"إنجاز عظيم للرئيس السوري"

-

اعترف تسفي برئيل في صحيفة "هآرتس" أن عقد القمة الرباعية في دمشق، بمشاركة فرنسا وقطر وتركيا، تعتبر إنجازا عظيما للرئيس السوري بشار الأسد، يعزز من مكانة سورية الإقليمية، خاصة وأن فرنسا هي الرئيس المناوب للاتحاد الأوروبي في حين أن قطر رئيسة مجلس التعاون الخليجي.

وكتب أن مصدرا دبلوماسيا أوروبيا، مقربا من المحادثات، قد صرح بأن الولايات المتحدة قد اقتنعت بأنه من الأفضل أن تشارك في المحادثات غير المباشرة الجارية بين إسرائيل وسورية، بوساطة تركية، إلا أن اندفاع فرنسا إلى سورية، بالإضافة إلى قمة دمشق التي شارك فيها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دفع الولايات المتحدة إلى إلغاء القرار.

وبحسب المصدر نفسه فإن نائب وزيرة الخارجية الأمريكية، ديفيد وولش، كان من المفترض أن يشارك كمراقب في اللقاء القادم في الحوار السوري الإسرائيلي في تركيا، إلا أن واشنطن قررت أنها "ليست على استعداد أن تكون ذيلا للفرنسيين، ولذلك ألغت مشاركة وولش".

وأضاف المصدر أن مشاركة وولش كان يفترض أن تفتتح المفاوضات المباشرة بين الممثلين الإسرائيليين والسوريين، إلا أنه من غير الواضح الآن متى سيتم إجراء مفاوضات مباشرة.

ويقولر برئيل إن فرنسا قد أوضحت أن الرئيس السوري هو الذي دعا فرنسا لأخذ دور في الرعاية الدولية التي تطالب بها سورية، من أجل البدء بمفاوضات مباشرة، ولذلك فإن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تحتج على مثل هذه الدعوة إذا كانت مترددة في المشاركة.

وأضاف الكاتب أن القمة الرباعية التي ستعقد في دمشق اليوم، بمشاركة الرئيس السوري، ورئيس فرنسا ساركوزي، ورئيس الحكومة التركية أردوغان، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، هي إنجاز عظيم للرئيس السوري بشار الأسد، لأن الحديث لا يتصل فقط بقادة فرنسا وقطر، وإنما بالرئيس المناوب للاتحاد الأوروبي، والرئيس المناوب مجلس التعاون الخليجي، ما يعني أن الزعيمين يمثلان جماهير واسعة أكبر بكثير من دولهم.

وأضاف أن الرئيس السوري يستطيع بذلك أن يظهر مكانة سورية في العالم العربي، خاصة بعد القمة العربية التي عقدت في دمشق والتي لم يشارك فيها الرئيس المصري والملك السعودي.

وبحسبه فمن الممكن أن يكون غياب الولايات المتحدة عن المحادثات غير المباشرة، وربما من أجل رفع مكانة فرنسا التي اقتحمت العزلة الأمريكية المفروضة على دمشق، من شأنه أن يجعل دمشق تكتفي برعاية فرنسية – قطرية – تركية للحوار المباشر مع إسرائيل، إلى حين تجري الانتخابات في الولايات المتحدة، وعندها يتم ضم ممثل أمريكي، وحينئذ لا تستطيع إسرائيل رفض إجراء لقاءات مباشرة في حال قررت واشنطن المشاركة.

ويضيف الكاتب أنه علاوة على الإنجاز السياسي للرئيس السوري، فإن مشاركة ساركوزي في القمة تجعل القرار 1559 في موضع السخرية، خاصة وأن فرنسا هي التي بادرت، سوية مع الولايات المتحدة، إلى القرار، والذي صودق عليه في مجلس الأمن قبل 4 سنوات بالضبط، في الثاني من أيلول/ سبتمبر. ويضيف أن القرار 1701 يستند إلى القرار المذكور، وبحسبه فإنه مع المصالحة الفرنسية السورية، فن يكون هناك من يضغط لتطبيقه.

التعليقات