غدعون سامط: عندما يلتقي اليأس باليأس

غدعون سامط: عندما يلتقي اليأس باليأس
في مقالته في صحيفة هآرتس اليوم (الأربعاء) يقول المعلق غدعون سامط ان حالة اليأس هي الطاغية على أطراف الصراع واخذة بالتزايد. ففي الطرف الفلسطيني مصدر اليأس كما يكتب سامط : "الذين بدأوا بتنفيذ ما طلبته واشنطن والقدس لكنهم لم يحصولوا على أي مقابل من إسرائيل". أما عن الحالية الإسرائيلية فيقول: "عندنا، الارهاب الفتاك يعمل لصالح سياسة عديمة المسؤولية، ويمنحها الحجة لتبرير رفضها ويدخل الإسرائيليين في حالة من اليأس". أما الولايات المتحدة التي لم تظهر أي حماس للتعامل مع التسوية فانها "تتعامل معها كمن يسكنه الشيطان". وعن هذه الحالة واسقاطاتها يقول: "تدريجيا ومن خلال عملية غسيل الدماغ المتواصلة تبدأ الأغلبية الإسرائيلية والفلسطينية بالاعتياد على فرضية انه لا يمكن عمل أي شيء"، ولكنه يضيف ان هذه الافتراضية "غير صحيحة".

أما الافتراض القائم لدي الإسرائيليين باستحالة عمل أي شيء وانه لا يوجد من يستطيع احداث التغيير "فهي ليست من اختراع الحكومة الحالية. فالانطلاقة الأساسية لهذا الادعاء القومي مردها الى ايهود براك. حيث عاد من المفاوضات مع الفلسطينيين وأرسى بداية أجواء اليأس مع ادعاءاته الجارفة والمليئة بالاشكاليات من ناحية مسوغاتها، بقوله ان الطرف الفلسطيني لن يريد ان يأخد حتى عندما نقدم له كل شيء تقريبا". وفي هذا السياق يكتب سامط ان وقف المفاوضات والعمليات العسكرية الإسرائيلية "الساحقة" لم تحرز أي شيء، واقتحام غزة مرة تلو المرة لم يمنع هذا التهديد الوقح على البلدات الإسرائيلية بصواريخ القسام.

ويكتب سامط انه كان بالامكان الخروج من حالة اليأس لو وافق رئيس الحكومة شارون الانضمام الى جهود احياء المبادرة السلمية السياسية، ثم يتسائل "لماذا لم يعلن، بدون حذلقات، انه يوافق على خارطة الطريق؟". ويضيف سامط انه لو حقا كان شارون يرغب بالتوصل لتسوية سملية لقام بتنفيذ تسهيلات جدية للفلسطينيين مثل ازالة عشرات المناطر الاستيطانية ولما حاول الاختباء خلف الادعاء الزائف بان حكومته كانت ستسقط لو قام بخطوة كهذه حيث ان أي من الائتلاف الحكومي ما كان ليستقيل منها كما ان لدى شارون أغلبية اتوماتيكية في حالة كهذه.

ثم يواصل سامط ليقول ان المسألة "بيد شاروم" ولا يفيده ان يلقي بالمسؤولية على عتبة السلطة الفلسطينية، وان شارون قادر على اخراج المنطقة من هذا الجمود فهو يملك القوة السياسة لذلك ولكن شارون "كما يبدو لا يرغب بذلك" كما يكتب سامط خاتما مقاله.

التعليقات