"تقرير نعم ولا" و"هزمنا أنفسنا"..

-

كتب بلوتسكر في صحيفة "يديعوت أحرونوت" تحت عنوان "تقرير نعم ولا" أن لجنة فينوغراد لديها انتقادات حول أداء أولمرت خلال الحرب على لبنان، ولكنها تنفي هذه الانتقادات بشكل تام. وأنها، أي اللجنة، مع رئيس الحكومة إولمرت، ولكنها في الواقع ضده، أو بالعكس.

وتابع أن اللجنة تفتقد عنصر المتابعة ليس فقط حيال أولمرت، حيث أن البلبلة والضبابية وكثافة استخدام المصطلحات الجوفاء مثل "فشل جهازي" و"مواضيع معمقة" و"مسؤولية شاملة". فاللجنة تشرعن العملية البرية في لبنان، وبشكل مواز تجزم بأنه لم يكن إي احتمال لنجاح هذه العملية منذ البداية.

وبحسب بلوتسكر فإن من يقرأ التقرير يطرح عددا من التساؤلات حول إذا ما كان يجب إعطاء أولمرت جائزة أو تغريمه، والجواب هو بنعم ولا.

ويضيف أن للجنة تكرس حيزا واسعا في توجيه انتقادات لعملية اتخاذ القرار خلال الحرب. وبحسبه فإن الحكومات التي تقرر دخول الحرب لا تقوم بذلك بموجب النماذج التي تم تدريسها في الجامعات قبل عشرات السنوات.

وينهي مقالته بالقول إن اللجنة ترددت في الحسم، وربما أرادت أن يقوم إيهود باراك بذلك بدلا منها. فالتقرير يناقض نفسه، وهو يطهر رئيس الحكومة ويلطخه، ويلطخ الجيش ويسجد له..

وفي المقابل، كتب أليكس فيشمان في الصحيفة أن التقرير المذكور يعتبر التقرير الأقسى ضمن التقارير التي كتبت عن الجيش الإسرائيلي، أو بشكل أدق عن القوات البرية في الجيش.

ويضيف أن اللجنة قامت بتعرية الجيش وكشفه بكامل ضعفه. وبينما كيل المديح لسلاح الطيران والاستخبارات العسكرية وسلاح البحرية (ما عدا حادثة قصف البارجة الحربية "أحي حانيت") فإن الانتقادات قد وجهت إلى القوات البرية وقيادة هيئة الأركان.

ويضيف إنه كان من الأفضل عدم قيام اللجنة بذكر الأسماء، حيث أن ذلك يتطلب كتابا كاملا لقائمة أسماء المسؤولين عن تدهور وضع الجيش في السنوات التي سبقت الحرب، سواء في وسط المستوى العسكري أم السياسي.

وأشار إلى أن هيئة أركان الجيش وجدت صعوبة في القيادة بشكل معقول أو إصدار أوامر معقولة، ولم يكن لديها أية رؤية استراتيجية، ولم يكن التنسيق كافيا بينها وبين قيادة الشمال العسكرية.

ويختتم بالقول إن هذه الصورة تتكرر في كافة المستويات، وطالما أن إدارة الحرب كانت بمثل هذا السوء، فإنه لا غرابة في كون النتائج سيئة، أو بحسب التقرير "فشل الجيش في تحقيق الإنجاز العسكري المطلوب والممكن". وعليه فلم يخطئ كافة الضباط الذين قرروا إنهاء خدمتهم العسكرية في أعقاب الحرب.

كما يخلص إلى أنه لم يكن بمحض الصدفة ميل أعضاء اللجنة إلى استخدام كلمة "فوجئنا"، وذلك نظرا إلى الفارق العميق، الذي وصفه بـ"المفاجئ"، بين ما كان يجب أن تكون عليه القوات البرية وبين ما تبين في صيف العام 2006. وعليه فهو يدعي أن حزب الله لم ينتصر في الحرب، وإنما "هزمنا أنفسنا" على حد تعبيره.

التعليقات