"فرصة إسرائيل"..

-

كتبت هيئة تحرير "هآرتس" مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب، باراك أوباما، لن يكون لديه الوقت الكافي للانشغال بقضية الصراع العربي الإسرائيلي، خاصة في ظل كون الأزمة الاقتصادية على المستوى الداخلي، والعراق وأفغانستان على المستوى الخارجي، على رأس سلم أولوياته. ومن هنا فإن الصحيفة تؤكد على أهمية إعطاء طابع رسمي لمبادئ اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين، قبل فوات الأوان، وقبل الانتخابات، يقوم على إبقاء الكتل الاستيطانية تحت السيادة الإسرائيلية وتبادل مناطق، والتنازل عن حق عودة اللاجئين.

ويأتي موقف "هآرتس" هذا في ظل الخشية من تبدد الفرصة التي يمكن اعتبارها من الناحية الإسرائيلية لا تعوض من جهة فرض التنازل عن حق العودة وإبقاء المستوطنات في الضفة الغربية تحت السيادة الإسرائيلية علاوة على إجراء تبادل مناطق، وإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح.

تقول الصحيفة إن أوباما سوف يبدأ بعد أيام معدودة بعرض المرشحين للمناصب الوزارية والمستشارين في إدارته. ومن المتوقع أنه سيبدأ بالتأكيد، في الأسابيع القادمة، ببلورة جدول أعمال إدارته، وتدريج سلم الأولويات وصياغة خطابه لدى أداء اليمين.

وبحسب الصحيفة فإن هذه الفترة مهمة جدا ولها أبعادها من جهة التنافس على جذب اهتمام أوباما. مع الإشارة إلى أن التركزي سييكون على إنقاذ الاقتصاد الأمريكي من الضربات التي تلقاها في الشهور الأخيرة، أما المتبقي من الوقت والاهتمام للشؤون الخارجية فسوف يكرس أولا للتدخل العسكري الأمريكي في العراق وأفغانستان. أما الصراع العربي – الإسرائيلي الذي دام أكثر من 60 عاما، فبإمكانه أن ينتظر إلى حين يتفرغ له الرئيس الجديد.

وتعتبر "هآرتس" أن هذا التوجه المحتمل لأوباما يعني تفويت فرصة نادرة. وتشير إلى أن "العملية السياسية" في الشرق الأوسط قد تنبهت لها إدارة بوش بتأخير كبير، ولم يتم تحقيق نجاح كبير فيها، إلا أنه يجدر عدم دفنها قبل موعدها، ثم محاولة إحيائها مرة أخرى بعد ذلك، مثلما فعل بوش مع جهود كلينتون. وتقول الصحيفة في هذا السياق إن المرشحة لتولي منصب وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون تذكر ذلك جيدا.

وتتابع الصحيفة أن الإدارات الجديدة قد اعتادت على العمل ببطء. حيث يتم اختيار المرشحين للوزارات المختلفة ثم تجري عملية المصادقة، ولاحقا تعيين كبار المسؤولين في كل وزارة، ثم تطرح أفكار لمصادقة الرئيس عليها، بعد ذلك يرسل مندوب رئاسي إلى المنطقة، ويجلس مع الطرفين للاطلاع على موقفيهما، ثم يعود إلى الولايات المتحدة لتقديم تقرير وتوصيات. وهكذا تمر الشهور، وكل طرف يتمسك بمواقفه ويثقل على جهود الإدارة الأمريكية للتوسط بين الطرفين، على حد قول الصحيفة.

وتضيف أن هذه الحقائق معروفة جيدة للمنصرفين من الحكومات السابقة، وهم يقدمون النصائح الآن لأوباما لكي يستفيد من إخفاقاتهم، من أجل قلب الترتيب وتحديد حقائق على الأرض، والإعلان عن مبادئ خطته لتسوية إسرائيلية عربية، وعندها فقد يتم استيضاح مواقف الطرفين، بحيث يدرك كل طرف ثمن رفضه ليشارك في إنجاحها.

وتؤكد الصحيفة على أن الفورية والأفضلية والتدخل الشخصي من الرئيس لا تقل أهمية عن جوهر الخطة، والتي طرحت صياغة ممكنة لها في نهاية الأسبوع الماضي، من قبل عدد من الخبراء القدامى في سياسة الخارجية والأمن للإدارات الأمريكية السابقة.

وتخلص الصحيفة إلى القول بأنه لا بأس بـ"سلام يقوم على أمن إسرائيل في حدود 1967 مع تعديلات متفق عليها وتبادل مناطق بحيث تبقى الكتل الاستيطانية تحت السيادة الإسرائيلية، ودولة فلسطينية منزوعة السلاح عاصمتها القدس الشرقية وحفظ الدعوى لتوطين اللاجئين في داخل إسرائيل". وتشير الصحيفة في هذا السياق إلى أن موسم الانتخابات يسود إسرائيل والفلسطينيين معا، وأنه من الجدير بأن تأخذ هذه الأفكار طابعا رسميا من قبل إدارة أوباما لتكون أمام الناخبين لدى الطرفين، من أجل أن "يدرك الذين يفضلون حماس هناك والذين يفضلون أحزاب اليمين هنا أنهم يختارون المواجهة مع أمريكا أوباما".

التعليقات