"القصف لن يوقف المشروع الإيراني"..

-

كتب أليكس فيشمان في صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن إطلاق إيران للقمر الاصطناعي يعتبر أكبر بكثير من عملية إطلاق قمر تجسس. وأنه في كل مرة تكشف إيران شيئا صغيرا آخر من سباق التسلح فإن إسرائيل تكتشف مدى تعاظم البنى التحتية لدى الإيرانيين، كما يؤكد في الوقت نفسه أن الحديث هو عن مشروع تكنولوجي ضخم، لا يمكن وقفه من خلال قصف هذه المنشأة أو تلك.

وكتب أن هذا المشروع الضخم لا يمكن وقفه عن طريق قصف منشأة واحدة. ويشير في هذا السياق إلى أن قصف المفاعل النووي الذي حصلت عليه العراق من فرنسا، في مطلع الثمانينيات، كان كافيا لتدمير المشروع النووي العراقي. إلا أنه في حالة إيران فإن الحديث عن شيء فظيع جدا يبنى أمام أنظار العالم، وأن الإقناع الدولي فقط يمكن أن يؤدي إلى "إنجاز شيء ما".

وتابع أنه ليس القمر الاصطناعي الإيراني الجديد هو ما يقلق الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وإنما كون هذا "الاستعراض الفضائي" يكشف عن قطعة أخرى من الصورة الضخمة التي يشكلها ما يسمى بـ"التهديد الاستراتيجي" الذي يتم بناؤه.

وبحسبه فإنه في كل مرة يتم الكشف عما يحصل في إيران، يتبين أن الحديث هو قاعدة تحتية ضخمة لها أذرع كثيرة، تبدأ بناجم اليورانيوم وتنتهي برأس نووي متفجر. واعتبر أن من يعتقد أنه يمكن تدمير هذا المشروع من خلال قصف جوي أو ما أشبه يعيش في الأوهام، حيث أن مثل هذا المشروع لا يمكن لأحد وقفه سوى النظام الإيراني.

وكتب أنه يعمل بين المناجم وبين المختبرات النووية عشرات الآلاف من العلماء والمهندسين ومعاهد الدراسات والمصانع ذات الصلة بإنتاج الصواريخ البالستية. والآن يكشف الإيرانيون عن طموحات فضائية. وفي هذا السياق يشير إلى التصريحات الإيرانية الأخيرة، والتي تشير بحسبه إلى أنه يوجد بحوزتها إيران صواريخ بالستية، كما أنها تعمل على تطوير أجهزة تخصيب اليورانيوم عن طريق أجهزة الطرد المركزي أو الليزر، ومن الممكن أنهم يحققون تقدما في مسار البلوتونيوم، بينما تعمل برامج الرؤوس النووية، والآن يدخلون إلى عصر الأقمار الاصطناعية بتغطية إعلامية واسعة.

ويضيف أن القمر الاصطناعي الذي أطلق هو بداية الطريق. وطالما لا يوجد لدى إيران القدرة على وضع قمر اصطناعي يزن 300-400 كيلوغرام، فهي ليست ضمن أعضاء هذا "النادي". وذلك لأن التحدي التكنولوجي ليس في نظام تحريك قادر على رفع مثل هذا الوزن إلى ارتفاع يصل إلى مئات الكيلومترات، وإنما في القدرة على إدخاله إلى مدار دقيق. ولا يزال من غير الواضح إذا كانوا قد نجحوا في ذلك أم لا.

ويتابع أن إيران ليست بحاجة للتلميح إلى وجود صواريخ بالستية لديها، لكونها قد عرضتها، حيث أطلقت صواريخ يصل مداها إلى 1300 -1500 كيلومتر، ويعلنون أنهم ينوون إطلاق صواريخ يصل مداها إلى 2500-3000 كيلومتر. ومن يستطيع ذلك، فهو بالتأكيد قادر على إطلاق أجسام إلى الفضاء.

ويدعي أن "إيران لا تنفك تواصل بناء التهديد الإستراتيجي في كل لحظة. وإذا كانت الضغوط الدولية قد أدت إلى توقف مؤقت في هذا المجال، مثل تطوير رأس نووي متفجر، فهم يبذلون أقصى جهودهم في آفاق أخرى، مثل الأقمار الاصطناعية، وهي آفاق مشروعة، أو تخصيب اليورانيوم، وهي آفاق أقل مشروعية"..

ويخلص إلى القول بأن هذا المشروع الإيراني الضخم لا يمكن وقفه من خلال قصف هذه المنشأة أو تلك، وأنه ربما يؤدي الضغط الدولي الشديد إلى جعل إيران تغير مسارها..

التعليقات