"شركاء نتانياهو يشتمون رائحة الانتخابات القادمة"

"الوضع اليوم يشبه العام 1999 والمستقبل لا يبشر بخير خاصة وأن العملية السياسية عالقة، ومن ينشطون لنزع شرعية إسرائيل يحتفلون بسلسلة القوانين القومية المتطرفة التي تسنها الكنيست وأيلول الفلسطيني على الأبواب"

كتبت "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة أن حكومة بنيامين نتانياهو في بداية مرحلة التفكك، مشيرة إلى أن وزراءه بدأوا يشتمون رائحة انتخابات قريبة، وعليه فهم لا يترددون في شن الهجوم عليه.
 
وكتبت الصحيفة أنهم صفقوا لنتانياهو لمدة سنتين لكونه استخلص العبر من ولايته السابقة، وأن الوزراء وأعضاء كنيست وصحافيين قالوا إنه أصبح "ثعلبا وسياسيا متمرسا ويعرف كيف يخمد الحرائق قبل اشتعالها".
 
وتابعت أن كل شيء بدأ ينهار حوله دفعة واحدة، وأفلت العقال من يده، وبات أعضاء حكومته وكلتلته لا يخشون منه، مشيرة إلى أنهم "يرون الغضب في الشارع، ويقرأون العناوين، ويفحصون الاستطلاعات ويشتمون رائحة "الدم" (الاشارة إلى الانتخابات)، ويوجهون الانتقادات ويسخرون.. لقد بدأ موسم الانتخابات التمهيدية في الليكود، وليس من المستبعد أن تكون المعركة الانتخابية القادمة قد بدأت".
 
وبحسب الصحيفة فإن ما يؤكد على حالة الضغط التي يعيشها الليكود المواجهة التي وقعت بين الوزير يسرائيل كاتس وبين الوزيرين غلعاد أردن وسيلفان شالوم، وذلك في أطر لم تستخدم من قبل للخصومات السياسية. كما أشارت في هذا السياق إلى تجند وزراء وأعضاء كنيست من كتلة الليكود إلى جانب قضايا اجتماعية ما يشير إلى أنهم يبحثون عن طريقة للوصل إلى جمهور المنتسبين لليكود.
 
وتابعت الصحيفة أن الضغط ليس مقتصرا على الليكود، مشيرة إلى مخاوف إيلي يشاي من أرييه درعي الذي وصفته بأنه "فنان الأزمات الاجتماعية". وفي المقابل تشير إلى أنه من غير المستبعد أن يقوم أفيغدور ليبرمان ذات يوم ويقرر إبعاد حزبه عن "الوحل الجماهيري" الذي يغرق فيه نتانياهو.
 
كما كتبت الصحيفة أن عملية تفكك الحكومة تستغرق وقتا قد يصل إلى شهور. وفي الوقت نفسه "فإن كل رئيس حكومة يدرك أنه عنما يبدأ زملاؤه حول طاولة الحكومة بالتهديد والغمز، ومهاجمة قيادته والاستخاف بقدرته على الإدارة، فإنه عليه أن يتصل بالمتبرعين ويبدأ ببناء طاقم استراتيحي للحملة الانتخابية القادمة".
 
وبحسبها فإن "إيلي يشاي وأفيغدور ليبرمان قد شخصا "السقوط الحر" لنتانياهو، ووقفوا على حجم السخط واليأس في وسط الجمهور الذي يصر على معركته من أجل حياة كريمة ومعقولة، وبالتالي فإن الانفجار سيكون جارفا، وأن المتظاهرين على استعداد لدفع الثمن".
 
كما كتبت أن شركاء نتانياهو الآن بدأوا بالتفكير بأنفسهم، ويفكرون بالخروج من الائتلاف، مشيرة إلى أنه في كل يوم تتزايد فيه الخيام والمظاهرات وإغلاق الطرقات يتسع فإن الدائرة المؤيدة لنتانياهو تتقلص، خاصة وأن الطلاب الجامعيين والأطباء والمختصين والعاملين الاجتماعيين وآباء محبطين وشبانا يتطلعون إلى مستقبل أفضل يخرجون إلى الشارع ويطالبون بالتغيير.
 
كما تتابع الصحيفة أن "شركاء نتانياهو في الائتلاف يعرفون جيدا أن من يتظاهر اليوم في تل أبيب والقدس وبئر السبع سوف ينتقم في صناديق الاقتراح عندما يحين الوقت من الذين مسوا بحياته وأمنه الشخصي وحاولوا عن طريق سلسلة من القوانين الإشكالية تغيير الطابع المتنور للدولة".
 
وبحسبها فإن الوضع اليوم يشبه العام 1999 رغم أن الوضع الأمني جيد والموضع الاقتصادي مستقر إلا أن المستقبل لا يبشر بخير خاصة وأن "العملية السياسية عالقة، ومن ينشطون لنزع شرعية إسرائيل يحتفلون بسلسلة القوانين القومية المتطرفة التي تسنها الكنيست وأيلول الفلسطيني على الأبواب"، مشيرة إلى أنه في العام 1999 أوصل نتانياهو الدولة إلى طريق مسدود أيضا.

التعليقات