المواقف الاسرائيلية: يوجد شريك فلسطيني.. ولماذا المطالبة بوقف الاستيطان.. وأثر تونس بعيد عن الضفة

مستشار أولمرت: الوثائق تكشف كيف تصور الطرف الفلسطيني المفاوضات * بن العيزر: التنازلات ليست جديدة * "هآرتس": المحاضر التي انكشفت أمس في قناة الجزيرة، أهم من الوثائق التي انكشفت مؤخرا في موقع "ويكيليكس" للتسريبات

المواقف الاسرائيلية: يوجد شريك فلسطيني.. ولماذا المطالبة بوقف الاستيطان.. وأثر تونس بعيد عن الضفة

"يسرائيل هايوم": "أبو مازن تنازل عن معظم القدس الشرقية"

مستشار أولمرت: الوثائق تكشف كيف تصور الطرف الفلسطيني المفاوضات * بن العيزر: التنازلات ليست جديدة * "هآرتس": المحاضر التي انكشفت أمس في قناة الجزيرة، أهم من الوثائق التي انكشفت مؤخرا في موقع ويكيليكس للتسريبات


تصدرت وثائق المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية السرية  التي كشفتها قناة الجزيرة عناوين الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، وتناول كبار معلقيها الأبعاد السياسية لهذه الوثائق السرية التي تكشف حقيقة موقف المفاوض الفلسطيني.

 وكتب المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس"، عكيفا الدار، مقالاً تحليلياً على صدر الصفحة الأولى تحت عنوان "بدء معركة الخلافة"، قال فيه: "في الوقت الذي ستُستقبل فيه في إسرائيل وفي الأسرة الدولية الوثائق كدليل قاطع على المواقف المعتدلة للقيادة الفلسطينية برئاسة عباس، فإنه في قيادة حماس، وكذا في أوساط خصومهم في قيادة فتح، سيكون هذا دليلا آخر على ما يُسمونه الانهزامية العقيمة للسلطة الفلسطينية. يسير عباس كل الوقت على الحبل الدقيق بين الرغبة في كسب عطف الرأي العام اإاسرائيلي والعالمي، وبين الحاجة لحماية ظهره من سكاكين الخصوم الداخليين. الشائعات عن نيته الاعتزال في السنة القريبة القادمة أعطت الإشارة لصراع الخلافة. منذ وقت غير بعيد أعلن عباس الحرب على محمد دحلان بدعوى أنه مل الانتظار بهذا القدر بحيث أنه خطط لانقلاب أبيض. دحلان ليس الوحيد بين متفرغي فتح ممن سجل واحتفظ بالبث الخاص للجزيرة. على أي حال ليست هذه صدفة أن تحظى الشبكة العربية الشعبية بالغنيمة الصحفية السمينة". 

وأضاف الدار: "المحاضر التي انكشفت أمس في قناة "الجزيرة"، أهم من الوثائق التي انكشفت مؤخرا في موقع "ويكيليكس" للتسريبات. توثيق المحادثات التي جرت في العام 2008 بين رؤساء الفريق الفلسطيني المفاوض ووزيرة الخارجية في حينه، تسيبي لفني، وبينهم وبين الموظفين الأمريكيين، ليست فقط فصلا في التاريخ. اقتراحات الحل الوسط التي عرضها الفلسطينيون للحدود الدائمة في الضفة وفي شرقي القدس، سارية المفعول في هذه الأيام أيضا. الخريطة الفلسطينية التي عُرضت على إيهود أولمرت وممثلي إدارة بوش وضعت قبل بضعة أشهر أمام مبعوث الرئيس أوباما، السناتور جورج ميتشيل، وبعد ذلك رُفعت إلى المحامي مولخو، ممثل رئيس الوزراء. مولخو رفض استلام الوثيقة".

 وتابع: "الوثائق المسربة تسحب البساط من تحت الادعاء بأنه ’’لا شريك’’، الذي طرحه زعيم ’’الاستقلال’’ إيهود باراك، ورئيسه، بنيامين نتنياهو. وهي تُذكر بأنه من أجل دولة مستقلة يبدي الفلسطينيون استعدادهم لقطع شوط طويل: التنازل عن كتلة الأحياء اليهودية في القدس ومحيطها، غوش عصيون والمستوطنات الملاصقة للخط الأخضر. وكل هذا مقابل أراض من الجانب الغربي لهذا الخط، بما في ذلك أراض في منطقة الجلبوع وسفوح جبل الخليل". 

وأكد إلدار: "حسب خريطة انكشفت للعيان للحظة واحدة قبل أسبوعين، فإن الخلافات اإاقليمية كانت ولا تزال اريئيل، غوش الكنا، غوش معاليه أدوميم وحي هار حوما في القدس الشرقية (الذي أُقيم بعد اتفاق أوسلو). وثائق "الجزيرة" تؤكد أن القيادة الفلسطينية كانت مستعدة لأن تتنازل عن سيادة حصرية في البلدة القديمة وتستبدلها بنظام خاص".

 وبخصوص توقيت نشر الوثائق السرية، كتب إلدار: "توقيت نشر الوثائق المسربة يثير الاشتباه بأن خطة الدولة الفلسطينية في حدود مؤقتة، لوزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، جاءت لتكون ضربة وقائية للصيغة الفلسطينية. ولكن التمعن في مضمون الوثائق يفيد بالفارق بين التوقعات الفلسطينية والفتات الذي يرغب ليبرمان في إلقائه لهم. فبعد قراءة الوثائق، فإن دعوة جملة كلمات ليبرمان بأنها "خطة سياسية"، مثلها كمثل دعوة لجنة التحقيق البرلمانية للتحقيق مع منظمات اليسار مبادرة لتشديد الشفافية للجمعيات في إسرائيل".

 وأضاف: "إن الخريطة التي "يقترحها" ليبرمان على الفلسطينيين كتسوية انتقالية بعيدة المدى (45 – 50 في المائة من الضفة مع تبادل للأراضي) تشطب دفعة واحدة الخريطة التي اقترحها عليهم إهيود باراك والرئيس كلينتون (94 – 96 في المائة) قبل أكثر من عشر سنوات. وهي تتجاهل الخريطة التي عرضها إيهود أولمرت على عباس (93.5 في المائة زائد ممر من غزة الى الضفة). أمس نشرت في "نيويورك تايمز" خريطة رسمها ديفيد ماكوفسكي من المعهد الواشنطني للسياسات في الشرق الأوسط، والتي تتضمن أراضي في الخط الأخضر ستنقلها إسرائيل إلى الفلسطينيين مقابل الكتل الاستيطانية. غرفة ماكوفسكي مجاورة لمكتب دنيس روس، الذي يعمل كمستشار كبير لإدارة أوباما في المسيرة السلمية. وثائق "الجزيرة" و"خطة ليبرمان" ستكون أمام ناظر أعضاء الرباعية حين يبحثون بعد أسبوعين في ميونيخ في السبل لإنقاذ المفاوضات من جمودها. ليس صعبا أن نُخمن من منها سيؤثر فيهم أكثر".

 بن العيزر: التنازلات ليست جديدة

 من ناحيته فال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في حديث للإذاعة الإسرائيلية العامة اليوم تعقيباً على الوثائق: "إن هذه الوثائق تدل على أن حكومة أولمرت- الحكومة الإسرائيلية السابقة- لم تفلح في التوصل لاتفاق رغم التنازلات السخية". وأضافً "إن الكل يدرك أن الحل يكمن في التوصل لاتفاق مرحلي للمدى للبعيد".

 من جانبه قال عضو الكنيست من حزب العمل  بنيامين بن اليعزر، إن مسألة تنازلات السلطة الفلسطينية في منطقة شرقي القدس، بما في ذلك المناطق التي بات يقطنها اليهود الآن، ليست جديدة. 

وأضاف "أنا كنت مشاركًا في المفاوضات مع الفلسطينيين منذ عام 1993 وخلال حكومة أولمرت، وكان الفلسطينيون على استعداد لتقديم تنازلات في شرقي القدس، ولكن سقطت حكومة أولمرت قبل أن نتوصل إلى اتفاق". 

وتابع: "لم نتوقع أن تكون حكومة أولمرت قصيرة الأجل، لو أتيحت الفرص أمامنا، لتوصلنا إلى اتفاقات حول القدس واللاجئين الذين حسمنا أمرهم أن يكون مكان عودتهم إلى الدولة الفلسطينية لا إلى إسرائيل".

 مستشار أولمرت: الوثائق صحيحة

 أكد ينكي غلنتي، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود اولمرت، أن الوثائق التي نشرتها قناة الجزيرة واقعية وصحيحة لكنها تشمل معلومات غير دفيقة في بعض الأشياء مثل اعلام السلطة مسبقاً بالحرب على غزة، وقال إنها تكشف كيف تصور الطرف الفلسطيني المفاوضات مبينا أنها تغطى المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ كانون الأول/ ديسمبر 2006 حتى نهاية عهد أولمرت.

 وأضاف "لا يوجد أحد يوثق على نفسه 1600 وثيقة وتكون نيته في النهاية الخداع. إن السلطة كانت مقتنعة بالحل وترغب بالتوصل إليه"، منوهاً إلى أنه منذ ذلك الحين وصلتنا تلميحات ورسائل أبدى فيها أبو مازن ندمه بسبب عدم توقيعه على هذه التفاهمات وبذلك ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".  كما تطرق مستشار أولمرت إلى التفاهمات بين الجانبين في قضية اللاجئين، وقال "إن أولمرت لم يخدع أبو مازن منذ اليوم الأول وقال له إن إسرائيل لن تقبل عودة اللاجئين إليها ولن يعود أي لاجئ إلى أرض إسرائيل"، مشيرا إلى اقتراح باستيعاب ألف لاجئ كل عام على مدار خمسة أعوام بمعدل إجمالي خمسة آلاف لاجئ يتم انتقائهم وفق معايير إنسانية.

تأثير الثورة التونسية بعيد عن الضفة

بدوره كتب المراسل للشؤون الفلسطينية في "هآرتس"، افي يسخاروف، أنه بخلاف الإنطباع الذي كان في الساعات الأولى بعد نشر الوثائق في الجزيرة والغارديان، لا يتوقع أن تحدث هزة أرضية سياسية في السلطة الفلسطينية وحتى صراع قوى داخل حركة فتح". وأضاف: "اختار قادة السلطة الفلسطينية في 12 الساعة الأخيرة التركيز على الجزيرة فقط، ونجحوا في خلق انطباع بأن النشر جزء من حملة إعلامية ضد السلطة الفلسطينية منسقة في توقيتها من  قبل الجزيرة وحلفائها في العالم الإسلامي: إيران وسوريا وحماس وحزب الله. لقد وقعت القناة في الفخ، فقد ظهر نشرها وكأنه حملة منسقة سلفاً، لكن بلا مهنية، وإنما في أسلوب يخلق الإنطباع بأن القناة نشرت تفاصيل أساسية غير دقيقة وغير صحيحة".

 وأوضح: "من هنا تبدو إمكانية أن التسريب الدراماتيكي المزعوم، سينتج أثراً معاكساً – بوميرانغ- وسيعزز رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) الذي يظهر وكأنه ملاحق دون حق. وهناك عدد غير قليل من المحللين الفلسطينيين غير الموالين لفتح أشاروا إلى خلل وعدم دقة في حملة الجزيرة، ويدعون أنه الآن بالذات حيث السلطة قريبة من تحقيق إنجاز دراماتيكي في مجلس الأمن في موضوع البناء في المستوطنات، يبدو أن القناة مع أطراف أجنبية، تعمل لإحباط هذا المسعى".

 وتابع: "استنتاج آخر من الوثائق المسربة هو أن فحواها ليس بجديد. فتقريباً كافة التفاصيل التي نشرت حتى الآن نشرت في السابق. عملياً، لم تجتهد السلطة في إخفاء جزء من الأمور التي تظهرها الوثائق. لكن من المتوقع أن تحرج الوثائق المسربة السلطة الفلسطينية على المستوى الدولي، ففي حين يهاجم المفاوض الفلسطيني إسرائيل بوتيرة عالية بسبب بناء وحدات سكنية في بسغات زيئيف وغيلو، يظهر أن الفلسطينيين وافقوا من فترة طويلة على أن هذه الإحياء ستبقى بحوزة إسرائيل". 

وخلص يسخاروف إلى القول: "رام الله بدت اليوم أكثر هدوءًا من السابق، لم تسجل مظاهرات هائجة أو حتى تظاهرة احتجاجية صغيرة في أعقاب النشر. من توقع إضعاف مكانة أبو مازن، سيكتشف لخيبته أن الرفاهية النسبية في الحياة في الضفة الغربية حتى الآن فاقت ما حاولوا وصفه في الجزيرة كتنازلات كبيرة من قبل السلطة. حالياً، يبدو أن أثر تونس لم يصل الى الضفة".

التعليقات