"عباس: مستعد لمواصلة المحادثات والتعاون الأمني"

صحيفة "هآرتس" تنقل عن أبي مازن تأكيده على مواصلة التنسيق الأمني بالرغم من الجمود في المفاوضات، ويقول إن "الحديث عن واجب وليس مسألة خيار" وأن علاقات السلطة مع المستويين العسكري والأمني جيدة

عنونت صحيفة "هآرتس"، عددها الصادر صباح اليوم، الأربعاء، بإبراز استعداد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لمواصلة المحادثات والتعاون الأمني مع إسرائيل. كما أبرزت الصحيفة عددا من شروطه بينها إطلاق سراح الأسرى والبدء فورا بالمباحثات حول الحدود وتجميد البناء في المستوطنات، مشيرة إلى أن الرد الإسرائيلي مفاده أن عباس لا يريد السلام.

وفي التفاصيل كتبت الصحيفة أن أبا مازن، في لقائه مع الصحافيين الإسرائيليين يوم أمس، في المقاطعة في رام الله، عبر عن جاهزيته لمواصلة المحادثات لتمديد المفاوضات حتى ما بعد 29 نيسان/ إبريل.

ونقلت عنه قوله إنه بالرغم من الجمود في المفاوضات، إلا أنه ينوي مواصلة التنسيق الأمني مع إسرائيل. وقال إن "الحديث عن واجب وليس مسألة خيار"، مضيفا أنه عندما لم تكن تجري أية مفاوضات استمرت السلطة الفلسطينية بالتنسيق الأمني من أجل منع سفك الدماء وحصول فوضى. بحسب الصحيفة.

كما نقلت عنه قوله إن علاقات السلطة الفلسطينية مع المستويين العسكري والأمني جيدة، وأن السلطة معنية بأن تستمر هكذا. وأدان عباس عملية الخليل التي قتل فيها الضابط الإسرائيلي باروخ مزراحي، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه في العام الماضي سقط 60 شهيدا فلسطينيا ولم تصدر أي إدانة من قبل إسرائيل.

وأوضح عباس أن تمديد المحادثات يجب أن يستند إلى مبدأين: الأول إطلاق سراح أسرى الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو، بما في ذلك أسرى الداخل الفلسطيني وعددهم 14 أسيرا إلى بيوتهم؛ أما الثاني فهو إجراء محادثات فورية لفترة ثلاثة شهور بشأن قضية الحدود، بحيث تتركز المحادثات في هذه الفترة على ترسيم الحدود تقوم إسرائيل خلالها بتجميد البناء في المستوطنات بشكل مطلق.

وأشارت "هآرتس" في المقابل إلى أن مسؤولين إسرائيليين سارعوا إلى  رفض شروط عباس، بادعاء أن هذه الشروط تعني أنه لا يريد السلام. وبحسبهم فإن "من يريد السلام لا يضع المرة تلو المرة شروطا يعرف أن إسرائيل سترفضها".

إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن عباس كان قد صرح أمام الصحافيين الإسرائيليين في رام الله بأن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر، وأن السلطة الفلسطينية اليوم تعمل بدون سلطة وبدون سيادة وبدون استقلال سياسي واقتصادي، مشيرا إلى أن "أي ضابط إسرائيلي صغير يستطيع أن يدخل المقاطعة ويفرق الاجتماع بالقوة".

وفي تطرقه إلى إمكانية حل السلطة الفلسطينية، قال إنه ليس الحديث عن عملية فلسطينية متعمدة، وإنما كنتيجة للسياسة الإسرائيلية. وقال إن "سياسة إسرائيل تجاه السلطة الفلسطينية تفرغها من أية صلاحية".

وقالت "هآرتس" إن عباس عبر عن رغبته في مواصلة المحادثات لمدة تسعة شهور أخرى، ولكن بشرط أن تتركز في القضايا الجوهرية. وقال: "إذا أرادت إسرائيل، وتوصلنا إلى اتفاق ونهاية الصراع، فإنها ستحصل على سلام مع كل الدول العربية بموجب مبادرة السلام العربية، وإلا فلتتسلم السلطة وتكون مسؤولة عن كل شيء بدءا من دفع الرواتب، مرورا بالاهتمام بشؤون المواطنين، وانتهاء بالأمن".

وفي حديثه عن المصالحة مع حركة حماس، قال عباس إن حماس بالنسبة له جزء من الشعب الفلسطيني، وأنه لا يوجد لذلك علاقة بما يسمى بـ"العملية السياسية". وقال إنه بالنسبة له فإن العنوان هو رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، وأنه هو نفسه العنوان بالنسبة لنتانياهو، وإذا كانت نواياه حقيقية فإنه على استعداد للقائه في أي وقت.

كما أوضح عباس أنه لن يعترف بإسرائيل كدولة يهودية. ونقلت الصحيفة عنه قوله "أنتم بأنفسكم من يقرر طبيعة الدولة خاصتكم، وليس أنا".

كما أكد عباس على رفضه للعنف، حتى لو فشلت المفاوضات، ونقل عنه قوله إنه لم يكن في يوم من الأيام داعما للكفاح المسلح، وأنه مع المقاومة الشعبية بمعنى تنظيم مظاهرات بدون عنف.
 

التعليقات