لننتقل إلى الطاولة الدبلوماسية

-

لننتقل إلى الطاولة الدبلوماسية
يبدو أن من الصعب، بعد ثمانية أيام من القتال، ملاحظة خطوط الخارطة للأهداف التي تحققت أو أي تحوّل استراتيجي. ألقضاء على الكبار في حماس، تدمير جزئي للأنفاق، أو تدمير بيوت استعملها قادة حماس لم توقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، كما لم تؤدّ بحماس لأن تعلن عن تغيير في سياستها. لم يطرح بنك الأهداف الكبير أية ثمار لإنجازات حتى الراهن.

لقد دفعت الضرورة لعرض إنجاز بالمستوى السياسي لأن يضيف إلى الضربات الجوية عملية بريّة أيضا، التي لوحظ أنها تجاوزت نقطة اللا – عودة. يرسم مؤيّدو العملية سقوط حماس في أخيلتهم، وهروب قيادتها أو القضاء عليها، وتدمير الأسلحة، فهكذا تعود غزة إلى السلطة الفلسطينية نظيفة من الإرهاب. ويؤمن المؤيدون بأن حلم لبنان سيتحقق في غزة: من المفضل وقف هذا الحلم قبل أن يتحول إلى كابوس متواصل وحصر العملية البرية في أهداف متواضعة.

يستطيع هواة العملية البرية التشبّث بأقوال الرئيس بوش الذي أيدها وباركها. حيث أبدى بوش تفهما لحاجة إسرائيل في الدفاع، بل إنه وصف الحرب على أنها حرب ضدّ الإرهاب. ويمكنهم أيضا التمسّك بالهجوم الكلامي المصري ضدّ حماس. لكن مشكلة إسرائيل ليست شرعية الحرب، وإنما هي شرعية حماس التي ما فتئت تتعمّق. إنها ليست متعلقة بتجنيد الرأي العام لصالح إسرائيل، وإنما بصورة إسرائيل التي تحدّدت على أنها "الأزعر" في المنطقة، علما أن صفة الأزعر لا تردع في الحقيقة ولم تسعف حتى الآن في منع الحروب.

من ناحية أخرى، هنالك احتمال بتبلور فرصة لإنهاء الحرب دبلوماسيا. إذ أنّ هنالك عددا من المقترحات، منها المقترح المصري والتركي ومقترح الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة. وإلى جانب هذه هناك ما زال المقترح الفرنسي قائما من أجل هدنة إنسانية لتمكين تزويد مشافي غزة بما يلزمها وكذلك مخازن الغذاء والوقود. لن يقلّل أي من هذه المقترحات من قدرة إسرائيل العسكرية أو السياسية إن هي قرّرت دراسة هذه المقترحات. بل ربما كان من شأن هذا أن يمنحها الإنجاز الأهم الذي تصبو إليه: تغيير الوضع الأمني على حدود غزة. إنه الوقت للتحول إلى الطاولة الدبلوماسية. يجب ألا تتعمّق العملية البرية بعد أسبوع من النشاط الجوي، أو أن تستمرّ فتعقّد الفرصة السريعة لإنهاء العملية.

التعليقات