تحليل: إسرائيل لا تنوي مهاجمة غزة حاليًا

إن إعلان حماس حول الأنفاق لن يدفع إسرائيل لأن تهاجم حماس قريبًا، لكنه يثير الخوف لدى مستوطنات غلاف غزة، وسبب موجة انتقادات، خاصة من اليسار الصهيوني مثل "المعسكر الصهيوني" و"ييش عتيد"

تحليل: إسرائيل لا تنوي مهاجمة غزة حاليًا

أ.ف.ب

ازدادت وتيرة التصريحات الإعلامية المتبادلة بين حركة حماس وقادة إسرائيل في الأيام الأخيرة، حول حفر الأنفاق من غزة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، لكن، بحسب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هريئيل، لن تقود هذه التصريحات إلى مواجهة قريبة بين إسرائيل وحماس. 

ويوم الجمعة الماضي، صرّح نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أن حماس تحفر الأنفاق كجزء من الاستعدادات لأي مواجهة مستقبلية مع إسرائيل، وللدفاع عن الشعب الفلسطيني ومقدساته. 

وفي الأول من أمس (الأحد)، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بينامين نتنياهو، أنه "في حال تمت مهاجمتنا من خلال الأنفاق الممتدة من غزة، سنستعمل القوة المفرطة للرد، ستكون هذه القوة أكبر من التي استعملناها في الحرب الأخيرة".

وقال هريئيل، استنادًا إلى مصادر عسكرية رفيعة، إن إعلان حماس حول الأنفاق لن يدفع إسرائيل لأن تهاجم حماس قريبًا، لكنه يثير الخوف لدى مستوطنات غلاف غزة، وسبب موجة انتقادات، خاصة من اليسار الصهيوني مثل "المعسكر الصهيوني" و"ييش عتيد". وقال زعيم "المعسكر الصهيوني"، يتسحاك هرتسوغ، إن على إسرائيل عدم التردد وإعطاء الأوامر للجيش بتدمير الأنفاق وإنهاء هذا التهديد. 

ولكن حاليًا، تسعى المنظومة الأمنية الإسرائيلية إلى التهدئة، بحسب هريئيل، لأنها بصدد تكثيف جهودها لتحديد مكان الأنفاق الهجومية التي تمتد من داخل القطاع إلى الأراضي الإسرائيلية.  

ونقل هريئيل عن مصادره إن إسرائيل لن تبادر شن هجوم عسكري على حركة حماس حاليًا، إلا في حال قامت الأخيرة بتنفيذ عمليات وتشكيل خلايا في الضفة الغربية.

وما يثير قلق إسرائيل حاليًا هو أن يؤدي تتابع التصريحات الإعلامية إلى سوء تقدير لدى حماس، يجعلها مقتنعة أن إسرائيل تنوي مهجمتها، وقد يؤدي سوء التقدير هذا إلى قيامها بهجوم مباغت لكي تحفظ الحركة لنفسها عامل المفاجأة وضرب إسرائيل قبل أن تشن الأخيرة أي هجوم. ولهذا، بحسب هريئيل، دعا جهاز الأمن أعضاء الكنيست إلى التحلي بالمسؤولية وعدم إطلاق تصريحات تصعيدية من شأنها أن تدفع حماس للاعتقاد أنّ إسرائيل تبحث عن مبرر لشن هجوم على القطاع وافتعال حرب جديدة. 

التعليقات