تنظيم "تمرد": من إحراق المساجد والكنائس إلى قتل الفلسطينيين

وثيقة مؤسِسة للتنظيم: نقطة انطلاق التمرد هي أنه لا حق لدولة إسرائيل في الوجود، ولذلك فإننا لسنا ملتزمين بقواعد اللعبة. ودولة إسرائيل هي مبنى أسسه ضعيفة، جدرانه آيلة للسقوط، تتسرب منه المياه من جميع الاتجاهات، وهدمه وبناءه من جديد مكلف أقل بكثير من ترميمه

تنظيم

يدعي جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) أنه كشف مؤخرا، وخصوصا في أعقاب الاعتداء الإرهابي في قرية دوما الفلسطينية، في نهاية الأسبوع الماضي، عن تنظيم يهودي، يدعى "تمرد"، وفقا لصحيفة "هآرتس"، اليوم الجمعة، وأن هذا التنظيم يقف وراء الاعتداءات الإرهابية، مثل إحراق بيوت فلسطينية ومساجد وكنائس، بينها كنيسة الخبز والسمك في طبريا.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم، أنه في أعقاب الكشف عن تنظيم "تمرد"، تبين لمحققي الشاباك والشرطة الإسرائيلية، أنه في نهاية العام الماضي طرأ تغيرا على أفكار أعضاء التنظيم، بحيث أصبحوا يؤيدون قتل فلسطينيين من خلال إحراق بيتهم، بعد أن كانوا يرفضون ذلك في الماضي، ويعتبرون أن حرق مساجد وكنائس ومحاصيل زراعية للفلسطينيين.

لكن هناك عدة أمور ليست واضحة في هذا السياق، مثل: لماذا قرر الشاباك أن هذا التنظيم بات يؤيد إحراق بيوت فقط في نهاية العام الماضي، رغم أنه تم إحراق بيوت فلسطينيين ثلاث مرات على الأقل منذ العام 2013؟ لماذا لم يتمكن الشاباك، الذي يعتبر جهاز أمن وقائي لإسرائيل، التعرف على نشطاء تنظيم "تمرد" ومنعهم من تنفيذ اعتداءات إرهابية، قبل الاعتداء في دوما؟

ويرد تقرير "يديعوت أحرونوت"، اليوم، على هذه الأسئلة بأن السلطات الإسرائيلية كانت تنظر إلى الاعتداءات اليهودية الإرهابية ضد المقدسات وأملاك الفلسطينيين بأنها "مخالفا تلحق أضرارا بأملاك"، أي في المجال الجنائي العادي وليس الأمني – الإرهابي. كذلك فإن حكومات إسرائيل، بحسب التقارير، قيدت أيدي الشاباك ومنعته من اتخاذ إجراءات ضد المتطرفين اليهود، مثل الاعتقال الإداري.

وتحاول السلطات الأمنية الإسرائيلية وصف أعضاء تنظيم "تمرد" بأنهم متطرفون ولا ينصاعون لأحد، ولا حتى للحاخامات المتطرفين في المستوطنات، الذين أكدت تقارير أنهم يدعمون بالفتاوى تنفيذ جرائم واعتداءات ضد الفلسطينيين. ويذكر أن بعض هذه الحاخامات أصدروا فتوى بقتل رئيس حكومة إسرائيل، إسحاق رابين، بعد اتفاق أوسلو.

ويبدو واضحا أن الشاباك لم يكن يجهل ما يدور في أوساط المتطرفين اليهود، مثل "شبيبة التلال" و"جباية الثمن"، لكنه امتنع عن العمل ضدهم بسبب تلقيه أوامر عليا من الحكومة، تحسبا من أن حملة ضد هؤلاء المتطرفين ستثير غضبا في صفوف المستوطنين، فيخسر السياسيون في اليمين قوة انتخابية هامة جدا بالنسبة لهم.

أفكار تنظيم "تمرد"

عثر الشاباك والشرطة خلال حملة اعتقالات ضيقة جدا في صفوف أعضاء تنظيم "تمرد" على وثائق توضح أفكارهم. وجاء في إحدى الوثائق، التي يعتقد أنه كتبها مائير إتينغر، الذي يعتبر زعيم التنظيم وهو حفيد الحاخام المأفون مائير كهانا، وعضو آخر في التنظيم يدعى موشيه أورباخ، أن "نقطة انطلاق التمرد هي أنه لا حق في الوجود لدولة إسرائيل، ولذلك فإننا لسنا ملتزمين بقواعد اللعبة. ودولة إسرائيل هي مبنى أسسه ضعيفة، جدرانه آيلة للسقوط، تتسرب منه المياه من جميع الاتجاهات، وهدمه وبناءه من جديد مكلف أقل بكثير من ترميمه".

وتشير الوثيقة إلى كيفية الهدم، وجاء فيها أنه "توجد نقاط ضعف كثيرة لدولة إسرائيل، وما سنفعله هو إشعال جميع براميل البارود هذه. والهدف هو في نهاية المطاف تقويض أسس الدولة حتى يسود وضع يكون فيه اليهود ملزمون بالحسم بين ما إذا كانوا يريدون الثورة أم قمع التمرد، لأنه لن يكون بالإمكان الاستمرار بالجلوس بدون فعل".

وتعدد الوثيقة خمسة "براميل بارود" ينبغي إشعالها: "رفض تنفيذ الأمر (العسكري) بشكل نشط وعدم الاعتراف بالمحكمة"؛ "إثارة الغليان في جبل الهيكل (الحرم القدسي)، وسد الطريق إلى جبل الهيكل وتنظيم اقتحامات"؛ "التظاهر ضد الكنائس والمطالبة بهدمها والتظاهر ضد السفارات الأجنبية"؛ "تفجير موضوع عرب إسرائيل، الدروز والبدو" و"إكراه ديني في الحيز العام". ويعتبر أعضاء التنظيم أن هذه الأمور ستقود إلى تنصيب ملك على اليهود، وفرض قوانين الشريعة اليهودية، وطرد الفلسطينيين وغير اليهود من البلاد، وفي النهاية إقامة "الهيكل الثالث".    

ووجد الشاباك بحوزة أورباخ وثيقة أخرى، جاء فيها أنه "أحيانا نسأم إلحاق أضرار بأملاك ونريد توجيه ضربة توضح للملاعين أنه إذا أردنا (فعل شيء) لتمكنا... وببساطة نحن نريد إحراق البيت على سكانه... ومحاولة القتل هذه هي أكثر خطورة بالنسبة للصهاينة". ونصح باستخدام زجاجة حارقة من أجل إحراق منزل، مثلما حدث لدى حرق منزل عائلة دوابشة، وإحراق إطارات مطاطية من أجل منع سكان البيت من الخروج منه.  

التعليقات