الشاباك حاول نزع اعترافات من البرغوثي تثبت دور عرفات في تنفيذ عمليات

"هآرتس" تنشر بعض محاضر التحقيق مع مروان البرغوثي والتي تم الكشف عنها في دعوى أضرار مدنية تجري ضد البرغوثي والسلطة الفلسطينية

الشاباك حاول نزع اعترافات من البرغوثي تثبت دور عرفات في تنفيذ عمليات
نشرت صحيفة "هآرتس" بعض التفاصيل ذات الصلة بالتحقيقات التي أجراها الشاباك مع القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، وذلك استنادا إلى التفاصيل التي نشرت خلال دعوى أضرار مدنية تجري ضد البرغوثي والسلطة الفلسطينية.
 
وكتبت الصحيفة أن البرغوثي، الذي اعتقل قبل عشر سنوات، قد اعترف خلال التحقيق معه بإصدار تعليمات وتقديم أموال لخلايا تابعة لحركة فتح لتنفيذ عمليات قتل فيها إسرائيليون.
 
وبحسب "هآرتس" فإن البرغوثي قد عرض مطولا لدى التحقيق معه حول أسلوب عمل حركة فتح في الانتفاضة الثانية، وعلاقة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بتنفيذ العمليات.
 
تجدر الإشارة إلى أن البرغوثي قد حكم عليه بالسجن لخمسة مؤبدات ينضاف إليها 40 عاما أخرى لدوره في العمليات. ولفتت "هآرتس" في هذا السياق إلى أن كافة استطلاع الرأي في الضفة الغربية تظهر البرغوثي كشخصية هي الأكثر شعبية في الضفة الغربية، وكمرشح لخلافة محمود عباس.
 
وادعت الصحيفة أن البرغوثي، وبعد تردد، زود الشاباك بمعلومات تم إدانته بموجبها وإدانة كبار السمؤولين في الجهاز العسكري. وبحسبها فقد اعترف البرغوثي بتقديم أموال لقادة الخلايا، والتي كان مصدر بعضها من مكتب رئيس السلطة في حينه عرفات، كما قام بتمويل شراء الأسلحة في بضعة حالات، وتلقى التقارير عن عمليات جرى تنفيذها أو يجري التخطيط لها. كما كتبت أن البرغوثي اعترف في أحدها بأنه أصدر أمرا بتنفيذ عملية قتلت فيها مستوطنة بالقرب من "بسغات زئيف" ردا على اغتيال رائد الكرمي في طولكرم.
 
وأضافت الصحيفة أن محققي الشاباك، بحسب محاضر التحقيق، كانوا مصممين على الحصول على أدلة تشير إلى أن عرفات أصدر تعليمات واضحة بتنفيذ عمليات ضد إسرائيل. وأن البرغوثي ادعى أن سياسة عرفات كانت يجري التلميح لها، وأن الناشطين كانوا يدركون نواياه من بين السطور. وبحسبه فإن عرفات لم يصدر أوامر مباشرة لتنفيذ عمليات.
 
كما تدعي محاضر التحقيق أن البرغوثي قد اعترف بأنه قرر المشاركة في تنفيذ العملايت ضد جيش الاحتلال والمستوطنين لكي يحظى بمكانة في وسط شعبه، باعتبار أنه يرفض تلقي "الهدايا" من إسرائيل، وأن "الدولة الفلسطينية يجب أن تقوم بنفسها وتسفك الدماء لهذا الهدف".
 
وكتبت الصحيفة أنه في التحقيقات الأخيرة الموقفة التي أجريت في 10-11 من أيار/مايو 2002 يضغط المحققون على البرغوثي للإدلاء بمعلومات بشأن عرفات، وأن البرغوثي يرد "إن حقيقة تعبير عرفات عن معارضته لتنفيذ عمليات في داخل إسرائيل، فإن ذلك يعني أنه لو كان يعارض الكفاح المسلح في الضفة الغربية وقطاع غزة ضد الاحتلال لكان قد اهتم بإيصال تعليمات واضحة لكل المعنيين بالأمر".
 
وتضيف الصحيفة أن المحققين واصلوا الضغط، وأنهم أبلغوا البرغوثي بأن التحقيق لن ينتهي معه طالما لم يدل بالحقيقة بشأن دور أبو عمار في العمليات. ويرد البرغوثي "لم يكن هناك ضرورة لأوامر مباشرة من عرفات، فالأمور كان تفهم من بين السطور". وردا على طلب المحققين تفسير ذلك، يقول البرغوثي إنه "عندما كان يطلب عرفات وقف إطلاق النار يقوم باستدعاء قادة التنظيم ويصدر أوامره لهم، ويضيف أنه مع انتهاء وقف إطلاق النار فإنهم يعرفون ماذا يجب أن يفعلوه، وأنه من الواضح لكل واحد منهم أن الحديث هو عن مواصلة النشاط العسكري".

التعليقات