"إخلاء مقابل التعويض.. إقامة دولة فلسطينية يعني نهاية إسرائيل"

تجربة قطاع غزة قد قضت على فكرة "حل الدولتين"، وأن إسرائيل جعلت من تلك الأرض (قطاع غزة) قاعدة لإطلاق الصواريخ ضد إسرائيل بدلا من بناء دولة. ويخلص إلى أن "إقامة دولة فلسطينية يعني نهاية إسرائيل".

كتبت "هآرتس"، اليوم الخميس، استنادا إلى وثائق "ويكيليكس" أن رئيس ما يسمى بـ"المجلس الاستيطاني ييشاع (الضفة الغربية)" داني ديان قد صرح لدبلوماسيين أمريكيين أن المستوطنين على استعداد لإخلاء المستوطنات مقابل مبالغ مالية "معقولة". كما كشفت "هآرتس" عن تناقضات كثيرة بين أقواله للدبلوماسيين الأمريكيين وبين تصريحاته لوسائل الإعلام الإسرائيلية، إلا أنه كان من اللافت قوله "إن إقامة دولة فلسطينية يعني نهاية إسرائيل".
 
كما نقل عنه خلال حديثه مع مسؤولين في السفارة الأمريكية في إسرائيل قوله إنه "يخجل من عنف المستوطنين الذين يتحملون المسؤولية عن "أعمال مروعة من الناحية الأخلاقية"، على حد تعبيره.
 
وقال أيضا إن "سياسة جباية الثمن" (تنكيل المستوطنين بالفلسطينيين) هي "خطأ، ولا تخدم مصالح المستوطنين".
 
وبحسب "هآرتس" فإن ديان صرح أمام الدبلوماسيين الأمريكيين أنه يؤيد "إزالة الحواجز العسكرية وتحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين وحماية حقوق الإنسان في الضفة الغربية".
 
كما نقل عنه قوله إنه "مرتبط بشكل عميق بالضفة الغربية، وأن للمستوطنين الحق الإخلاقي بالاستيطان فيها".
 
وكان ديان قد شارك في كانون الأول/ ديسمبر 2008 في لقاء ضم قادة المستوطنين مع النقصل الأمريكي في حينه جاك ويلس. وتركزت المباحثات في حينه حول عنف المستوطنين تجاه الفلسطينيين.
 
وبحسب ديان فإن العنف هو نتيجة لخطة فك الارتباط من قطاع غزة. وبحسبه فإن فك الارتباط كان "كارثة" بالنسبة لإسرائيل. وفي المقابل، وفي مقابلة مطولة مع "هآرتس" سيتم نشرها يوم غد، جاء أنه وجه انتقادات لاذعة لقادة المجلس الاستيطاني.
 
وكتبت "هآرتس" أن ديان، مثل قادة إسرائيليين آخرين، يلتقي من حين لآخر مع مسؤولين في السفارة الأمريكية، لكي يقف الأخيرون على المزاج والأجواء في إسرائيل والضفة الغربية. وتقوم السفارة الأمريكية بتلخيص مضمون اللقاءات في تل أبيب وإرسالها إلى وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن، وإلى ممثليات أمريكية في دول أخرى في العالم، والتي تسربت لاحقا إلى "ويكيليكس".
 
وفيما يشير إلى حديثه بلغتين، أشارت الصحيفة إلى أنه لدى لقائه في أيار/ مايو 2009 بممثلي السفارة الأمريكية قال إنه طالما تنشغل وزارة الأمن بإخلاء بؤر استيطانية، مثل "معوز إستر"، فإن المستوطنين ليسوا قلقين. وفي المقابل، وفي حديثه مع وسائل إعلام إسرائيلية صرح في الوقت نفسه إنه في حال لجأت الحكومة إلى القوة في إخلاء البؤرة الاستيطانية فإن النتائج ستكون خطيرة، وإنه من غير المعقول أن تقوم حكومة نتانياهو بالتنكر لالتزامها بمواصلة البناء الاستيطاني، فحكومات الليكود هي التي قامت ببناء البؤر الاستيطانية، والحكومة بنت بيوتا وقامت ببيعها للمستوطنين".
 
كما سبق وأن صرح للدبلوماسيين الأمريكيين بشأن موافقته، صمتا، على إخلاء بؤر استيطانية منعزلة. وفي المقابل، صرح للقناة السابعة في العام 2007 أن إخلاء أي بؤرة استيطانية سوف تجابه بمقاومة عنيفة، وطالب المستوطنين بالتصدي لأي عملية إخلاء.
 
إلى ذلك، يؤكد ديان، في نهاية العام 2008، معارضته لـ"حل الدولتين". ويقول إن تجربة قطاع غزة قد قضت على فكرة "حل الدولتين"، وأن إسرائيل جعلت من تلك الأرض (قطاع غزة) قاعدة لإطلاق الصواريخ ضد إسرائيل بدلا من بناء دولة. ويخلص إلى أن "إقامة دولة فلسطينية يعني نهاية إسرائيل".
 
كما نقل عنه قوله إنه من الواضح أن زيادة "الرشوة" تؤدي إلى موافقة عدد أكبر من المستوطنين على الإخلاء مقابل التعويض. وادعى أيضا أنه في حديثه مع الدبلوماسيين الأمريكيين كان يقصد أن عددا قليلا من المستوطنين سوف يوافقون على ذلك.
 
وختم المقابلة بالقول "إننا عدنا إلى الضفة الغربية لنبقى فيها، لأنها بيتنا.. وكوني قادرا على فهم الفلسطينين لا يعني أنني أؤيدهم".

التعليقات