أولمرت وبيرتس تجاهلا إعداد الجبهة الداخلية قبل إعلان الحرب

-

أولمرت وبيرتس تجاهلا إعداد الجبهة الداخلية قبل إعلان الحرب
بين تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" بناء على مواقف قادة الأجهزة الأمنية الاستخبارية، أن الحكومة الإسرائيلية تجاهلت التحذيرات بشأن إعداد الجبهة الداخلية لإمكانية التعرض للقصف بصواريخ الكاتيوشا في حال إعلان الحرب على حزب الله.

وقالت "هآرتس" أن رئيس الموساد، مئير دغان، كان قد أوصى في اليوم الذي اندلعت فيه الحرب الثانية على لبنان بتأجيل الرد الإسرائيلي على أسر الجنديين الإسرائيليين من قبل حزب الله، لكونه يعتقد أنه كان يجب اتخاذ خطوات أساسية لإعداد الجبهة الداخلية لإمكانية تعرضها للقصف بصواريخ الكاتيوشا.

وكانت أقوال دغان هذه قد قيلت في جلسة تقييم للوضع عقدها وزير الأمن، عمير بيرتس، في مكتبه في أعقاب أسر الجنديين، في الثاني عشر من تموز/يوليو من العام 2006.

وبحسب دغان فإن ضرب لبنان سوف يؤدي إلى تصعيد ملموس ومتواصل تتعرض فيه الجبهة الداخلية للقصف. وأيد أقواله رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) يوفال ديسكين، ورئيس الشعبة السياسية الأمنية في وزارة الأمن، عاموس غلعاد.

وكانت جلسة المشاورات هذه واحدة من سلسلة مباحثات عقدت في اليوم نفسه تمهيداً لجلسة الحكومة في المساء. وقررت الحكومة الرد على أسر الجنديين بشن الغارات الواسعة على لبنان، بهدف تدمير الصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى، إلا أن حزب الله، كما هو معروفن قد رد بصليات كثيفة من صواريخ الكاتيوشا على الشمال، ولم يتوقف القصف إلا عند وقف إطلاق النار في الرابع عشر من آب/ أغسطس.

وكان دغان قد قال إنه الوضع سوف يتدهور إلى مواجهة بعيدة المدى، في ظل احتمالات عالية تشير إلى تعرض الجبهة الداخلية للقصف. وأضاف أن إسرائيل ليست ملزمة بالرد في الغداة، وأنه من الممكن الاستعداد والتحضير، وأنه من الممكن الرد بعد يومين.

واقترح قبل الرد وقبل تعرض الشمال للقصف أن يتم اتخاذ عمليات من أجل حماية الشمال وعدم انتظار تدهور الوضع. وأضاف أنه يجب إتمام كافة عمليات التحضير المطلوبة في الشمال لتقليص الأضرار قبل تنفيذ أي هجوم على لبنان، وإذا كان هناك حاجة للانتظار فليكن.

ومن جهته ادعى ديسكين أنه لا يمكن تجنب الجبهة في الشمال، وفي حال أطلقت إسرائيل النار، فإن ذلك يعني أن حزب الله سوف يرد، وتتدحرج الأوضاع.

أما غلعاد فقال إن حزب الله سوف يقصف إسرائيل بصواريخ الكاتيوشا، ولديه كميات كبيرة من هذه الصواريخ، والتي يصل مداها إلى 20 كيلومتراً، ما يعني أنها ستضرب في عمق الجليل. كما وجه تحذيراً لبيرتس بأنه يجب الاستعداد لحرب طويلة في ظل عدم وجود ملاجئ في الجليل.

وفي مساء اليوم ذاته، أوصى وزير الأمن وكبار الضباط في الجيش بتنفيذ غارات جوية واسعة على لبنان، قبل أن يتم اتخاذ أي قرار بالقيام بإجراءات خاصة لإعداد الجبهة الداخلية، مثل تجنيد الاحتياط للجبهة الداخلية أو تقديم الإرشادات للسكان في الشمال.

وفي هذا السياق تجدر الإشارة على أن التحقيقات التي أجريت بعد الحرب قد وجهت انتقادات شديدة لعملية المعالجة المتأخرة لتهديد الكاتيوشا على الجبهة الداخلية، كما تمت الإشارة إلى أنه في الوقت الذي كان فيه الجيش يجري تدريبات استعداداً لعملية هجومية، لم يتم اتخاذ أية إجراءات مماثلة بالنسبة للجبهة الداخلية.


التعليقات