هل إسرائيل شريكة..

-

هل إسرائيل شريكة..
يقول عوزي بنزمان في مقالة في صحيفة هآرتس:" كان الملك حسين عدوا لإسرائيل، وفي حرب الغفران امتنع عن المشاركة في الحرب وهناك من يقول أنه حذر إسرائيل منها، وبعد 21 عاما وقعت الأردن معاهدة سلام مع إسرائيل: عدو ال67 والحليف السري في الـ73 أصبح الصديق المعلن".

ويعتبر بنزيمان أن حالة "لا يوجد شريك" هي متحولة وليست ثابتة ويمكن لإسرائيل أن تؤثر على تاريخ صلاحيتها. فالسادات لم يعتبر شريكا في الـ73 وحاز على صفة ضيف مرغوب به جدا عام 77.

ويقول"وفي نظرة إلى الوراء يشرح المتحدثون الحكوميون لماذا لا يتشابه السادات وحافظ الأسد وبشار الاسد، وحسين لياسر وعرفات، ولماذا كان يمكن تبديل حالة العداء مع مصر والأردن، في حين يحكم على العلاقة مع الفلسطينيين أن تبقى دامية، وأن تبقى سوريا عدوا إلى الأبد؛ ولكن هذه التفسيرات تتجاهل الطرف الإسرائيلي في المعادلة: إن الرغبة في التمسك بالضفة الغريبة وهضبة الجولان تشكل تأثيرا حاسما على تطور الأزمة".

ويقول :" الدولة التي تريد التوصل إلى سلام مع أعدائها، ينبغي عليها قبل كل شيء أن تغير فكرتها عنهم وترى فيهم شركاء للتسوية. ولكن إذا اعتبر عدو اليوم شيطانا لا يمكن نزع كراهيته، يلغى مسبقا الاحتمال في التوصل إلى تفاهم معه. وإذا اعتبر النظام السوري والسلطة الفلسطينية مسبقا كأعداء إلى الأبد، تضيع كل مبادرة تهدف إلى بدء حوار معهم، إضافة إلى ذلك فإن احتمال أن تتولد مبادرة كتلك لدى أصحاب القرار في القدس ضئيلة، لأنهم يغلقون على أنفسهم منها بسبب سياسة تثبيت الواقع التي يتعاملون بها نحو القادة في دمشق ورام الله".

ويضيف:"إسرائيل فوتت في الماضي وتفوت الآن فرصة لترتيب علاقتها مع الفلسطينيين والسوريين، ولا يعود ذلك إلى حواجز نفسية بل بسبب اعتبارات سياسية داخلية: أبو مازن وبشار الأسد معرفان كـ "لا شركاء" ليس لأن لدى أولمرت وبيرتس مشكلة حسية لرؤيتهما أطراف حوار، بل لأنه لا يوجد لديهما القوة السياسية للقيام بذلك. فالردع الحقيقي للقادة الإسرائيليين- وبينهم إيهود باراك وبنيامين نتنياهو وأرئيل شارون – كانت من قبل الجهاز السياسي الداخلي ؛ فقد خشوا من مستوطني الجولان والضفة الغربية أكثر من مخططات عرفات وحافظ الأسد وابنه. ويعاني أولمرت وبيرتس من نفس الضعف.

ويقول:"لا يمكن أن نعرف هل الاستعداد الإسرائيلي للانسحاب من الضفة الغربية وهضبة الجولان سيقابل باتفاقية سلام صادقة وطويلة الأمد، ولكن يمكن أن نقول أن على إسرائيل مسؤولية كبيرة في أن هذه الإمكانية لم تبحث ولم تجرب. فحكومات إسرائيل المتعاقبة منذ عام 67 فضلوا الهدوء في الجبهة الداخلية عن إمكانية اندلاع النار في الجبهات الخارجية. تعريف العدو الفلسطيني والسوري كأنهم ليسو أطراف حوار هي نتيجة لنفس سلم الأولويات".

وينهي بالقول:"السؤال الصحيح هو ليس هل يوجد "شريك" لإسرائيل بل هل إسرائيل "شريكا"

التعليقات