"لا يوجد قيمة للاتفاقيات مع الفلسطينيين"..

-

يوظف المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" زئيف شيف كل ما ترتب على نكبة الشعب الفلسطيني وما تلاه من قتل وتهجير واحتلال وحصار وتجويع وتدمير، والتسبب بأزمات حادة عصفت بالشعب الفلسطيني، من أجل المزيد من التحريض الحاقد على الشعب الفلسطيني، وفي الوقت نفسه يطالب إسرائيل بعدم التوقف عن إنزال الضربات الجوية على القطاع، حتى لو دفع المدنيون ثمن ذلك.

كما يحث على مواصلة عزل الضفة الغربية عن قطاع غزة، ورفض بعض البنود الأمنية في خطة الجنرال الأمريكي كيت دايتون بشأن إزالة بضعة حواجز عسكرية، والتي عرضت مقابل وقف عمليات المقاومة.

وفي المقابل يوجه انتقادات حادة لمصر لكونها لا تقوم بما فيه الكفاية لوقف عمليات تهريب الأسلحة والأموال إلى قطاع غزة، على حد قوله.

ويوظف شيف الحالة المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في القطاع، بسبب الاحتلال والحصار، والتي كان لها دور كبير في تفجر الاقتتال الفلسطيني، لكي يصف الشعب الفلسطيني بأن لديه عادة عدم احترام الاتفاقيات، في إشارة إلى عدم احترام اتفاقيات وقف إطلاق النار في الاقتتال الذي دار مؤخراً.

ويعتبر شيف، قافزاً عن الدور الإسرائيلي الأساسي في ذلك، أن الأمر ليس مقتصراً على غزة، بل رافق التاريخ الفلسطيني في الأردن ولبنان، ليصل إلى نتيجة أن الفلسطينيين إذا كانوا لا يلتزمون بالاتفاقيات الموقعة فيما بينهم، فهم لن يلتزموا بالاتفاقيات مع أطراف خارجية، مثل إسرائيل والأردن ولبنان ومصر، على حد قوله.

ويدعي شيف "من الواضح أن الفلسطينيين لا يرغبون، أو غير قادرين، على الالتزام بالاتفاقيات، فهم يجدون دوماً سبباً وذريعة، حتى لو تضرروا نتيجة لذلك. وهناك من يدعي أن هذا السبب هو لعدم وجود كيان فلسطيني، إلا أن ياسر عرفات كان لديه ذلك، وكان يسيطر على غالبية التنظيمات، إلا أنه لم يتوقف عن خرق الاتفاقيات".

وبرأي شيف لا يوجد أي خيار أمام إسرائيل سوى معاودة المحاولة للتوصل إلى اتفاقيات، إلا أنه عليها أن تصر على المحافظة على هامش أمني واسع جداً. فعليها، على سبيل المثال، أن تبذل جهدها في عزل الضفة الغربية عن غزة، ومنع حركة حماس من السيطرة على الضفة. ولهذا السبب، بحسبه، يجب رفض كافة البنود الأمنية الواردة في اقتراح الجنرال الأمريكي كيت دايتون.

ويتابع أن هناك درساً آخر مما يحدث يرتبط بمصر. فقد طور المصريون جهودهم في العمل ضد "الإرهابيين" في سيناء، إلا أنه ولدى مقارنة النشاط المصري ضد مهربي السلاح مع النشاط الأردني، فإن مصر تحصل على علامة منخفضة، فمصر تغض الطرف عن تهريب مبالغ كبيرة من الأموال وغالبيتها من إيران إلى حماس في القطاع، وهذه حقيقة خطيرة. فمصر تطلب من ناقلي الأموال التصريح عن المبالغ التي ينقلونها فقط. وهذه الأموال غير معدة لمساعدة السكان الفلسطينيين في القطاع، وإنما لبناء جيش حماسي. وفي إسرائيل فإن الإحساس السائد هو أن "مصر تلعب لعبة بوجهين في الحرب على الإرهاب"، على حد قوله.

"في هذه الأُثناء، تتواصل حرب الاستنزاف بين إسرائيل وحماس، ومن المحتمل أن تتوسع وتشمل بلدات إسرائيلية أخرى ستقع في مرمى صواريخ حماس. وتسجل حماس انجازات حتى الآن في ترحيل سكان سديروت، وضد إسرائيل بشكل عام. أما الضربات التي تنزلها إسرائيل ضد حماس فهي ليست واسعة النطاق، إلا أنه من المهم ألا تتوقف. ومن الممكن أيضاً أن يدخل الجيش، بشكل مؤقت، إلى عمق مناطق معينة في القطاع. وعلى إسرائيل الرد بإطلاق النار على إطلاق النار حتى لو تضرر المدنيون نتيجة لذلك".

ويسخر زئيف شيف من كون روسيا أول المنتقدين لإسرائيل، بسبب التعرض للمدنيين، كما يشير بنقد حاد أيضاً إلى النرويج، التي يصفها صديقة إسرائيل بالأمس، لكونها أعلنت عن تقديم تبرعات للسلطة الفلسطينية، والتي برأيه ستصل إلى حماس التي تطلق الصواريخ على إسرائيل.

التعليقات