محللون: إسرائيل تتحسب من جبهة مع غزة

اعتبر محللون إسرائيليون أن موجة التصعيد الأمني في القدس الشرقية والاحتجاجات في المدن العربية والمختلطة داخل الخط الأخضر يمكن السيطرة عليها وبدو مطمئنين حيال الهدوء fالضفة، لكنهم أجمعوا على التحسب من فتح جبهة مع غزة

محللون: إسرائيل تتحسب من جبهة مع غزة

اعتبر محللون إسرائيليون، اليوم الأحد، أن موجة التصعيد الأمني في القدس الشرقية والاحتجاجات في المدن العربية والمختلطة داخل الخط الأخضر يمكن السيطرة عليها واحتوائها خلال الأسابيع المقبلة وبدو مطمئنين حيال "الهدوء" في الضفة الغربية، لكنهم أجمعوا على التحسب من فتح جبهة مع غزة.

وفي موازاة استمرار عمليات الطعن والمظاهرات والمواجهات، في القدس المحتلة وداخل الخط الأخضر، احتجاجا على استفزازات الاحتلال ومستوطنيه في القدس، وخاصة في الحرم القدسي، اندلعت أمس مواجهات عنيفة عند الشريط الحدودي لقطاع غزة، عندما تدفق آلاف المواطنين الفلسطينيين من القطاع باتجاهه، تضامنا مع المقدسيين، بينما رد جيش الاحتلال بإطلاق النار ما أسفر عن استشهاد تسعة فلسطينيين.

كذلك استشهدت امرأة حامل وطفلتها الرضيعة، فجر اليوم، جراء غارة للطيران الحربي الإسرائيلي على غزة، بادعاء الرد على إطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل لم يحدث أضرارا أو يتسبب بإصابات.

وكتب محلل الشؤون الأمنية في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوءاف ليمور، أنه "في هذه المرحلة، يوجد إصرار في إسرائيل والسلطة الفلسطينية على احتواء الأحداث، والامتناع قدر الإمكان عن امتدادها إلى مواجهة واسعة"، معتبرا أن الاحتلال الإسرائيلي "يحرص على عدم المس بنسيج الحياة المدني للفلسطينيين في الضفة" وأن المواجهات بالضفة هي "أحداث صغيرة نسبيا لا يشارك فيها أكثر من 100 إلى 200 شخص".

وأضاف ليمور أنه "طالما أن هذه المواجهات لا تنتهي بقتلى، بالإمكان منع التصعيد"، ولذلك فإن قادة جيش الاحتلال يعتقدون أن تعزيز قواته بأربع كتائب هو أمر كاف حاليا، وأن تغيرا في الوضع يمكن أن يحدث في حال انضم إلى المواجهات شبيبة حركة فتح والنشطاء في المخيمات.

واعتبر ليمور أن "مشكلة إسرائيل الأساسية هي داخل الخط الأخضر ومع مواطنيها. إذ أن جميع العمليات التي وقعت في الأيام الأخيرة كانت داخل إسرائيل، ونفذ غالبيتها عرب إسرائيليون أو من شرقي القدس. كما أن العمليات التي نفذها فلسطينيون من الضفة كانوا يتواجدون في إسرائيل بصورة غير قانونية. ولهذا السبب امتنعت إسرائيل عن فرض إغلاق على المناطق، بسبب الإدراك أن ثمة ما يخسره من لديه عملا في إسرائيل".

وتابع ليمور أن "إسرائيل لا تواجه خطرا وجوديا. والمطلوب هو حزم أمني، إلى جانب ترجيح للرأي، وصبر وحكمة سياسية وبرغماتية سياسية، من أجل التغلب على هذه الموجة، علما أنها ليست الأخيرة".

من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ألكس فيشمان، هو الآخر أن مشكلة إسرائيل مع مواطنيها العرب، وخصوصا النواب العرب، وبشكل خاص نواب التجمع، جمال زحالقة وحنين زعبي، وكذلك الحركة الإسلامية الشمالية. ودها فيشمان إلى منع النواب العرب من دخول الحرم القدسي، اليوم.

وحول المواجهات عند الشريط الحدودي في قطاع غزة أمس، اعتبر فيشمان أن حماس سمحت لهم بالتدفق نحو الشريط وأنها بذلك تشارك بحصتها في المواجهات. وأضاف أن "حماس ستخضع لامتحان صباح اليوم" وما إذا كانت ستطلق صواريخ أم لا، وإذا فعلت فإن هذا سيكون تكرارا لأحداث صيف العام الماضي.

وتوقف المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، عند هذه النقطة بالذات، واعتبر أحداث الأمس في القطاع أنها تشكل "تحولا خطيرا".

وكتب هارئيل أنه "قد يكون لموت تسعة فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي في مواجهات عند حدود قطاع غزة انعكاسات على طبيعة المواجهة الحالية: لأول مرة نشأ خطر امتداد القتال إلى جبهة أخرى في القطاع".

وأردف أنه "هكذا حدث في صيف العام الماضي، عندما نشبت الحرب في غزة استمرارا لخطف وقتل الفتية (المستوطنين) الثلاثة في غوش عتصيون (بالضفة الغربية)".

وأضاف هارئيل أن "السؤال الآن هو ما هي مصلحة حماس. فمنذ الحرب تبذل الحركة جهدا بعدم المخاطرة بمواجهة جديدة مع إسرائيل، لكن من الجائز هذه المرة أن يسمح لحشود بالتوجه إلى الشريط الحدودي من خلال الإدراك بأنهم سيتعرضون للأذى، وبذلك تسهم من تصعيد المواجهة من دون التورط بجولة قتال في القطاع".

وأشار هارئيل إلى وجود "قلق" في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي من سيناريو كهذا الذي "من شأنه أن يقزّم أحداث الأسبوع الماضي ويذكر بالصيف الماضي".

كذلك أشار هارئيل إلى أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين "ليسوا متأكدين من أن الفلسطيني (على ما يبدو يقصد الشهيد فادي علون) الذي طعن في شارع هنيفيئيم وقتل بإطلاق نار، قد نفذ فعلا عملية طعن" وأنه ربما كان يتعارك مع شبان يهود واستل سكينا.

كذلك عبر هارئيل، كغيره من المحللين الإسرائيليين، عن استغرابه وتشككه في ظروف إطلاق أفراد شرطة النار على الشابة النصراوية إسراء عابد، في العفولة، أول من أمس. ولفت إلى أن جنديا إسرائيليا قال لقنوات تلفزيون إن عابد "حاولت طعني" ولكنه سارع إلى تصحيح نفسه بقوله إنه شاهدها تمسك بسكين. 

التعليقات