

ويضيف أن السلام المحتمل التوصل إليه (الإسرائيلي الفلسطيني) سيعني علاقات سياسية باردة، وعلاقات محدودة في مجال السياحة والاقتصاد والثقافة، لافتا إلى أن إسرائيل لن تنجح في الحصول على أكثر من ذلك.

أما في مجال الأمن، بحسب الكاتب، فسوف يكون الأمر مختلفا. فيكتب أنه في حال واظب الفلسطينيون على جهودهم الأمنية التي يمارسونها اليوم فمن المتوقع أن تحقق إسرائيل إنجازا مطلقا، فسوف "يختفي الإرهاب، ويتم تفكيك منظمات الإرهاب والفصائل المختلفة الناشطة في الإرهاب"، ولن تكون إسرائيل بحاجة إلى إغلاق الطرق وحملات الاعتقال والتفتيش وإطلاق النار.

ويضيف أن الهدف المركزي للسلام (الإسرائيلي) يجب أن يكون سحب كافة المطالب المشتقة من الماضي، وترتيبات أمنية مشددة تضمن الهدوء والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين. ويتابع أن النظرة العملية لماهية السلام الممكن بين الإسرائيليين والفلسطينيين في هذا الوقت يجب أن تصوغ سياسة المفاوضات الإسرائيلية.

ويكتب أنه يجب عدم الطموح إلى أن اتفاق السلام سيمحو الماضي المر المشترك. ورغم أن هذا هو السلام الحقيقي إلا أنه ليس في هذه الأماكن، فالماضي ليس بعيدا والشعوب ملتصقة بماضيها. ولذلك، يضيف، يجب التركيز على خلق ترتيبات ملزمة تسحب تحقيق المطالب القائمة في التاريخ الفلسطيني، ومنع أية مطالبة ممكنة مشتقة من التاريخ، مثل حق العودة أو حق التعويض.

ويتابع أنه يجب عدم إضاعة الوقت على المطالب الإسرائيلية من الفلسطينيين في مجال "المشاعر"، و"يجب عدم الانشغال بالاعتراف الفلسطيني بدولة إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، فإقامة دولة يهودية في أرض إسرائيل لتكون البيت القومي للشعب اليهودي هي خلاصة تعريف الصهيونية". أما بالنسبة للشعب الفلسطيني فإن الصهيونية تعني "نكبة تاريخية".

ويختتم مقالته بالقول إنه يجب التأكد من أن الاتفاقيات والالتزامات التي سيتم التوصل إليها كجزء من تسوية سلمية يجب أن تمنع الفلسطينيين، بشكل قاطع وواضح، من المطالبة أو تحقيق أي حق مشتق من النكبة، ويجب التركيز على الترتيبات الأمنية.

التعليقات