"الحق مع ليفني"..

[[..ليس واضحاً لماذا أثارت أقوال تسيبي ليفني عن عرب إسرائيل عاصفة صغيرة.. ليفني قالت لـ"صوت إسرائيل": الديمقراطية معناها حقوق متساوية لكل مواطن. لكن مطالب قومية، تعبير قومي، هذا في مكان آخر". هي لم تتحدث عن ترانسفير إنما عن التعبير القومي.

حقيقة وجود توترات بين الغالبية والأقلية ليست حصرية على إسرائيل. فرنسا، التي تُعتبر "دولة كل مواطنيها" مزاجها القومي تواصل مواجهة المشكلة. فقط قبل أسبوعين صرخ الفرنسيون من اصول تونسية صرخات تحقير للنشيد الوطني الفرنسي. ساركوزي استشاط غضباً. إيضاً هناك يوجد من لا يريد الاندماج ومن لا يريدج الدمج.

عشرات الملايين في العالم مروا التجربة غير الظريفة بنقل سكان بالقوة. الألمان واليونانيون والأتراك والصرب والفلسطينيون واليهود. في ذلك لا خصوصية للحالة الفلسطينية. الخصوصية هي في أنهم وفقط هم حولوا المسألة إلى "نكبة". رغم تبادل السكان، ما زالت أقليات إثنية، دينية وقومية في الدول ذاتها. لهذه الأقليات توجد حقوق وحسن أنها موجودة. أحياناً حقوق جماعية، كما في إسرائيل. لكن لا يحق للأقلية الطعن في الأسطورة القومية للغالبية.

وهذا بالضبط ما يفعله بعض المتحدثين باسم عرب إسرائيل. "إسرائيل هي نتاج عمل كولونيالي بادرت إليه النخب اليهودية الصهيونية في اوروبا والغرب"، كتب في إحدى "وثائق الرؤية" التي نشرتها لجنة المتابعة لعرب إسرائيل عام 2006.

هذا ليس مطلب مساواة. هذه لغة عنيفة ومستفزة. هي أيضاً تسكن تحت مظلة صناعة الكذب. هذه لغة تجعل من الأجزاء الأكثر جدية في "وثائق الرؤية" ليست ذات قيمة. لأنه إذا كان الغرض المساس بالغالبية فرجاءً كفى هراء بشأن حقوق الأقلية.

يجب القول بشكل لا يقبل التأويل: الهوية القومية تابعة للغالبية. هكذا في الغالبية المطلقة من دول العالم. النموذج المتعدد القوميات الذي يتمناه قسم من عرب إسرائيل هو وَصفة للصدام لا للمواجهة. للأقلية القبطية في مصر لا توجد حقوق قومية وأيضاً لا تحصل دائما على حقوق أخرى. الأقلية الكردية في سورية، التي يحب الكثيرون من قياديي عرب إسرائيل "التقدميين" عشقها، تحظى أساساً بالقمع. كثيرون لا يعلمون حتى بوجودها.

في دول القومية في اوروبا، التي نريد أن نتشبّه بها، لا توجد للأقليات حقوق قومية. التعبير القومي للأقلية الهنغارية التي تعيش في سلوفاكيا موجود في هنغاريا وليس في سلوفاكيا. اوروبا المتنورة تدرس هذه النماذج، نماذج غالبية قومية مقابل حقوق الأقليات.

حصل ذلك عندما اشتكت رومانيا العلاقة بين هنغاريا والأقلية الهنغارية في رومانيا. المجلس الاوروبي نقل هذا النزاع للجنة من رجال القانون المسماة "ديمقراطية بواسطة القانون"، المعروفة أيضاً باسم لجنة فينيسا، التي حددت قواعد للعلاقات الغالبية مع الأقلية.

وعلى سبيل المثال قررت اللجنة لشؤون المواطنة والهجرة انه للغالبية القومية حق أن تعطي الأولوية لأبناء مجموعتها. وهذا يعني، أن قانون العودة الذي يراه العرب "تمييزاً"، يحصل عملياً على اعتراف قضائي دولي.

لليهود أو للايرلنديين ثمة تضامن مع إسرائيل أو مع ايرلندا، لكن طالما اختاروا الحياة في الولايات المتحدة أو في فرنسا أو في السويد فإنهم ملزمون الولاء للدولة التي يعيشون فيها.. الغالبية المطلقة من عرب إسرائيل تحافظ على إخلاصها لإسرائيل في موازاة تضامنها، الحاد أحياناً، مع الطرف الثاني. هذه هي البشرى الجيدة. أما ميول قسم من متحدثيهم للمساس بالمزاج القومي للغالبية فهي البشرى الأقل مفرحة. ليس على هذا المنوال تتحقق المساواة، هكذا يتم إبعادها]]..

التعليقات