كتب رون بن يشاي في موقع "يديعوت أحرونوت" أن أبو مازن لم ينجح في التوصل إلى وقف إطلاق النار من خلال نفوذه الشخصي وقدرته على الإقناع، بل لكونه عرف كيف يمد السلم للتنظيمات الفلسطينية في اللحظة المناسبة، التي كانت فيها حكومة إسرائيل تقع تحت ضغط جماهيري كبير من أجل وضع حد لتواصل سقوط الصواريخ على سديروت والنقب الغربي.
وبحسبه فإن قيادة حماس والجهاد الإسلامي ومنظمات أخرى كان لديها أسباب مهمة لوقف إطلاق النار خاصة بعد التصعيد في العمليات العسكرية مؤخراً، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 400 فلسطيني منذ تموز/يوليو، ولتجنب عملية عسكرية واسعة كانت ستبادر إليها إسرائيل. وعلاوة على ذلك فإنها كانت بحاجة إلى إعادة تنظيم صفوفها بدون أي تشويش تسببه عملية عسكرية واسعة.
وبرأيه فإن التنظيمات الفلسطينية كانت بحاجة إلى وقف إطلاق النار من أجل تجديد مخزون الصواريخ والأسلحة، وتوفير بعض الراحة للمقاتلين وإعادة تنظيم صفوفها مجدداً.
ويضيف أن على إسرائيل استغلال ما أسماه الضغط الفلسطيني الشعبي، من أجل القيام بالخطوة الإسرائيلية الأولى، لحظة يتبين أن وقف إطلاق النار سوف يصمد. وأن على إسرائيل أن تخلق الظروف التي تخلق الحافز لدى المدنيين الفلسطينيين لمواصلة وقف إطلاق النار، وذلك عن طريق "شن هجوم إنساني يؤدي تسهيل الظروف المعيشية لسكان القطاع، وفتح المعابر فوراً ومنح الفلسطينيين المساعدات الإقتصادية، لكي يشعر الفلسطينيون بأن هناك فائدة من مواصلة وقف إطلاق النار"..
وفي المقابل فإن الخطر الأساسي بالنسبة لإسرائيل في وقف إطلاق النار، بحسبه، هو مواصلة تهريب الوسائل القتالية والمواد المتفجرة عن طريق محور فيلاديلفي. وهنا يلفت إلى أن أبو مازن قد تعهد بإٍسم التنظيمات الفلسطينية بوقف حفر الأنفاق، ولكن ليس بوقف تهريب الأسلحة. ومن هنا فإن وقف إطلاق النار يكبل أيدي الجيش الإسرائيلي ويمنعه من اتخاذ إجراءات عسكرية لمنع تعاظم قوة المنظمات والفصائل الفلسطينية.
ويصل إلى النتيجة إلى أنه لا مفر من خطوة سياسية تهدف إلى تجنيد مصر لمعالجة هذه الظاهرة، خاصة وأن مصر قد أظهرت في الآونة الأخيرة نشاطاً ملحوظاً في محور فيلاديلفي، وسجلت "عدداً من النجاحات"، فقبل أسبوعين كشفت مصر خلال أسبوع واحد عن خمسة أنفاق تستخدم لتهريب الأسلحة من رفح المصرية.
علاوة على ذلك، يشير بن يشاي إلى أن التعاون المصري الإسرائيلي مؤخراً هو أفضل مما كان عليه في أي وقت مضى. ومن هنا يجب على قوات الأمن المصرية أن تعمل في عمق الأراضي المصرية أيضاً.
ويضيف أن السلاح، المواد المتفجرة والأموال التي تقف وراءها حماس وحزب الله وإيران، تمر في مسلكين أساسيين؛ من السودان إلى سيناء عن طريق مصر، ومن هناك عن طريق الأنفاق في محور فيلاديلفي ومعبر رفح إلى قطاع غزة. أما المسلك الثاني فيمر عن طريق البحر المتوسط، حيث يتم وضع السلاح على شواطئ سيناء، وحتى في منطقة الدلتا، عند مصب نهر النيل في البحر المتوسط، ومن هناك عن طريق سيناء إلى القطاع. وبرأيه فإن قوات الأمن المصرية تعمل على طول محور فيلاديلفي فقط.
ويتابع أن إسرائيل قد استنفذت جهودها في الضغط على مصر من أجل تحقيق نتائج ملموسة، ولم يبق سوى محاولة تجنيد الضغط الأمريكي على القاهرة، فربما يكون ذلك مجدياً أكثر من الجهود الدبلوماسية الإسرائيلية.
كما يشير إلى أن وقف إطلاق النار قد يسرع من المفاوضات حول إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليط. وفي الوقت الذي قد يؤدي إلى استمرار المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. إلا أنه يحذر من تحول وقف إطلاق النار إلى "بوميرانغ" يضرب إسرائيل مجدداً بعد أشهر أو سنوات مثلما حصل في لبنان..
31/10/2010 - 11:02
"إلى أين سوف يؤدي وقف إطلاق النار"..
-
التعليقات