"المصالح المشتركة لإسرائيل وروسيا في سورية"

بالرغم من تقارب إسرائيل مع الولايات المتحدة، فإن لها علاقات أمنية وطيدة مع موسكو أقوى بكثير مما تبدو عليه

تحت عنوان "المصلحة المشتركة لإسرائيل وروسيا في سورية"، كتبت صحيفة "هآرتس"، اليوم الجمعة، أن التقديرات الروسية لقوة إسرائيل العسكرية ورغبة الأخيرة في الحفاظ على مكانتها في ظل التغيير في ميزان القوى في الجو يتيح تعاونا جيدا أكثر بكثير من تعاون واشنطن وموسكو.

وكتب أنشيل فيفر في الصحيفة، اليوم، أنه في حين أعلن البنتاغون، يوم أمس الأول الأربعاء، رفضه اقتراحا روسيا  بتنسيق العمليات في الأجواء السورية مع وزارة الدفاع في موسكو، وأن واشنطن تكتفي بالحصول على تفاصيل تقنية بهذا الشأن، فقد استكملت في "الكرياه" في تل أبيب المحادثات، وهي من النوع الذي رفضته واشنطن، بين الجيش الإسرائيلي والجيش الروسي برئاسة نائبي رئيسي أركان الجيشين.

وأضاف أن استعداد إسرائيل لإجراء هذه المحادثات يعكس رغبتها في الحافظ على حرية عملها في الأجواء السورية، والتي تقلصت بطبيعة الأمور، خاصة وأنه للمرة الأولى منذ سنوات ينشط في الشمال "سلاح جوي عصري مسلح بشكل جيد". كما تعبر هذه المحادثات عن رغبة روسيا بعدم التصادم مع إسرائيل في الأجواء السورية.

وأشار الكاتب إلى أن حقيقة أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، طلب إجراء لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتمت الموافقة على الطلب فورا، وأن التنيسق العسكري جرى بشكل سريع وسلس نسبيا، يجب ألا تفاجئ، هذه الحقيقة، أحدا، حيث أنه بالرغم من تقارب إسرائيل مع الولايات المتحدة، فإن لها علاقات أمنية وطيدة مع موسكو أقوى بكثير مما تبدو عليه.

وفي هذا السياق أشار الكاتب إلى أنه في حديث جرى بين بوتين وبين الرئيس الإسرائيلي السابق، شمعون بيرس، في افتتاح أولمبيادة بكين عام 2008، تقلت إسرائيل إنذارا ببدء الحرب الروسية في جورجيا، وتلقى مستشارون عسكريون إسرائيليون في جورجيا تعلميات بالخروج من هناك. كما قامت إسرائيل ببيع روسيا طائرات بدون طيار.

ولفت الكاتب إلى أن جهات إسرائيلية قد بررت الرغبة بالحفاظ على علاقات جيدة مع موسكو بأنها نابعة من الخشية  على مصير مئات آلاف اليهود هناك، ولكن، بحسب الكاتب، يتضح أنه لا أساس لهذه المخاوف، وأن بوتين نفسه معني بالعلاقات مع إسرائيل بما لا يقل عن الأخيرة.

إلى ذلك، أشار الكاتب إلى أنه في اللقاء الذي جرى بين رئيس الحكومة السابق، إيهود أولمرت، في موسكو، بعد عدة شهور من الحرب العدوانية على لبنان في تموز/ يوليو من العام 2006، عرض ضباط الجيش أمام الرئيس الروسي شظايا صواريخ مضادة للدبابات استخدمها حزب الله.

ويضيف الكاتب، أنه رغم أن الجهاز الأمني الإسرائيلي لا يصدق ادعاءات موسكو بأن هذه الأسلحة وصلت إلى حزب الله عن طريق الجيش السوري، بدون معرفة موسكو، إلا أنه من المؤكد أنه في العقد الذي سبق الأزمة السورية حصل تراجع ملموس في المبيعات العسكرية الروسية لسورية، وتركز معظمها في تصليح طائرات قديمة لسلاح الجو السوري، حيث كانت تعتمد سورية في هذه الفترة على إيران وكورية الشمالية.

ويتابع أن موسكو حولت اهتمامها لروسيا مرة ثانية بعد بدء الحرب في سورية، وأن إسرائيل وروسيا أبدتا عدة مرات رغبة في التعاون، حيث تجاهل الطرفان حقيقة أن موسكو قامت بتحديث المنظومات الصاروخية البحرية في طرطوس، وعندما تبين أن روسيا تقوم بتفعيل وسائل تنصت في الجانب غير المحتل من الجولان، وعندما تم استهداف أسلحة روسية وصواريخ روسية من الجو في هجمات نسبت لسلاح الجو الإسرائيلي.

ويخلص الكاتب إلى أن "نتنياهو عرف ما يريد أن يسمعه بوتين عندما وصل إلى موسكو، الشهر الماضي، وهو تعهد بألا تعمل إسرائيل بشكل فعال على إسقاط نظام بشار الأسد. وفي حين أن إدارة الرئيس باراك أوباما وحلفاء الولايات المتحدة في شمال الأطلسي يحاولون تحليل النوايا الحقيقية لبوتين، يبدو أن زعماء إسرائيل وروسيا يدركون جيدا مصالح كل طرف. ورغم أن الحديث ليس عن تحالف عسكري رسمي، ولكن في الوضع الحالي للشرق الأوسط فإن ذلك لا يستخف به".  

التعليقات