"الكشف عن أجهزة التجسس يسبب ضررا استخباريا خطيرا"..

أن مرتفعات صنين والباروك التي زرعت على قممها أجهزة التجسس هي الأعلى في لبنان، وتطل على مساحات واسعة من الأراضي اللبنانية، بما في ذلك بيروت والبقاع وشارع بيروت – دمشق.

في سياق حديثه عن "الضرر الإستخباري في توقيت حساس" كتب رون بن يشاي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" اعتبر عملية الكشف عن أجهزة التجسس بأنها تسبب ضررا استخباريا خطيرا، وخاصة بما يتصل بالقدرة على جمع المعلومات وضرب الأهداف.
 
وأشار إلى أن مرتفعات صنين والباروك التي زرعت على قممها أجهزة التجسس هي الأعلى في لبنان، وتطل على مساحات واسعة من الأراضي اللبنانية، بما في ذلك بيروت والبقاع وشارع بيروت – دمشق.
 
كما أشار في هذا السياق إلى أن جيش الاستعمار الفرنسي كان قد نصب موقعا للرصد على جبل صنين في مطلع القرن الماضي، واستغلته إسرائيل لاحقا لعمليات استخبارية في فترات مختلفة. كما أن جبل الباروك قد استخدم من قبل إسرائيل في الحرب الأولى على لبنان في العام 1982، حيث كان هناك مركز للمخابرات ورادار وفر المجال للرصد ومراقبة حركة الطائرات حتى عمق الأراضي السورية.
 
وبحسبه فإن أجهزة التجسس كانت مموهة بشكل جيد، وأن أحدها على ما يبدو هو ألكتروني لجمع المعلومات، في حين أن الثاني كان يعمل على تحديد أهداف في جنوب ومركز البقاع وفي مناطق جنوب شرق بيروت، بواسطة كاميرات بعيدة المدى. وأشار إلى وجود جهاز ليزر كان معدا لقياس المسافات، وربما لتحديد أهداف لـ"وسائل قتالية" تعتمد على أشعة ليزر، ويمكن إسقاطها من طائرات مثلا. وبحسبه فإن أجهزة التجسس كانت موصولة بمنظومات إرسال واستقبال بعيدة المدى، بحيث يمكن التحكم في أجهزة التجسس عن بعد والحصول على معلومات منها.
 
واعتبر بن يشاي أنه إذا كانت إسرائيل هي التي قامت بزرع هذه الأجهزة فإن ذلك يشير إلى إنجاز استخباري عسكري من الدرجة الأولى، حيث أن موقع هذه الأجهزة أتاح لها التحكم في رصد المنطقة وجمع المعلومات الألكترونية، ليس فقط عن المجال الجوي اللبناني وشرق سورية، وإنما عن مقرات قيادة حزب الله والجيش اللبناني في منطقة بيروت. وادعى أنه يوجد لحزب الله في هذه المنطقة منشآت تضم وسائل قتالية مهمة.
 
وأضاف أن أجهزة التجسس تطل على المنطقة التي تمر فيها نقليات السلاح الثقيل من سورية إلى حزب الله. وقال إنه من الناحية النظرية فإن هذه الأجهزة أتاحت لإسرائيل مراقبة تعزز قوة حزب الله في الأيام العادية، وتنجيع وتيرة تدمير النظام الصاروخي لحزب الله في وقت الحرب. وأكد أنه بدون أدنى شك فإن الكشف عن هذه الأجهزة هو ضرر خطير يمس بالقدرة على جمع المعلومات وضرب الأهداف.
 
وكتب أيضا أنه بالمقارنة مع وسائل وطرق جمع المعلومات الاستخبارية عن طريق الجو، فإن هذه الأجهزة توفر مبالغ طائلة، وتضمن تواصل عملية المتابعة، وتقليص المخاطر التي قد يتعرض لها الطيارون والعملاء على الأرض والطائرات. ولفت أيضا إلى أن هذه المنشآت يوجد لها محدودية أيضا، ما يعني أنه من الجائز الافتراض بأنها كانت جزءا من منظومة أكبر ومتنوعة تعمل على جمع المعلومات الاستخبارية، وبالتالي من المفترض أن تتم ملاءمتها مجددا للتغطية على الأجهزة التي تم كشفها.
 
كما لفت الكاتب إلى أنه بالتزامن مع إعلان الجيش عن الكشف عن أجهزة التجسس وقع انفجار شديد في بحر صيدا. وأشار إلى أن وسائل الإعلام اللبنانية تحدثت عن ألسنة نيران في عرض البحر، وعن حركة غير عادية لطائرات ومروحيات وسفن إسرائيل قبالة شواطئ لبنان.

التعليقات